<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-indent:35.45pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
88/2
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
هذا النداء عبارة عن ثلاث درجات... الدرجة الأولى هي أن تصبر على طاعة الله، تصبر على مشقة الطاعة حتى تتعود عليها وتتذوق حلاوتها... ففوزك بمعية الله لك هو غاية الغايات.. وهو ضالة العارفين بالله، وهو راحة القلوب وهنائها وسعادتها.
أما الدرجة الثانية تبدأ عندما تأخذنا الدنيا، ونتبع هوانا، فتبدأ المصائب، وأول مصيبة تحل بنا هي مصيبة الموت، وحتى لا تسيطرعلينا المشاعر الحزينة السلبية، يطمئننا المولى عزوجل فيقول لنا لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء، أحياء عند ربهم ، ولكننا لا نشعر، ومعنى هذا أنهم أسعد حال من أهل الدنيا... فلنطمأن عليهم، ولتهدأ القلوب والمشاعر.
المرحلة الثالثة، وهي التى تعيش فيها الآن أمة محمد خير خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، أخذتنا الدنيا وزحامها، أصبح هناك زحام شديد في كل شيء، وقد أختلط الحابل بالنابل، وضيعنا القرب والإتصال بالرحمن، فهجمت علينا الإبتلاءات والمصائب، { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ }
ثم يعطينا المولى عز وجل حبل النجاة من كل ما سبق من إبتلاءات.. أن نصبر ونحتسب...
وهكذا في تحليل سريع للآيات الكريمة .. إن لم تصبر على طاعة الله وتصلي كما رأيت رسول الله يصلى، وإن لم تكن صلاتنا دفئ ووصال وراحة، وقرة عين كما كانت لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلنستعد للمصائب، وكل ما يمكن أن يصاب به الإنسان قد ذكره الله سبحانه وتعالى..
الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس ، قلما يوجد شخص لم يمر بتلك الإبتلاءات، ومنا من مر بها جميعا...
ومع ذلك فمن رحمة ربنا علينا أنه سبحانه وتعالى أيضا في هذه المرحلة قد دلنا على الطريقة المثلى ومد لنا يد العون وحبل النجاة الأكيد، وفريق جاهز مجهز لينقذنا مما قد أوقعنا أنفسنا فيه...
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
علينا أن نصبر أولا على ما أصابنا ثم نتذكر أننا لله وإنا إليه راجعون.. نحن له، وإليه مصيرنا، وأليه ستصير أمورنا.. إن قلناها بصدق وأيقنتها قلوبنا .. فسينزل علينا هدي من ربنا ورحمة.. وينزل فريق أنقاذ يحمل صلوات الله علينا ورحمته، ثم بعد ذلك نعود إلى الهدى الرباني الذي عندما تركناه أصابنا ما أصابنا...
هذه هي رؤيتى وخواطري وما قد أستنبطه من علمائنا الكرام، ثم من تجارب الحياة القاسية، وذلك كله خلال سنوات طويلة.. وتجارب مريرة... ونفحات ورحمات من الله فإنه هو سبحانه الرحمن الرحيم ... الغفار القهار ذو الرحمة،ورب العرش العظيم .
هذا وما قصدت به إلا وجه الله سبحانه وتعالى وحده... وهذا من منطلق حديث سيدنا رسول الله الذي قال فيه: {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.}} وأنني أصبحت أحب طاعة ربي وأبغي رضاه... كما أصبحت متقلبا في أحزاني كلما رأيت حالنا وحال الأمم من حولنا... ثم وجدت هذا الكم الهائل من نداءات الرحمن لعباده الكرام ، ولا حياة لمن تنادي...فأردت أن أذكركم ونفسي، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال أن الصبر ضياء، وما أعطي أحد عطاءا أوسع من الصبر ... وهذا هو ما رأيناه كلنا في صدر الآية، وهو عطاء عند الذين يقدرونه هو أكبر وأوسع عطاء.. إنها معية الله سبحانه وتعالى..
هذا ما هداني ووفقني إليه ربي، وهو مهما بلغ فلن يخرج عن كونه تقصيرا في الشرح... ففضل كلام الله على كلام البشر كفضل القمر على سائر النجوم.
هذا والله أعلى وأعلم .. ولا تحرمونا من دعائكم.. وإن كان هناك خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم.. وإن كان هناك صواب فمن الله وهو من نصيبكم.
ساحة النقاش