إبراهيم أحمد

الأسرة، المعرفة، الحياة

فى عام 2010 انتشرت خدمات الشراء الجماعى و هى مواقع تقدم كل يوم عرض على سلعة مع خصومات كبيرة، هذه العروض تقدم حسب المدينة التى يقطنها المستخدم، فإذا كنت مثلا من سكان مدينة القاهرة سوف يقدم لك كل يوم تخفيضات كبيرة على مطعم، أو ملابس أو غيرها من المحال و الشركات الموجودة فى القاهرة. و من أجل الحصول على هذه العروض المخفضة يجب أن يوفر الموقع للبائع مجموعة كبيرة من المشترين و هو غالبا ما يحدث بسبب تهافت المشترين على العروض المقدمة. و "الكل كسبان" وعلى الموقع بدوره أن يعقد الصفقات مع موردي السلع و الخدمات لكى يضمن خصومات كبيرة و حقيقية و يضمن بالتالى مستخدمين و زوار أكثر.

أول من قدم خدمة الشراء الجماعى هو موقع "جروبون" و موقع "ليفينج سوشيال". يعد موقع "جروبون" من الأعمال الأسرع نموا على الإطلاق فى سنة 2010 الأمر الذى جعل جوجل يقدم عرضا لشرائه بلغ 6 مليارات دولار أمريكى و هو مبلغ ضخم بل خيالى لخدمة لم يتجاوز عمرها العام الواحد. ومع ذلك رفض مالك موقع "جروبون" العرض آملا فى المزيد من المكاسب!

بالطبع هذا النجاح غير المسبوق لخدمة الشراء الجماعى تم استنساخه عالميا و انتشرت هذا النوع من الخدمات كالنار فى الهشيم فى جميع بلدان العالم، طمعا فى تحقيق نجاح و أرباح مشابهة.

فى الوطن العربى كانت هناك محاولات جادة مثل "أوفرنا Offerna" و "كوبون Cobone" , "لقطة logta" , و هذه المواقع مازالت تحاول إثبات نفسها كخدمة مميزة و هو أمر صعب لأن السر فى تقديم خدمة كهذه هو عقد الصفقات مع موردي السلع و الخدمات لكى توفر يوميا عروض بتخفيضات كبيرة و هذا يجب أن يتم فى كل المدن المستهدفة من الخدمة مما يعنى من يملك ماكينة تسويقية ضخمة هو الرابح.

ومؤخرا دخل العملاق "فيسبوك" اللعبة، و يبدو أنه سيغير القواعد قليلا، لقد بدأ فيسبوك بتقديم خدمة "ديلز Deals" و هذا فى بعض البلدان فى أوروبا و أمريكا، بدأ فيسبوك فى التحرك ببطء و لن نفاجأ إن تحطمت أثناء دخوله البطئ بعض الخدمات المحلية أو حتى العالمية الأخرى العاملة فى نفس المجال و هذا لأنه يملك كل مفاتيح اللعبة. و لن يدع للمنافسه مكان، و لننظر معا ماذا يمكن لخدمة الفيسبوك ديلز أن تقعل فى مجال التجارة الإلكترونية..

الإعلان عن العروض المقدمة من الباعة سوف تكون مجانية. لن يقوم البائع بدفع أى مبالغ لكى يأخذ فرصته فى الإعلان عن عروضه.

فيسبوك يملك 600 مليون مستخدم، يعرف عنهم كل شيئ تقريبا، من أزواجهم، من هم أبنائهم، و أقاربهم، و أصدقائهم، أى يسكنون، ما هى مؤهلاتهم، و هواياتهم، و مع بعض التحليلات لمشاركاتهم على حائطهم سيتمكن الفيسبوك من معرفة ماذا يأكلون و يشربون و يلبسون...إلخ. إذا يستطيع الفيسبوك تقديم العروض المناسبة للشخص المناسب.

لن يحتاج الشخص إلى زيارة مواقع معينة لكى يتعرف على العروض اليومية فى مدينته، بل سيراها فى وسط المشاركات الأخرى على "النيوز فيد News Feed" و بالتالى فرصة الإطلاع على العروض أكبر بكثير من أى خدمة شراء جماعى أخرى.

الفيسبوك يمتلك أكبر قاعدة "Check-ins" فى العالم حيث يعلم أين يتواجد مستخدميه لحظيا، بالطبع إذا كان المستخدم يسمح بذلك عن طريق خدمة الجى بى إس GPS  فى الموبايل. و بذلك يمكن للفيسبوك أن يقدم العروض الخاصة بالأسواق التجارية Malls. تخيل معى، عند دخول أحدهم السوق التجارى يجد العروض المخفضة تقدم له عن طريق صفحة الفيسبوك على الموبايل!

يمكن للمستخدم أن يدفع مقابل السلعة عن طريق نقاط الفيسبوك Facebook Credits التى يتم التعامل بها حاليا فى الآلاف من المواقع و الألعاب، و بذلك يمكن أن تكتسب نقاط الفيسبوك من موقع و تشترى بها سلعة موجودة فى مدينتك فى السوق التجارى المقابل لمنزلك!

كيف يربح الفيسبوك إذا كانت الخدمة مجانية؟

الخدمة مجانية بالفعل و لكن الدفع مقابل الحصول على العروض يجب أن يتم من خلال الفيسبوك! و بذلك يحصل الفيسبوك على نسبة من كل التعاملات التجارية المقدمة من خلال Facebook Deals.

و كما قلنا "الكل كسبان" إلا المواقع الأخرى التى تقدم عروض الشراء الجماعى، مع عملاق مثل الفيسبوك، المنافسة سوف تكون غير عادلة بالنسبة لهم.

و السؤال هو هل ستكون هيمنة الفيسبوك - بهذا الشكل غير العادل للبعض - يصب فى مصلحته على المدى البعيد؟ هل ستكون بداية النهاية أم بداية لمشروعات هيمنة أكبر و أشرس؟

المصدر: إبراهيم أحمد
  • Currently 1242003983/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
88 تصويتات / 1584 مشاهدة

الترجمة

عدد زيارات الموقع

819,606