أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)
رسالة أوجهها لكل من سيقرأها...
أن كلام الله سبحانه وتعالى يدخل قلب المسلم الغافل فيوقظه، ويدخل قلب المسلم العاصي فيهديه، ويدخل قلب المسلم اللاهي فينهره، أما القلوب التى عليها اقفال كما يصفنا بعض الأفاضل ، فهي قلوب قد أغلقها الله على ما فيها لكي لا يخرج منها الكفر ولا يدخل فيها الإيمان، أما الباقي من الناس فلهم الله يطلع على ما في قلوبهم، فإن وجد فيها ذرة صدق أو ذرة إيمان هداهم وردهم إليه، أما تلك القلوب التى نسمع من يتكلم فيها بمالايرضي، فنعوذ بالله منها ولا توجد بين المسلمين، لأن القلب عندما يغلقه الله على ما فيه من كفر، فصاحب هذا القلب ليس به حاجة ليخفي كفره، كما هو حال كل أعداء الإسلام، أما باقي خلق الله فهو بهم غفور رحيم ودود وقد أقسم بعزته وجلاله ليغفر لهم إن هم استغفروه،
قد يغفل الإنسان بعض الشيئ وهذا طبيعي في جنس البشر، لكن أن يصبح مغفلا بالمعنى المصري الذي كلنا يعرفه فهذا والله شيئ عضال، إن المصري قد يسامح إن سميته جاهل، ولكن إذا أطلقت عليه صفة مغفل فستجد منه رفض واضح لهذه الصفة؟ ولا يمكن أن يكون هناك مسلما مغفلا، لأنه لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين. ممكن أن تضحك عليه مرة، ولكنها لن تتكرر مرة تانية، إلا إذا خرج الإيمان من قلبه، الإيمان يجعل من الإنسان دائما يقظا، أو هكذا يجب أن يكون ..
إن أول نداء من الله العلي العظيم في كتابه الكريم، كان ليعلم كل من آمن به أن يكون نزيها تقيا يؤدب نفسه ويؤدب لسانه، فينتقي الكلمات، ولا يقلد الذين يستعملون كلمات لها أكثر من معنى، معنى ظاهر لا باس به، وآخر خبيث يعبر عن ما بنفس الإنسان من خبث ...
لذلك أمر المولى عز وجل المسلمين الأوائل بأن يختاروا كلماتهم ، وان يبتعدو عن كلمات الوقاحة والخباثة... والنداء هو قاعدة أخلاقية هي الأساس لكل الأخلاق الحميدة...
لذلك جاء في القرآن أمثلة كثيرة على خطورة الكلمة.... ولن أذكر منها إلا مثلا واحدا ولله المثل الأعلى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)}.
أما عن النداء الأول الذي هو الأساس المتين للأخلاق الإسلامية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة}.هذا لأننا لم نعد نسمح بعد الآن أن يسحرونا بكلامهم الذي أصبح يجري منا مجرى الدم... ربما آن الآوان لنترك السعي وراء الألإنسان، ونتجه بقلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وبكل كياننا إلى الله العزيز الجبار، ونترك إتباعنا لكل من سوى الله،
ربما آن الآوان لأن نتخذ من الحبيب المصطفى إسوة ومثلا أعلى، نتبعه ونسير على خطاه، فأقسم بالله العلي العظيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك مثقال ذرة فيها خير للبشرية عامة وللمسلمين خاصة إلا وحدثنا عنها وتركها لنا في سنته التى قد نكون نسيناها بعض الوقت، ولكن الإيمان الحقيقي بالله أبدا لن يموت في قلب إنسان، قد يغفل بعض الشيئ ولكنه يعود، وذلك لأن الله لا يترك عبده الذي به آمن، واتبع رسله، لايسلمه ولا يتركه، إنما هو سبحانه وتعالى معه دائمنا برحمته ، يبتليه ليعود، ويصيبه بالمصائب ليرتجع، ويرسل له الرسائل والإنذارات حتى يعود إليه...
فماذا ننتظر لنعود إلى الله؟ دعونا من كلام البشر، فقد عشناه أجيال وأجيال، وتعالوا بنا إلا كلمات ربنا نلبي نداءاته ونستمع لأوامره ونهيه، ففي ذلك نجاتنا.... أجعله رسالة لكل من تعرف، فربما تكون سببا في يقظة قلب قد نام قليلا.
ساحة النقاش