آية كريمة إستوقفتني
وبما إنها نداء لمن آمن بالله العلي العظيم من العالمين
فقد قررت أن أشاركم تدبرها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابي في الله ... كل عام وأنتم بخير ... أهل علينا شهر كريم، شهر الخير وبالبركة والنفحات، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.... أعاده الله علينا وعلى أمة محمد بالنصر والخير والبركات...
لما كنت مهتما بنداءات الرحمن لعباده الكرام... والتى جاءت في القرآن 88 مرة ، خطر ببالي أن أبحث في آخر نداء للذين آمنوا ... وكانت المفاجأة الكبرى.... إليكم النداء لنعيش سويا كلماته الرقيقة والبالغة الحكمة والرحمة والعدل والأمل في الله سبحانه وتعالى وحده:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) }التحريم .
ما سبق هو آخر نداء من الله العلي العظيم للذين آمنوا.... وكأنه سبحانه يحذرنا قبل فوات الآوان يقول لنا هذا هو آخر نداء مني لكم... فتوبوا إلى الله توبة نصوحا... آخر نداء... ليس هناك في القرآن نداءا بعده، هذا هو الأخير، رقم 88 ... لقد نادى الله علي من به آمن 88 مرة... ويأتي النداء الأخير وكأنه سبحانه وتعالى يقول ... هذا هو آخر نداء، فتوبوا إلى الله توبة نصوح...
ثم يطمأننا { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ }وكأنه سبحانه وتعالى يقول عودوا إلى سنة نبيكم.. لا تنسو رسول الله ... اتبعوا الرسول صل اللهم عليه وسلم ... لا تهجروا سنته، ولا تهجروا القرآن، ولا تعطوا ظهوركم لندائي، ففيه نجاتكم... وفوزكم بجنات النعيم...
{ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
وكأني أرى النداء قد خصصه الله سبحانه وتعالى لنا نحن أبناء هذا العصر، الكل يتصارع، والكل يعظ، والكل يعرف، والكل يتفلسف، والكل يتسابق، والكل يجري...
أزمات طاحنة، وصراع قاتل، وفتن تخرج علينا من كل فج عميق، مرضى بغير علاج، ولاجئين بغير مأوى، وقتلى بغير سبب، وشباب عاطل وآخر يقتل ، وفريق غارق في المخدرات، وفريق قد أحترف السرقة والسلب والنهب والرشوة....
حاكم يبيد شعبه، وشعب ينقسم اقساما هذا مع وهذا ضد هذا.... ما الحل إذا ؟؟؟ أليس الحل هو تلبية نداء الرحمن لعباده الكرام؟؟؟؟ ألا ترى معي أن هذا هو الحل الوحيد؟؟؟؟
إن أول عشر نداءات هي عبارة عشرة مبادئ أخلاقية تؤسس الشخصية الإسلامية والمجتمع الإسلامي العادل، المتماسك والمترابط، طريقه واحد، ولغته واحدة وربه واحد، وأخلاقه يستقيها من منبع واحد... لماذا نهمل النور الذي جاء به من بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين { صل اللهم عليه وسلبم }؟
إن كنت ترى ما أرى فلبي نداء ربك فانشرها لعل من يقرأها يعود إلى الله تائبا... وإن كنت ترى عكس ذلك ، فقل لي أنت بالله عليك ما الحل؟؟؟ إن لم نعد إلى الله تائبين نادمين فما الحل إذا؟؟؟؟
من سخرجنا من ظلومات الظلم والإستبداد؟ من سينجينا من الهلاك؟
هلما بنا نلبي نداء ربنا لعل وعسى أن يكشف عن الأمة تلك الغمة والهوان والهلاك...