لك مع كل يوم فرصة جديدة
لتحقيق ذاتك واكتشاف قدراتك وتحقيق أحلامك
*/*/*/*/*/*/*/*/*/*
هيا بنا نتعرف على مراحل حياتنا والغاية من وجودنا والمستقبل الذي ينتظرنا من خلال آية واحدة في كتاب الله العزيز الحميد:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)
[ سورة غافر]
أول مراحل حياتنا تعود إلى آدم عليه السلام:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ
هذه النطفة تذكرنا بآدم عليه السلام وكيف كرمه الله وعلمه الأسماء كلها وأسجد له ملائكته، وتبين لنا أنا وأنت والعالم كله أن الله كرّم الإنسان فخلقه ثم أسجد له ملائكته ثم علمه البيان.
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا
مرحلة الطفولة، من أجمل مراحل الحياة على الإطلاق، سواء في عالم الحيوان أو الإنسان، فالطفل يأتي ببهجة وفرح وسرور، ويوزع كل ذلك بصورة تلقائية على كل من يراه ويقترب منه ويلعب معه، ومن هنا نعرف أهمية المرأة ودورها في الحياة، فهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي الأبنة وهي الحب والجمال والحنان.
ولقد أعطى الله الأولاد اهتماما بالغا وأوصى الإنسان بوالديه وحُسن تربية أولاده وعدم قتل المواهب والملكات والقدرات التي جعلها الله فيهم فقال سبحانه وتعالى:
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
[ سورة الأنعام ]
هناك بعض الآباء من يقتل أبناءه بعدم منحهم فرصة التعليم وتنمية قدراتهم البشرية بحجة الفقر وعدم المقدرة، ولكن الله تبارك وتعالى يقول لهؤلاء نحن نرزقهم وإياكم في آية أخرى :
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا
[سورة الإسراء 31]
نلاحظ هنا أن الله تبارك وتعالى رزق الأبناء أولا عن طريق آبائهم لذلك فإننا لا نجد فرق كبير بين قتل الطفل وبين حرمانه من التعليم والتعرف على قدراته وملكاته التي أودعها الله فيه.
ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ
مرحلة الشدة والقوة والطاقة والحيوية وتحقيق الأهداف الكبيرة والأحلام الجميلة، مرحلة من أهم مراحل الحياة، ونصيحتي لكل شاب أن يتدبر سورة يوسف، هذا النبي الشاب الوسيم الذي بهر نساء القصور بجماله وأدبه وأخلاقه، خاصة ما قد انتهى إليه مصيره النهائي فمن الجب إلى عزيز مصر، أعلى منصب في ذلك الوقت.
ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا
علينا في مرحلة الشباب أن نعمل لشيخوختنا فإن العمر يجري جريا والأيام تتبخر والسنوات تمر بأسرع من الخيال، لذلك لابد من معرفة الحكمة من كل حدث يمر بنا في حياتنا حتى نصل إلى مرحلة الشيخوخة وقد تحصنا بالعلم والإيمان وأخذنا نصيبنا المفروض من الحكمة.
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى
ولكن يجب أن لا ننسى أن لنا أجل وموعد ولقاء مع العزيز الحميد، مع الرحمن الذي خلق الإنسان علمه البيان.
أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)
[ سورة غافر]
إذا حكمة وجودنا هي أن نتعلم وندرس ونتدبر وننتج ونساهم في بناء شخصيتنا السوية القوية ونتعرف على الواحد القهار، ونعطي للعقل حظه من العلم والقلب حظه من الحب والنفس حظها من التقوى والجسد حظه من الصحة وكل ذلك إنما هو من عند الله العزيز الحميد.
ساحة النقاش