من الآية والحديث نعرف بيقين :
أن القمر نور وكذلك الصلاة
وأن الشمس ضياء وكذلك الصبر
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ.
[ سورة يونس ]
وفي الحديث التالي ربط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصبر وضوء الشمس وبين الصلاة ونور القمر.. فقال الصلاة نور والصبر ضياء:
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأانِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَالصَّلَاةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ, وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ, وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ, كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو, فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)).
<!--<< الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ >> لابد من أن نُطّهر ملابسنا وأفكارنا ومشاعرنا، لأن ذلك يعتبر نصف الإيمان.
<!--<< وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ >> بعد ذلك لابد أن نُجهز أنفسنا للوقوف بين يدي الله العلي العظيم نحمده ونشكره بكل ما لدينا من إيمان وشكر ومحبة.
<!--<< وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأانِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ >> ذكر الله كثيرا كثيرا يرقق القلب ويطمئن النفس ويرطب ذاكرة الإيمان ونكون بذكر الله في أقرب وأحسن وضع للوقوف بين يديه سبحانه.
<!--<< وَالصَّلَاةُ نُورٌ >> فإذا فعلنا ذلك نكون جاهزين فعلا للوقوف بين يدي الله وقد تطهرنا وشكرنا وسبحنا وملأنا حياتنا وقلوبنا بنور الله ، وسوف نصلي وكأننا لأول مرة نصلى من حلاوة اللقاء.
<!--<< وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ >> بمجرد وقوفنا بين يدي الله فإن ذلك يعتبر أول طريق الصدقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الكلمة الطيبة صدقة وقال أيضا أن لا إله إلا الله من أحسن الحسنات التى يمحو الله بها السيئات.
<!--<< وَالصَّبْرُ ضِيَاء >> الآن مهما واجهنا من تحديات الحياة سنرى الحل لكل مشكلة بوضوح تام وكأننا نبحث عن شيء تحت ضوء الشمس فنراه ونجده بأسهل مما نتصور.
<!--<< وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ >> الآن أصبحنا جاهزين لفهم كلام الله تبارك وتعالى ورؤية آياته الناطقة في كتابه والمرئية في كونه وأفعاله والصامتة في أنفسنا وفي الآخرين.
<!--<< كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو, فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا >> الآن لك مطلق الحرية في اختيار طريق حياتك فهو كتابك الذي ستكتبه بكلماتك وأفعالك.
وبهذه الطريقة تكون الصلاة كالقمر تنير ليالينا
والصبر كضوء الشمس يُنير نهارنا
والحمد لله رب العالمين .
ساحة النقاش