عمالة الأطفال، الدعارة والاستغلال الجنسي ، أطفال الشوارع ، خدم المنازل خاصة الأطفال ، تزويج الفتيات القاصرات من أثرياء مسنين ، الاتجار بالأعضاء البشرية ونزع الأعضاء ، الهجرة غير المشروعة ، وغسل الأموال وتجارة المخدرات .. هي قضايا مهمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع الاتجار بالبشر الذي بدأ يستفحل حتى فرض نفسه على الساحة الدولية والعربية ( أشارت التقارير الدولية إلى انتشار الاتجار بالبشر في 139 دولة بينها 17 دولة عربية هي : السعودية ، قطر ، الكويت ، عمان ، الأردن ، مصر ، ليبيا ، المغرب ، الإمارات ،لبنان ، سوريا ، تونس ، اليمن ، الجزائر ، البحرين ، موريتانيا ، السودان ) .. عن الإجراءات التي اتخذتها مصر لمكافحة جريمة تجارة البشر يأتي هذا التحقيق ..
قضية الاتجار بالبشر، قديمة جدا بل لعلها من أقدم الجرائم في المجتمع الإنساني التي تستغل الإنسان ـ من الجنسين ومن مختلف الأعمار ـ بأساليب وصور متعددة. وقد مرت الإنسانية بعصور وأجيال لمكافحة هذه الجرائم.. وكان التصور أنها قد انتهت أو ـ علي الأقل ـ لم تعد تشكل ظاهرة خطيرة.. لكن ها هي تطل برأسها من جديد وتفرض نفسها علي الساحة الدولية بقوة إلى حد أن الأمم المتحدة ـ بمنظماتها ـ تهتم بها وتضع البروتوكولات والاتفاقيات لمحاربتها.. والمفارقة أن هذا يحدث مع بروز ما يسمي بالعولمة ووسط نداءات وإجراءات تدعو إلى وتحافظ علي حقوق الإنسان. والمفارقة الأشد خطورة هو الاختلاف الجذري بين مفاهيم الجريمة وتفسيرات التعامل معها.
أكثر من ذلك فانه إلى جانب الاستغلال والاتجار بالبشر في صور وأساليب متعددة مثل: الدعارة والمخدرات والاستخدام السيئ للعمالة وما إلى ذلك .. فان جريمة أخري قد استجدت مؤخرا وستتزايد وهي استغلال البشر في تجارة الأعضاء حيث قامت وستقوم شبكات الجريمة المنظمة الدولية بخطف أشخاص أو غوايتهم وخداعهم لترحيلهم من البلاد النامية ـ خاصة إفريقيا وآسيا ـ إلى الدول المتقدمة ـ خاصة في أوروبا وأمريكا ـ لاستئصال أعضائهم سواء قسرا أو بالخداع.. وسواء وهم في وعيهم أو.. وهم مخدرون.. وحفظها في بنوك القطع البشرية.. وليذهب الضحايا إلى الجحيم! ومن هنا.. فان القضية خطيرة.. ونحن في مصر ـ وفي المنطقة العربية ـ طرف أساسي فيها مع أن هذه الظاهرة لا توجد عندنا فنحن وبكل المعايير لا نتاجر في البشر ونجرم بالدين والقانون والعرف هذه الأفعال.. ولكننا عضو في المجتمع الدولي كما أن بلدنا يمكن أن يكون' ممرا' لهذه التجارة.. بل وقد يكون بعضنا ضحايا لها.. وهنا تبرز مسئولياتنا وطنيا وعربيا وإفريقيا.
ساحة النقاش