يُعد الاتجار بالبشر بكل أشكاله عملاً إجرامياً، كما ويعتبر التحدي العالمي في القرن الحادي والعشرين. ويقسم الاتجار بالبشر إلى نوعين: الأول، هو الاتجار بالبشر المرتبط باستغلال الضحايا وإجبارهم على ممارسة البغاء الذي يعتبر من أقدم المهن في العالم ولا يمكن القضاء عليه عبر استغلال السلطة أو الخداع أو القسر. والثاني، تهريب المهاجرين الذي يحدث طوعا عبر تدبير/تهريب نقل الأشخاص من دولة إلى أخرى.

وقد أخذت هذه التجارة أبعاداً عالمية، فأسباب توسعها متعددة ابتداء من اختلال ميزان توزع الثروات في العالم لصالح دول العالم المتقدم، مما يؤدي إلى الفقر والبطالة، في دول الجنوب ودول أوروبا الشرقية وبعض الدول الآسيوية، وانتهاء بترابط منظمات الجريمة العالمية التي تعمل على التنسيق فيما بينها، والتي انتقلت من التجارة المحلية إلى التجارة العالمية، مع استخدام كل الأساليب الجديدة الممكنة في العمل، من التكنولوجيات المختلفة والعلوم وتطبيقاتها والحنكة، إلى الوسائل الإعلامية بأشكالها التي تعمد إلى تصوير الحياة في الدول المتقدمة على أنها الجنة محققة على الأرض، وإلى غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان في العوالم الفقيرة.

وعوامل تنامي هذه التجارة عديدة :

1) الرخاء الذي تعيشه دول الشمال بعد الحرب العالمية الثانية.
2) التنامي المضطرد في الاستهلاك وتطور السياحة.
3) القواعد العسكرية المحلية والأجنبية وما أنشئ حولها من أماكن للترفيه عن الجنود.
4) الفقر، والصراعات الداخلية، والكوارث الطبيعية.
5) الهجرة الاقتصادية.
6) العنف الاجتماعي.
7) الثورة الجنسية في الستينات.
8) ازدهار الصناعة الجنسية المحلية والعالمية.
9) الفساد في الأجهزة الإدارية والعسكرية والقضائية.

تطويـع بالإكـراه

الاتجار بالبشر هو عملية تطويع الأشخاص ونقلهم، من خلال استعمال العنف، أو التهديد باستخدام العنف، أو استغلال سلطة منصب مهم، أو باستغلال الظروف الخاصة بالضحايا (كما يحدث مع بعض النساء الروسيات أو الأوروبيات الشرقيات أو الفليبينيات مثلا)، أو بالخدعة، أو بعمليات إكراه أخرى. وذلك لاستغلال هؤلاء البشر جنسياً أو اقتصادياً (الإجبار على الخدمة، الاسترقاق، الاستعباد، سرقة الأعضاء)، لمصلحة أشخاص آخرين كالقوادين، والمهربين، والوسطاء، وملاّك بيوت الدعارة، والزبائن، ومنظمات الجريمة، ولكل من لديه القدرة المالية ويريد شراء الأشخاص أو أعضائهم.

وتهدف هذه التجارة إلى استغلال البشر عبر إجبار الضحايا على ممارسة الدعارة، والخدمة المنزلية، والعمل الأسود، والعمل بالإكراه، والزواج الذي يستهدف المتعة الرخيصة (الزواج السياحي أو زواج الابتعاث الخ.)، والسياحة الجنسية، والتمثيل في أفلام الدعارة، وتشغيل الضحايا في مجال التسول، والاستخدام في الأعمال الإجرامية، وما إلى ذلك. وما يعقبها من ممارسات لا إنسانية كالإجبار على الإجهاض أو العكس للمتاجرة بالأطفال.

تُوهم العصابات فقراء أمريكا الوسطى والجنوبية مثلا بدخول جنة "الحلم الأمريكي"، وبعد الاستيلاء على مقدراتهم وما اقترضوه أيضاً، تدخلهم فعلاً إلى أمريكا، لكن لتأسرهم تحت تهديد تسليمهم إلى شرطة الهجرة الأمريكية، وتؤجرهم لمن تشاء مقابل إطعامهم الكفاف، وإيوائهم في ما يشبه الحظائر (وهنا لا يلعب جنس الضحية أي دور، فالجميع سواسية رجالاً ونساءً).

وتقوم عصابات بإغراء نساء أوروبا الشرقية بالعمل في ملاهي أوروبا الغربية وحاناتها، ثم تسوقهن إلى شبكات الدعارة المنظمة، أيضاً تحت تهديد تسليمهن إلى الشرطة باعتبارهن "مهاجرات غير قانونيات"، أو السيطرة عليهن بدفعهن إلى الإدمان على المخدرات، أو إلى سوق أفلام الدعارة (البورنو) وغيرها. وتقوم عصابات أخرى بخطف الأطفال، صبية وصبايا، أو تشتريهم من أهلهم المعدمين في بعض مناطق جنوب آسيا وأمريكا الجنوبية، ليكونوا متاعاً ومتعة لأحد أشكال الانحراف الجنسي.


humantraffic

أوقفوا الاتجار بالبشر!

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 468 مشاهدة

ساحة النقاش

وحدة منع الاتجار بالبشر

humantraffic
وحدة منع الاتجار بالبشر التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

355,129

البنات شايفين إيه

عرض لآراء البنات عن الختان والزواج المبكر