"الاتجار بالبشر".. جريمة مركبة ومفهومها مركب تقوم (بحسب تعريف الأمم المتحدة) على تجنيد الأشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيوائهم أو استقبالهم بالقوة ، أو بأي شكل من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع: أو بسوء استعمال السلطة أو استغلال حالة ضعف إنساني ما ، أو بالأموال أو المغريات لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض استغلاله. جريمة تتعدد أشكالها منها: 1 . الاستغلال الوظيفي ـ العمل القسري بما فيه الاسترقاق أو الاستعباد والسخرة و الخدمة قسراً وتتضمن وسائل هذا الاستغلال توظيف ، وإيواء ، ونقل الأشخاص الذين يفرض عليهم العمل بالسخرة حيناً أو بعقود عمل مقيدة حيناً آخر بما يؤدي إلى إخضاع الضحية إلى عبودية لا إرادية واسترقاق بالقوة ، أو الاحتيال أو الإكراه،، وكثيراً ما يتم الاتجار بالعمال من خلال عقود توظيف قانونية ولكن كثيراً ما يستخدم وكلاء التوظيف أو أصحاب العمل أساليب تؤدي إلى العبودية منها: تغيير شروط التوظيف عن تلك المنصوص عنها في عقود العمل الموقعة قبل ان يغادر العمال بلدهم: أو مصادرة وثائق السفر والاحتفاظ بها (جوازات السفر ، تذاكر السفر ، وبطاقات الإقامة الأجانب): أو تقييد الحرية: أو التهديد باستعمال القوة ، وعدم دفع الأجور. 2 . الرقيق الأبيض الذي يمارس عليه الاستغلال الجنسي ويتم من خلال شبكات واسعة في أوروبا وأمريكا تستخدم النساء القادمات للعمل هناك في تجارة الجنس بالقوة أو الاحتيال أو الإكراه. 3 . "استغلال حالة الاستضعاف" أو الاتجار بالأطفال.. إذ يعتبر هذا الاستغلال "جريمة دولية" في كافة المعاهدات والمواثيق الدولية. وخاصة "معاهدة الامم المتحدة ضدَّ الجريمة المنظمة الدولية" ، و(البروتوكول) الملحق بها ، الخاص بـ(حظر وردع ومعاقبة المتاجرة بالبشر خصوصاً النساء والاطفال). هناك سرقة وبيع للأطفال من دول العالم الثالث وخاصة من (آسيا وافريقيا ) تحت مسمى التبني والخدمة في البيوت في أوروبا وأمريكا. وهناك تجنيد للأطفال في النزاعات المسلحة ونزع الألغام.. تقدر اليونيسف أن هناك ما يربو عن 300( ألف) طفل تحت سن الثانية عشرة يستغلون في الوقت الحاضر في أكثر من (30) نزاعا مسلحا عبر العالم. (بحسب تقديرات اليونيسف). في معظم الأحيان يتعرض الجنود الأطفال من الجنسين إلى الاغتصاب والتقاط الأمراض المنقولة جنسياً.. أما الفتيات فيجبر العديد منهن على الزواج أو على ممارسة الجنس مع مقاتلين. وكثيراً ما يتعرض الجنود الأطفال للقتل أو الإصابة بجروح ، ويعاني من تبقى منهم على قيد الحياة من صدمات متعددة وندوب نفسية.. فيتأذى نموهم الشخصي إلى درجة لا يمكن إصلاحها. وهناك الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال عبر "سياحة الجنس مع الأطفال" التي تشكل اعتداء فاضحاً وإساءة فظيعة لكرامة الأطفال وإنسانيتهم: ناهيك عما تتسبب به من تداعيات مدمرة على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال،،
ساحة النقاش