حسن الظن بالله العلي العظيم
الحل الأمثل لكل ما ينتابنا من قلق وخوف من المستقبل، أو خوف من الناس
هو حسن الظن بالله
ولكن حسن الظن بالله يلزمه خطوات عملية... نصل عن طريقها إلى حسن الظن بالله بكل ما نملك من قوة ويقين....
وأنا أرى والله أعلى وأعلم ... أن أقصر طريق للوصول إلى حسن الظن بالله
هو العطاء الإلهي الرباني لمن به آمنوا
فقد نادى المولي عز وجل على من به آمنوا
ليعطيهم الطريقة المثلى لكي يحولوا حياتهم إلى حياة مثالية وجميلة
ويحولوا بيوتهم إلى روضة من رياض الجنة
وذلك كله وضعه الله سبحانه وتعالى في آية هي عبارة عن نداء منه سبحانه يقول فيه:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
استعينوا بالصبر والصلاة... كلنا يعرف قدر الصلاة، وقد قدم الله الصبر على الصلاة
ذلك لأن الصبر إذا اقترن بالصلاة فهو ضياء يضيئ حياة الصابرين
وهو أكبر عطاء، وهو أجمل ما يقتنيه إنسان، وذلك لأن الله معهم
عليكم بالصبر مع الصلاة... لقد قرن الله سبحانه وتعالى بينهما
فلا يمكن التفريق بينهما بحال من الأحوال
ثم نأتي إلى المرحلة الثانية من النداء
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
إن أقصى ما يؤلم الإنسان هو فقدان عزيز عليه
وهنا يأتي دور حُسن الظن بالله
يقول لك الله
لا تقلق ولاتحزن وأحسن الظن بربك فهو وليك ووليهم وهو أرحم بهم منك
ثم تأتي المرحلة الثالثة والتى أرى معظم الناس فيها:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
عندما تنزلق أقدامنا.. وتأخذنا دوامة الحياة.. وتتشتت أفكارنا... ويزيغ بصرنا... ونتأثر بالمؤثرات الخارجية ممن حولنا.. كل هذا يجعلنا نشعر بخوف شديد، وقلق بالغ، ونقص شديد في كل مالدينا.. هنا يعود بنا مولانا إلى رحابه، يقول لك لا تقلق، فأنا الذي أصبتك بهذا لتعود إلى... فأستقبلك إستقبال المحب لحبيبه واستقبال الولي لوليه... ولكن عليك بالصبر.... وهنا لم يذكر الصلاة... لأنه سبحانه قد جمع بينهم إلى الأبد في قرآن يتلي إلى يوم الدين.. فعليك بالصبر والصلاة... والنتيجة هي بشرى من الله
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
من هم يارب العالمين؟؟؟ يجيب المولى عز وجل
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
قلل إنا لله وإنا إليه راجعون... ولكن عليك أن تقولها .. وأن تعيشها بكل كيانك.. بعقلك وقلبك وبحسن ظنك بربك ...فأنت فعلا لله شئت هذا أم أبيت، وأنت أمرك كله بين يديه، شئت هذا أم أبيت، وأنت راجع إليه ومصيرك سيكون بين يديه سبحانه شئت ذلك أم أبيت، فقلها إذن أنت مؤمن بها
إذا فعلت هذا دخلت فيمن قال الله سبحانه وتعالى فيهم
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة.
في هذه الحالة تتنزل عليك صلوات ربك ورحمته.. تتنزل عليك الملائكة بالهدايا والترحاب.. فرحين بعودتك إلى ربك وخالقك..
حينئذ ستشعر بهداية ربك في قلبك وعقلك وجميع جوارك وفؤادك
ستبكي بشدة على كل لحظة مرت عليك وانت في غير وصال مع ربك.
اللهم رب العالمين .. رب موسى وهارون... ورب محمد الهادي المصطفى الصادق الوعد الأمين
ورب أبراهيم واسماعيل ندعوك ربنا أن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن تهب لكل من يقرأ هذه ضالته وتستجيب دعاءه وتبلغه غايته من الهدوء والطمأنينة والسكينة والسعادة في الدارين يارب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين، والحمد لله رب العالمين .
ساحة النقاش