<!--<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين...{ هذه الكلمة كتبتها في صفحة ترشيح عمرو خالد رئيسا لمصر.. أعلم جيدا رفضه لهذا الأمر، وقد صرح بأنه لا يسعي إليه، صرح في كثير من البرامج أن له أهداف أخرى، فهو يعمل جاهدا لتحقيقها، يريد أن يقضي على الجهل والغلاء والظلم في مصر.. يريد أن يرى كل شاب وكل فتاة وقد حققوا أحلامهم.. إلى آخر كل ذلك من الغايات النبيلة والتى هي من صفاته وسماته التى عرفناه بها.. ربنا يكثر من أمثاله، ويعينه على تحقيق أهدافه، ففيها صلاح الأمة بإذن الله تعالى.
وجدت نفسي أكتب في هذه الصفحة ما يلي... وقد أعتبرتها رسالة موجهة لكل مسلم ومسلمة، ولكل من يحب في الله إخوانه وقادته، وإني لأعطي صوتي للإستاذ الكبير عمرو خالد بكل صدق وإخلاص... فهو من الشخصيات المؤثرة، والنادرة في مجتمعنا، بل وفي العالم... وإني لأتخيل أنه لا يريد ترشيح نفسه عملا بالحديث النبوي الشريف القائل بأن من يسعى للإمارة وكله الله إليها، ولكن من وكلت إليه إمارة المسلمين أعانه الله عليها. أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لو أصبح لنا هدف واحد، وغاية واحدة، ولو اتبعنا كل ما يدعو إليه عمرو خالد وغيره من الدعاة ، والتى تعتبر دعوتهم هي إمتداد لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو أجتمعنا كلنا تحت راية يا أيها الذين آمنوا...هذا النداء الذي تكرر 88 مرة في كتاب الله، ينادي الله عز وجل على كل من آمن به ، أو يدعي الإيمان، ليعطيهم مقومات الحياة، ودعائم اللقب،ومقومات المنهج، 88 نداء هي كلها تكليف من الله، إن اتبعناها أصبحنا مؤهلين لأن نكون مؤمنين ونحمل راية الإسلام، تلك الرسالة المحمدية العظيمة ، التى نشرت العدل والرحمة في جميع أرجاء الأرض...
لابد لنا من أن نجتمع تحت دين واحد وهدف واحد وراية واحدة وهي إستحقاق لقب مؤمن بالله العلي العظيم، .. وإذا أردتم التحقق من كلامي فعندكم المصحف، وهناك شيئا آخر في غاية الأهمية، وسوف أبدأه بسؤال: هل يعقل أن نعبد ربا ولا نعرف وصاياه؟ إن لله في كتابه 10 وصايا.. كان يجب على كل مسلم أن يوصي بها أولاده وكل من هم تحته، لا يوجد في شعوب العالم الإسلامي من قام بهذا إلا القليل...هذا ظني ومبلغ علمي والله أعلى وأعلم.
الوصية من الله لا يجب أن تهمل، لأنه بإهمالها، قد أهملنا الزمن، وهان أمرنا على الصعاليق والغيلان، ومن عجب العجاب، أن الوصايا موضوعة خصيصا لأهل هذا العصر... لأنهم أضاعو الوقت، وقصر عليهم الزمن، فقام المولى عز وجل بإختصار المنهج الإسلامي كله ووضعه في 10 وصايا، أول 5 وصايا منها ختمها بقوله ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، وهي موجهة لجميع فئات المجتمع، وهي عبارة عن القواعد الأساسية لبناء مجمتع عادل ورحيم.. والمجال لا يسمح لذكرها الآن.. ولكنها تبدأ في الآية رقم 151 من سورة الأنعام.وهذه الوصايا هي التى ردتني لبداية المصحف ودلتني على أن لله 88 نداء.
النداء الأول من الله لمن به آمن، يدعو الله فيه كل من آمن به أن يتعلم أدب الكلام، وأن يعرف لغة عدوه، وأن لا ينطق إلا بالكلمات التى لا تحمل معنى مشين،والآن في عصرنا هذا فإن الغالبية العظمى من الشباب ينطق بما لا يليق بأقل حدود الأدب، فإن الكلمة لا تخرج إلا بعد أن تمر بمراحل عدة، أهمها المرحلة الذهنية، لذلك كل حكماء العالم نصحوا بأن نفكر فيما سنقول قبل أن نتفوه به..
وهناك دروس كثيرة مستفادة من هذا النداء الأول، أهم ما فيها أن ينتمي المسلم إلى جماعة المؤمنين بالله، فيتبع سبيلهم، وهو سبيل واحد لرب واحد ومصير واحد،.. وهذا النداء الأول أنما وضع لأبناء هذا العصر حتى لا ينسوا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، لأن النداء خاطب المؤمنين بكيفية مخاطبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإليكم هو :
النداء الأول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة
ثم يأتي النداء الثاني، وأقسم لك بالله أنني كلما قرأته أحسست أنه جاء خصيصا لأبناء هذا العصر.. الذين يعانون من كل ألوان الإبتلاءات والمصائب، لا يوجد بيت في مصر والعالم إلا ويعاني من سوء ما قدمت أيدينا، وإليكم هو:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة
هذه المرحلة قد ولت.. لأنها لا تخدمنا الآن، فقد كان المقصود بها الصبر على طاعة الله، وبما أننا لم نفهم ولم نطبق ذلك، فقد هبطنا من هذه المرحلة التى تجعل الله سبحانه وتعالى مع الصابرين، فقد هبطنا منها إلى مرحلة أخرى لاحقة، وهي أيضا من رحمة ربنا بنا، هذه المرحلة التى هبطنا إليها إنما هي مرحلة الإبتلاءات، واسمعوا معي رحمكم الله:
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)..
أرأيتم لقد خرجنا من الصبر على طاعة الله، بسهر الليالي مصلين مستغفرين مسبحين ، إلى مرحلة مصائب الدنيا وإبتلااءاتها، ولكن من رحمته علينا أنه سبحانه وتعالى لم يحرمنا من الصبر، فقال وبشر الصابرين .. وفيما يلي تعريف الصابرين:.....
يا ترى من هم الصابرين؟ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة
أن تتذكر أنك لله، فهو سبحانه الذي خلقك ورزقك ووهبك كل ما لديك، ولتعلم بصدق ويقين أن أمرك بين يديه، ومصيرك راجع إليه، لا تنسى هذا ولا تدع للشك سبيلا إليك، فيفسد عليك عقيدتك وحياتك...
طيب ما هو جزاء هؤلاء ؟ الذين صبروا على ما إبتلاهم به ربهم، وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون؟ جزائهم أحسن جزاء:
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة..
تتنزل عليهم صلوات من ربهم ورحمات، تحفهم ملائكة الرحمة، وتجده مصاب ويتألم ولكنه يقول لك الحمد لله، وما هذا إلا من رحمة الله بنا، فقد رحم الكافر والعاصي فما بالك بمن به آمنه وله ركع وسجد وأناب.
ثم يأتي النداء الثالث من الله العلي العظيم ، ليوجهنا التوجيه الصحيح، ويدلنا على ما يجب أن نراعيه في طعامنا... وكلنا يعرف الحديث القائل أن كل ما نبت من السحت فالنار أولى به، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. سأكتب لكم النداء، وعليكم أن تتفكروا فيه، ثم كل منا مسئول بعد ذلك أمام الواحد الديان الذي لا يغفل ولا ينام:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) البقرة
.إن الطعام لا يغذي البدن وحسب، إنما هو أيضا غذاء للعقل والنفس والقلب، فالقلب وإن كان تكوينه من المادة، إلا أنه هو الملك في الإنسان، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه إذا صلح، صلح له سائر الجسد، فإذا أطعنا ربنا وأكلنا حلالا طيبا، كان ذلك أقوم وأطيب وأدعى أن نترك المعاصي، ولا تصيبنا المصائب، الطعام الحلال الطيب دليل الإيمان، وذلك ما ختم الله عز وجل به الآية:{{ نْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }} أي أن كنت صادقا مع الله فلا تأكل من حرام. هذا والله أعلى وأعلم ... وليغفر لي ولكم الله إنه هو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم... فهيا بنا نلبي نداءات ربنا ووصاياه لكي يزيح عنا الغمة ويكشف عنا العذاب، ويردنا إليه ردا جميلا إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين يارب العالمين.وليسمح لي صاحب الصفحة الكريم تتطفلي بغير إذن، وما دفعني إلى ذلك إلا حبي لكل مسلم، وتمنياتي له بالخير والفوز برضى الرحمن والجنة.
ساحة النقاش