نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله



 

بعض نداءات الرحمن الرحيم لعباده المؤمنين يشد أزرهم ويقومهم ويُصلح بالهم:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)

[ سورة المائدة ]

اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

أجمل وأروع شرح لهذه الآية الكريمة نجده في الحديث التالي:

قال ابنُ أبي الدنيا (إصلاح المال 328): حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ: أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:

((أَوْصَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِتِسْعِ خِصَالٍ: أَوْصَانِي بِخَشْيَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْعَدْلِ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالِاقْتِصَادِ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وَأَنْ أُعْطِيَ مَنْ حَرَمَنِي، وَأَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وَأَنْ يَكُونَ نَظَرِي عِبَرًا، وَصَمْتِي تَفَكُّرًا، وَقُولِي ذِكْرًا)).

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

[ المائدة 35 ]

من الحديث السابق والنداء الذي قبله ربما استطعنا أن نستخلص ونستنبط كيف نبتغي إلى الله الوسيلة، وذلك بأن نكون قوامين لله شهداء بالقسط وأن نعدل كل العدل حتى لو كان الظلم مثل زبد البحر من كثرته.. وسوف نجد العون على ذلك في النداء التالي وهو في نفس سورة المائدة :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

[ سورة المائدة 51]

ليس من العدل أن نتخذ من ضل عن سبيل الله أولياء طاعة لتعليمات الرحمن لأهل الإيمان حتى لا نُضًيع إيماننا بظلم دون أن نشعر.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)

[ المائدة 54 ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ

سوف نلاحظ بعد إعادة قراءة النداءات أن الله بعد أن حذرنا من اتخاذ الذين ضلوا أولياء، سنجد أنه سبحانه وتعالى يعطينا الحافز والدافع لنتوجه إليه بقلوبنا فهو قد بدأنا بالمحبة، أعطانا محبته فحبب إلينا الإيمان والصدق والنقاء والعدل وكره إلينا الكذب والفسوق والضلال والعصيان وسخر لنا بفضله كل حب نجده في مشوار حياتنا.

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 57 )

[ سورة المائدة ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 57 )

يعاود المولى عز وجل تحذيرنا من اتخاذ الذي يسخرون من الدين واتخذوا الحياة الدنيا مأخذ الجد وهي لهو ولعب وأهملوا دينهم وراحوا يسخرون من أهل الإيمان.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)

[ سورة المائدة ]

الآن يعطينا ربنا الوسيلة الصحيحة والقوية حتى لا نتوه ولا نضيع ولا نغتر بديننا ولا نضل وذلك بأن نراجع أنفسنا ونتقي الله في كل ما نقول ونفعل.

وأضيف معلومة في غاية الأهمية ثبت صحتها ويدرسونها في كل جامعات العالم وهي أن كل ما نقوله يتم فبركته في جزء من الثانية في المخ، وكذلك كل ما نقوم به من أفعال، قال العلماء عن هذا الجزء العقل الباطن والعقل الواعي والعقل العاطفي وقال عنه القرآن :

أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ

السفع بالناصية، هي عملية أن كل فكرة دارت في رأسه ستصفعه في الدنيا ليعرف أنها فكرة خاطئة وكاذبة، والناصية هي المكان الذي ارتضاه وبذل الجهد للوصول إليه.

وقال علماء الدنيا والدين:

أن الفكرة  تكبر وتنتشر من نفس نوعها سلبا وإيجابا

وقالوا أيضا :

أن كل ما نفكر فيه سنجده أمامنا، فنحن اليوم حيث أتت بنا أفكار الأمس وسنكون غدا حيث تأخذنا أفكار اليوم.

 

والحمد لله رب العالمين .. ما فيه من صواب فمن الله وهو تذكرة لمن شاء أن يذًكر، وما فيه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,340

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »