<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:auto; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:auto; mso-para-margin-left:-51.05pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم ..
الآن في هذا الزمن الذي نعيشه ، وفي هذا الواقع الأليم الذي قد دخل حياتنا غصب عنا، وفي كل ما يجري من حولنا من غرائب طبائع البشر، كحاكم يقتل شعبه، وأم تهجر أولادها، وخيانة أصبحنا نراها كم نرى ضوء الشمس، مع كل هذه المفارقات، نجد أنفسنا أمام حقيقة واحدة ، حقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، حقيقة لا تقبل الشك ولا يختلف عليها إثنان من البشر على الكرة الأرضية، وهي أن العالم كله الآن ينقسم إلى فريقان، لا ثالث لهما، وحتى لا يلعب الوسواس الخناس برأسك، وحتى لا يساورك الشك فيما أقول ، سأقدم لك الدليل من القرآن الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى أنه لا ريب فيه، هناك آيات كثيرة في القرآن تدل على انقسام العالم كله أمام الله في الدنيا والآخرة إلى قسمين، إلى فريقان، وإليكم بعض الآيات التى تفيد ذلك:
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف
*****
ثم كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) البلد.
*****
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)البقرة.
هكذا نرى وبغير شك، ولا تلبيس ولا تزييين ولا ضحك على الدقون، كلام واضح ولا شك فيه، لأنه كلام رب العالمين ...
ولهذا قد وضع الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الذي نزله الروح الآمين على خاتم الأنبياء والمرسلين وافضل خلق الله كلهم اجمعين ،نداءات لمن به آمنوا، ووضع في كل نداء مجموعة من القيم التى لا تليق إلا بمؤمن، أنت تؤمن بالله فعليك أن تلبي نداءه وتعمل بما جاء فيه،
أنت تؤمن بالله فعليك أن ترقى بنفسك إلى المستوى اللائق بحملة شهادة لا إله إلا الله،
أنت تؤمن بالله العلي العظيم عليك أن تطرح من قلبك كل من سواه، وألا تشرك به شيئا.
أنت تؤمن بالله العلي العظيم، كن له عبدا ذليلا فقيرا ضعيفا متواضعا.
أنت تؤمن بالله العلي العظيم ، ضع كل ما وهبك ومنحك وأعطاك من مواهب وقدرات ومال وبنين في خدمة عباده من البشر كلهم اجمعين.
أنت تؤمن بالله الواحد الأحد، إذا عليك بتقوى الله في كل ما تفعل وتقول وتفكر،وتسمع وتنظر وتتكلم.
أنت تؤمن بالله العلي العظيم كن له عبدا مطيعا محبا وخادما مخلصا له ولخلقه.
أنت تؤمن بالله الواحد القهار، إذا عليك أن تتعرف عليه من خلال أسماءه الحسنى ومن خلال آياته في كتابه وفي كونه وفي كل ما يحيطك من مخلوقات واشياء وعلوم وكلمات وصور وبنى آدمين.
أنت تؤمن بالله ربا وخالقا فعليك أن تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتهجره وتخونه بتركك سنته،
أنت تؤمن بالله العلي العظيم فعليك أن تتدبر آياته..
أنت تؤمن بلا إله إلا الله فعليك بالإحسان بوالديك، وأكرام خلقه كلهم أجمعين،
أنت تؤمن بالله فلا تكذب، ولا تزني، ولا تنظر إلى حرام، ولا ترتشي، ولا تنم ، ولا تزم، ولا تقل كلمات السوء
أنت تؤمن بالله العزيز القدير عليك بالصبر وعليك بطاعته وعليك بالرضى بما قسم لك واعطاك وعليك بحمده وشكره ليزيدك من نعيمه.
هناك الكثير والكثير والكثير من متطلبات الإيمان التى ترقى بنا إلى مستوى عالي من القرب ومن رحمة الرحمن الرحيم...
إخواني في الله ... إن الزمن أصبح يمضي بنا بلا تؤده، أصبح يمضي سريعا، فما كنا نفعله في يوم فيما مضى أصبحنا نحتاج أسبوعا كاملا لنقوم به في وقتنا هذا ، لذلك قال الله عز وجل في محكم آياته ، حتى لا نعفل و يضيع منا الزمن ، قال عز وجل:
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) عمران.
ثم في آية أخرى من آيات رب العالمين يقول لنا فيها:
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) الأنبياء.
ساحة النقاش