بسم الله يبدأ كل نجيب ومفيد
وبكلام ربي لا يُعلى عليه كلام
فإن أردت أن تطرب وتنعم وتنسجم فعليك بالإستماع
فخير الكلام هو كلام رب العالمين
الذي لو سمعه الحجر لذاب كما تذوب الثلوج
والعجيب أن كل اعجاب بغيره هو زائف ولا يدوم
وإن أنت أردت معرفة الحق من الضلال فيما تسمع
فعليك بالنظر في عاقبة الأمور
فإما أن تستيقظ من نشوة قد أغلقت بها عينيك وسددت بها أذنيك
ووجدت نفسك في واقع قد زدت له كرها
وأما الحق من الكلام، فهو يأتيك بكل ما هو جميل ومريح
فيسكن قلبك فتنعم بما لديك كثيرا كان أم قليل
وعن الأغاني قد سكر بها كل من كان يبحث عن السعادة
ولم تزده بعد سماعها إلا خسارا
كلمات ترقص بها الشفايف، ثم تذهب وتتركك وحدك مع ذكريات كنت قد نسيتها أو تناسيتها
ناهيك عن الوقت فهو راس مالك الحقيقي وبضياعه أنت في خسران
فلا تنفقه إلا في تجارة مع الله
فتزداد قربا ونعيما
وكن للحق مصاحبا يهرب منك الباطل ولو كان بعيدا
ولا تتكلم إلا بما يرضي ربك وإلا فالصمت لك علاج
فالكلمة تحملك إما إلى جنة أو إلى نار
فكل ما يكويك من الكلام فمآله إلى ما منه أتى
وريح الجنة تشمها حتى ولو كنت في النوم غارق
ومن أجل هذا قد جعل الله لأبن آدم رؤية ومذاق
فكل ما لا تستصيغه فدعه يذهب عبر الرياح
ولا تتمسك إلا بما قد ارتاح له فؤادك
واعلم أن سمعك وبصرك هما الطريق إلى ما سوف تملآ به فؤادك
فاجعل قلبك نظيفا نقيا ولا تملأه بزبالة الكلام ونفايات المشاعر فكلها يأتي من منبع واحد
فاجعل مستقاك الطهر والطهور

فالحق واضح والطهر سبيله
فلا تقترب من الدنس سواء كان في كلمة أو في صورة أو في المشاعر
واجعل الله وكيلك تظفر بكل الخير.
هذا واستغفر الله لي ولكم وصلاة وسلاما على من بعثه ربنا هدى ورحمة للعالمين
صلى الله عليه وسلم .