نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

هل تعرف بدقة ما أوجبه الله عليك؟

هل تعرف واجباتك نحو ربك عندما يعطيك وعندما يمنعك؟

هل تعرف لماذا أعطاك المال؟

وهل تعرف لماذا حرمك منه؟

هل تعرف كيف تشكر لله نعمه عليك؟

ما هو مفهومك الحقيقي عن الفقر والغنى؟

ستجد الإجابة على كل تلك الأسئلة في سورة الفجر... فإن إردت أن تعرف نفسك وتراها بشكل أوضح، وإن أردت معرفة الحقائق التى غابت عنا نحن أبناء هذا العصر..فتابع معي رحمك الله كلام ربك....

بسم الله الرحمن الرحيم

 من رحمة المولى عز وجل بالإنسان .. أن صور له كل الماضي، من تاريخ الأمم السابقة..وكل الأحداث الكبيرة والمهمة والتى غيرت حياة الأمم تغيير شامل.. وأيضا أعطى صورة مشرقة بالأمل للحاضر الذي نعيشه، ثم صور لنا نهاية المطاف في الحياة الدنيا تصوير دقيق ومؤثر جدا في كل النفوس..

 وكل ذلك من الماضي{ تاريخ الأمم السابقة} والحاضر{ حاضر كل إنسان في العصر الحالي.. إهتماماته، طموحاته، وأهدافه،}..

 بل وصور لنا الحالة التى عليها كل الخلق، من سعادة وشقاء.. ثم في النهاية يصور لنا نهاية الدنيا.. تصوير دقيق ومخيف.. صادق وأمين.. بغير مبالغة أو تزوير.. وكل ذلك في سورة صغيرة من سور القرآن الكريم،.. إنها سور الفجر...فهيا بنا نعيش معها لحظات.. فمن بعدها ربما استطعنا أن نحدد طريقنا الصحيح إلى النجاح و الفلاح في الدنيا والآخرة...

وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)

يقسم المولى عز وجل بخمسة أشياء، يقسم بالفجر.. وهو قسم في غاية العظمة والأهمية.. فالفجر يعلن عن بداية يوم جديد من عمرنا.. يسعد فيه من سعد، ويشقى فيه من شقي..

وبالشفع والوتر..كذلك الليالي الفردية... وركعتا الشفع، ثم الوتر بعدها... دليل عظمتها أن أقسم الله سبحانه وتعالى بها...

 وبالليل إذا يسر... لست هنا مفسرا للآية.. ولكن فقط أريد منك عزيز القارئ أن تعيش هذه اللحظات من الحياة لأنها تحمل من الأهمية بمكان حيث أقسم بها الخالق العظيم  سبحانه .

 هناك ملايين من الناس ينتظرون بذوغ الفجر لينطلقوا إلى عملهم.. وهناك ملايين أخرى يعيشون هذه اللحظات الفارقة.. التى تفرق بين سكون الليل و ضجيج النهار.. يعيشونها وهم يصلون ويسبحون ويذكرون ربهم.. كما أن هناك ملايين الملايين من الحيوانات والحشرات يخروجون للبحث عن رزقهم مع أول ضوء ..

إذا ففي الفجر ينقسم فيه العالم أجمع إلى قسمين، قسم عابد لله ذاكرا ومسبحا له، أو ساعيا إلى شيء من فضل الله، والقسم الآخر قد غفل عن تلك اللحظات فهو إما غارق في النوم ، أو لاهيا غافلا عن ذكر الله. 

   كما يٌقسم العلي العظيم بالشفع والوتر،ثم يقسم بالليل إذا يسر.. عندما يدخل الليل رويدا رويدا.. وكما أن النهار له ما له من أهمية، فإن الليل لا يقل أهمية وانتظارا.. فيه نرتاح.. وفيه نستشعر لحظات الهدوء والراحة.. وفيه نجتمع بمن نحب من أهلنا، وفيه يحصل المؤمن على تشريفه من الله بقيام الليل..

   ثم يوجه الخالق الواحد القهار سؤلا لمن خلق من الإنس والجن:..

هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)

يسأل المولى عز وجل هل في كل ما أقسمت به كفاية لمن لديه عقل لكي ينتبه ؟؟

إذا المولى سبحانه وتعالى سيقص علينا شيئا في غاية الأهمية .. لذلك أقسم سبحانه بأشياء خمسة، وهي من أعظم الأشياء والتى يعرفها الكبير والصغير من الجن والإنس.. ثم يوجه سؤاله .. هل هناك من يعتبر ..هل هناك من سيعطينى إهتمامه ويستمع ليتعظ.. هل هناك عاقل يسمعنى ؟؟

 نعم يارب العالمين .. كلنا آذان صاغية.. لك الحمد ربي حتى ترضى.. حمدا للطفك ورحمتك بنا.. أخذتنا الدنيا وغرقنا في المعاصي.. وها أنت تنادينا لتدلنا وتمد لنا حبل النجاة ..

وأنا أقسم لكم بالله العلي العظيم، أنني على يقين من أن هذا القسم هو لنا أبناء هذا العصر، الذي قاربنا فيه إلى نهايات كل شيئ... لقد وصلنا إلى القمم العالية... وإلى أعلى مستوى من التكنولوجيا والعلم والثقافة... وأصبحت الكلمة تنتشر بسرعة الضوء، بعد أن وصلت لأعداد أكثر من قياسية، ملايين الملاين من الكلمات كل ثانية، ما بين كلمة مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة..  

إذا فما علينا الآن إلا أن نجيب على سؤال المولى عز وجل :  هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ؟

لبيك ربنا وسعديك... سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير...

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ(11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)

هنا يصور لنا المولى تبارك وتعالى المصير التى صارت إليه الأمم السابقة، وكيف كانت قوتها وحضارتها وظلمها، ثم كيف أنتهت...

         الآن ما سيأتي هو الأهم .. فأرجو أن ندقق وننتبه..

فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)

هذه نقلة كبيرة وفي غاية الأهمية .. الآن المولى عز وجل يحدثنا عن الإنسان .. ذلك المخلوق العجيب الذي خلقه بيده وجعله خليفة في الأرض ليعمرها ويخلف بعضه بعضا كما أوضح فضيلة الدكتور محمد هدايا ، جزاه الله عنا كل خير ، فقد قام بتصحيح مفهومنا الخاطئ، فإن منا من كان يعتقد أن الإنسان خليفة الله في أرضه، وهذا لا يجوز.

 ثم أسجد له ملآئكته.. خلقه سميعا بصيرا، وذو إرادة حرة، وعقل هو من أعظم المخلوقات الظاهرة على الأرض.. يحدثنا سيدنا على ابن ابي طالب رضي الله عنه، عن العقل عندما سألوه عن أكبر المخلوقات الظاهرة على الأرض، فقال هم عشرة:

1.       الجبال الرواسي. {{ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}}

2.       الحديد يقطع الجبل. .{{ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) سبأ }}

3.       والنار تأكل الحديد..  {{  حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ }}. عمران

4.       والماء يطفئ النار.{ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ } الأعراف.

5.      والسحاب يحمل الماء...{{ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ }} الرعد

6.      والهواء يحمل السحاب.{ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} البقرة

7.   والعقل يتوارى من الريح..{{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }} النحل. العقل في المرتبة السابعة.. سابع أكبر مخلوقات الله.. هو أقوى من كل الذي تحته، فكل الذي تحته قد سخره الله للإنسان، لو استطعنا أن نستوعب هذا وندركه،أدركنا على الفور المهمة التى من أجلها أوجدنا الله في الأرض لنعمرها.

وقبل أن نخرج من هذه النقطة، أريد أن أوضح شيئا: مهمة وجودنا في الأرض يحدده الله سبحانه وتعالى لنا في محكم آياته: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات }، كل ما وكلنا به من أعمال ومهام  وسعي، إنما يعد كل ذلك عبادة لله سبحانه وتعالى إن توجهنا بها إلى الله وقصدنا بها وجه الكريم. 

8.      والسكر يغلب العقل..{ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}النساء

9.      النوم يغلب السكر..{ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا } الفرقان

10.  والهم يغلب النوم..وأعتقد أن الهم كلنا يعرفه، فهو من أقوى جنود الله،الهم والخوف والجوع، كلها أقوى من النوم.

سبحانك ربي علم الإنسان ما لم يعلم.. الآن أصحاب الحضارات المتغطرفة، لم يصلوا بعد إلى علم هذا الصحابي الجليل علي ابن أبي طالب، الذي لم يدرس في السوربون،ولا في أي جامعة أوروبية، ولكن علمه شديد القوى الذي خلق الإنسان علمه البيان.. إن اقصى ما وصلوا إليه هؤلاء المتغضرفون هو ما أسموه { LOS CUATRO ELEMENTOS } اربعة مصادر رئيسية للغذاء.. الأرض، الهواء، النار والهواء.

       الآن نعود إلى القصد من هذه السورة الكريمة التى يخاطب فيها المولى عز وجل الضمير الإنساني وعقله الواعي :..

فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ

طبعا شيء طبيعي أن يقول الإنسان رَبِّي أَكْرَمَنِ لأنه فعلا أكرمه الله ثم نعمه.. ولكن المسألة ليست كذلك.. ولنستمر مع الآية التالية حتى نعرف المراد من الخطاب..

وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)

هذا صنف آخر من الناس .. يشعر بسوء حظه.. يشعر بأنه أهُين.. إنه غير راض.. له مشكلة كبيرة.. ولكن ألا نرى الغالبية العظمى من الناس في هذا العصر ينقسمون فعلا إلا قسمين.. قسم يقول لك أنا ربنا كارمني والحمد لله، والآخر يقول لك .. أنا مش عارف أنا عملت إيه في حياتي .. رزقي ضيق وحظي سيئ.. أنا لا أقول كل الناس هكذا .. ولكن معظم الناس نسمع منهم هذا الكلام .. هذا الأمر أصبح واقع حياتنا الأليم.. وهيا بنا نسمع بماذا رد الله على الطرفين.. على الذي قال ربي أكرمن، والآخر الذي قال ربي أهانن..

كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)

 

قال الله كلا .. كلا هي الكلمة النافية نفيا مطلقا.. كلا لمن قال رب أكرمن، وكلا لمن قال رب أهانن، بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ .. كان يجب عليك أن تكرم اليتيم كما أكرمتك.. وأن تأمر أهلك وعمالك بتقديم الطعام لكل مسكين.. شرطان وضعهما لمن يشعر بكرم ربه له.. عليه أن يخرج حق النعمة.. لقد أنعم الله عليك لتكون سببا لإسعاد الآخرين.. لقد أكرمك الله ونعمك لتكرم أنت بدورك من هم دونك من خلقه.. والشيء القوي حقا هنا أن الله لم يأمره بإطعام المسكين فحسب بل بالحض على إطعامه.. إذا عليك شرطان يجب أن تحققهما:

1.      إكرام اليتيم كما أكرمك الله..{ والإكرام هنا يحتم عليك إعطائه من حبك وحنانك ورعايتك وكأنه أبنك، وهذه هي البطولة.. أن تبني لليتيم  مستقبله كما بنيت وتبنيت مستقبل إبنك. وهذا هو الكرم.

2.      والحض { أي الأمر  } بإطعام المساكين..{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) } سورة الإنسان، عجيب أن تأتي هذه الآية في سورة الإنسان. لنرقى إلى مستوى الإنسانية التى إرتضاها لنا ربنا....

       والآن تعالوا بنا نسمع ماذا قال ربنا لمن يعتقد أنه أُهين:

وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)

أما أنت يا من تعتقد أن الله أهانك .. ها هو المولى برحمته يتولاك ويدلك على العلاج لتتخلص من هذا الشعور بالنقص والإهانة..

1.   لا تأكل التراث.. أي لا تكذب، لا تسرق، لا تقتل .. لأن المال إبتلاء.. أي إمتحان.. وقد عافاك الله من هذا الإبتلاء الذي هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث في البشرية من ظلم وقتل وسلب ونهب...

2.      أرضى بما قسم الله لك وانزع من قلبك حبك للمال والماديات.. أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

حديث: اتق المحارم تكن أعبد الناس ، و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس و أحسن الى جارك تكن مؤمنا ، و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، و لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب ، كن ورعا  تكن أعبد الناس ، و كن قنعا تكن أشكر الناس و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا ، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 930
خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده 

ألا ترون معي أننا نحن أبناء هذا العصر في أشد الحاجة أن نعيش الآن بهذه المفاهيم الجميلة والقيم الأخلاقية العالية لكي نخرج من تلك الأزمات الإنسانية الطاحنة، والتى تقضي على القلة القليلة التى بقيت من رائحة أخلاقنا وعاداتنا القديمة.

ثم يصور لنا المولى عز وجل المستقبل كله، مستقبل البشرية كلها، في صورة معبرة ودقيقة ومؤثرة وقوية جدا... هاهي فهيا بنا نعيشها ونتعوذ بالله من شرورها ونسأله سبحانه من خيرها:

كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر.

 وفي هذا الأمرقد خصص المولى عز وجل نداء للذين به آمنوا يدلهم فيه على وسيلة النجاة من العذاب، على إطلاقه، وبجميع أشكاله وألوانه.. فاسمعوا معي وهيا بنا نعيش معا في رحاب آية النجاة من العذاب الأليم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) } الصف

إن كل ما تقوم به نحو الآخرين من أهلك وعشيرتك وجيرانك وأصدقائك، إن كان خالصا لوجه الله تعالى، أصبح تجارتك مع الله التى لا تبور ، ثم ينجيك الله على أثرها من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة،.

هل نتخيل مجتمع بهذه الصورة الجميلة والأسس البديعة العادلة، التى وضعها رب الناس لكل الناس.. لو كل منا أكرم يتيما وأطعم مسكينا..ولو كل منا قدم للآخر البعيد والقريب ما استطاع مما يحتاج لعاشت البلاد والعباد في سعادة وهناء. وهيا بنا إلى حسن الختام ولنسمع ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن:

" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه "

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الجامع خلاصة حكم المحدث: صحيح

أخي في الله إن مجتماعتنا العربية في حاجة ماسة لكل كلمة تغير مفهوم خاطئ، أو تذكرنا بكلام  رب العالمين.. فلا تجعلها تقف عندك وإنما أعمل على نشرها بين من تحب، والدال على الخير كفاعله.

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,378

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »