وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ

{ سورة آل عمران }

علينا أن نسارع إلى الله بالإنفاق في السراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس، وهذا يحتاج منا إلى معالجة النفس بُحسن تدبر الآيات وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تتمكن نفس كل منا من قراءة مستقبل الإحسان والعفو وكظم الغيظ واكتساب محبة الناس.. فتسكن إلى ذلك لأنها سترى مستقبلها المؤكد من عند الرحمن الذي خلق الإنسان علمه البيان.

قال عمرُ بنُ عبد العزيز:

(قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع).

- وقال الحسن أربعٌ، من كُنَّ فيه عصمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار:  

(مَنْ ملك نفسَه عندَ الرغبة، والرهبة، والشهوةِ، والغَضَب)

ملاحظة دقيقة :

الإنفاق ابتغاء مرضاة الله في السراء والضراء عامل مهم للغاية يوطد ويؤكد المحبة بين الناس ويزيد من الألفة ويمنع التنافر، لأن النفس جُبلت على حُب من يُحسن إليها.

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

{ سورة فصلت }

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مع الصبر لهما مفعول السحر بين الناس، وهذا الأمر كلنا يعرفه ويستخدمه عندما يريد.. فالتاجر يصبر على زبونه وإذا غضب منه فإنه يكظم غيظه.

هذه مجرد تذكرة وإني أدعو الله لي ولكم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين.