قرأت ذات مرة من زمن بعيد حكمة لصاحبها تقول:
اعرف نفسك فمعرفتك لنفسك هي درعك الواقي، وهي قاعدتك التى لا تنهزم. ثم بعد ذلك قرات قول الحق في سورة الشمس {{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) }} فعرفت أن من هذه قد استخلص حكمته.. فالنفس أهم ما لدينا وهي أكبر من أن نهملها. فإن أنت أهملتها أخذتك عنوة إلى الفجور.فعليك بتزكيتها وليس ذلك إلا بأن تجعلها ترى مواطن الحق.. فالحق نور ، وفي النور لا نرى إلا كل ما هو جميل. فإذا ما نجحت في تزكيتها وحملها إلى مواطن النور... سترى برؤية أهل النور، وستفكر بفكر أهل النور، وستأمل وترجو بأمال ورجاء أهل النور، ولكن عليك أن تكون على حذر دائما، فإن من حولك من أهل الظلام سيعملون جاهدين وبغير ملل لكي تعود إليهم .. سيقومون بتزيين كل شيء في الظلام، الآمال والمال والملذات، {{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212) البقرة}} وكذلك يفعلون.. هم يزينون كل ما هو باطل ومظلم وقبيح، ليجذبوا إليهم أهل النور، ومع التزيين يسخرون من الذين آمنوا... فعليك بتقوى الله لتكون فوقهم يوم القيامة،
ثم إنه لا يصح الأمل إلا في الله .. عليك أن تتمنى وتعمل جاهدا لتحقيق كل طموحاتك، ولكن بنية جميلة بأن تجعل كل ذلك لوجه الله، فإن أردت أن تكون أكبر مهندس في التاريخ أعمل جاهدا ولكن خذ نية حسنة طيبة، بأن تضع علمك وخبرتك ومواهبك في خدمة البشر وفي سبيل الله .
هذا والله أعلى وأعلم
ساحة النقاش