حقيقة السعادة

وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

               يقول الله تعالى في محكم آياته:

وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود

السعادة مثل أي شيئ من نعم الله ... مخزونة عنده سبحانه ... ينعم بها على من يشاء من عباده... وهو لديه مفاتيح كل شيئ، يعطي السعادة كما يعطي المال والصحة والبنون والقصور والملك... كل بما يستحق، وعلى قدر إيمانه بالله يقطف ثمرات إيمانه، في اجمل صورة تشرح صدره وتطمئن قلبه....

 السعادة عند الله ... يرزقها الله لمن يشاء من  عباده.... ولكن كلنا يعلم أن شياطين الإنس والجن يزينون المسائل الزائفة لتبدو وكأنها حقيقية... فيزين لك عقلك أو نفسك أو شيطانك... أن سعادتك هناك في شيئ معين، شيئ لو فعلته ربما اغضبت ربك... فتفعله من أجل حصولك على السعادة.... وربما تمتعت به  متعة سريعة زائفة تقعد بعدها ملوما محسورا...وهنا تعرف إن كانت سعادتك حقيقية أم زائفة، فإذا ما تلاشت واختفت بإنهاء متعتك، فاعلم أنها كانت زائفة ومزيفة، وقد زينها لك أعدائك.

وإليك آية هي دليل كلامي حتى لايقع احدنا في براثين المعصية،{{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) }} سورة البقرة. كل شيئ مخزون عند ربك... فلا تطلبه من غيره فتضل وتشقى... أن أردت المال او السعادة او المرأة أو الأولاد أو الصحة او أي شيئ حتى تحقيق شهواتك وغرائزك اطلبه من الله ... تقرب إليه بالطاعات وسيعطيك عطاء الكريم دون أن تطلب.... ألم ترى كيف طلب سليمان من ربه ملكا لا ينبغي لغيره:{{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) }} سورة ص. أقرأو قصة سليمان .. لقد كان هبة الله لأبيه داوود، ونشأ وترعرع في مملكة عظيمة ، وذات يوم رأي الجياد في جمالها فأعجب بها أعجابا شديدا أنساه ذكر ربه فاستغفر وطلب من ربه ما قد سمعتم في الآية السابقة....

 إن أردت أن تحصل على أي شيئ  أجعله كبيرا جدا ، واخفيه في نفسك، ثم تقرب إلى الله بأحد الأعمال الصالحة ولو كان صغيرا جدا، واجعله خالصا لله العلي العظيم  ولكن داوم عليه، ثم استغفره وتب إليه واطلب منه ما تريد، سيلبي لك على الفور، واستطيع ان اقسم لك على ذلك.....

على فكرة لست مفسرا للقرآن ، ولكني اتكلم من واقع الأمور والحقائق التى وجدتها في مشوار حياتي متقلبا بين البلاد والعباد.

ادعو الله لي ولكم بصالح الأعمال والثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأن يعطينا من فضله موجبات رحمته وعزائم مغفرته ، ثم يرزقنا من فضله شكر نعمته وحسن عبادته، لي ولكل من قرأها وقال آمين.