حكمة وجودنا على الأرض:
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
لقد خلق الله آدم بيده وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة هو وزوجته وأتاح له أن يأكل منها حيث شاء ما عدا شجرة واحدة ، ثم عرفه عدوه الوحيد، وقد رأى عناده وإصراره وحقده على بني آدم..
في تلك المرحلة كان كل شيء عطاء ماديا من الله العزيز الحميد، أما العطاء المعنوي والذي هو غذاء الروح وطمأنينة القلب قد كان في التلقي عن الله.
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ
الاتصال بالله العلي العظيم، اتصال قوي ومتين ولا يحدث إلا في أسعد حالات الإنسان عندما يؤمن بالله ربا وخالقا ورازقا ومهيمنا بيده الخير وهو على كل شيء قدير..
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ
يتلقى آدم من ربه بعد أن فقد ستره وهيبته وجماله، بعد أن تعرى وبانت سوءته وبعد أن خرج من الجنة، وفقد رؤيته للملائكة وذهب اطمئنان قلبه وعرف أنه هالك لا محالة، فقال يجيب ربه عندما سأله:
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
هذه هي الحالة التي يجب أن نكون عليها عندما نتوب إلى الله أو ندعوه، نشعر بأننا ظلمنا أنفسنا، وأن المخرج الوحيد لنا هو أن يغفر لنا ربنا ويرحمنا حتى لا نخسر الدنيا والآخرة.
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
[ الأنعام 75 ]
اليقين هو بيت التقوى، فيه تكبر وتنمو وتترعرع، فيتحول اليقين إلى جناحان يحلق بهما المؤمن في ملكوت الرحمن فيرى من الحكمة ما يُثبت به الله فؤاده.
هذا ما وفقني إليه ربي وما به من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين وما به من صواب فمن الله وهو رزقا حسنا لكل من قرأ واتعظ ثم شكر الله ليزيده من فضله.. والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش