يمر يوم صباحنا هذا والفرحة تعم اليمن على المتحاوريين وحزن يمر على تلك الاسر التي فقدت ابنائها منهم من فقد اباة ومنهم من فقدت زوجها ومنهم من فقد اسرة بأكملها اما يومن هذا فقد فقدت اليمن اكثر من ستون شهيد في ساعات قليلة بيوم واحد وهي من...
أكبر الجرائم في التاريخ اليمني المعاصر عامان من حدوثها حيث كانت تلك القوائم للمتحاورين نكرة على شباب الثورة الذين جسدوا اروع امثلة ممزوجة بدماء شهدائهم واخوانهم وزملائهم.
عامان مرا على جريمة "جمعة الكرامة" التي تعد من أكبر الجرائم في التاريخ اليمني المعاصر وبما أنها جريمة بكل المقاييس فقد ألهبت الضمائر الحية وأيقظت القلوب الغيورة على قيم الإنسانية وكانت بمثابة الضوء الذي أيقظ العيون النائمة على واقع الطغيان والذي ظل زهاء ثلث قرن يتكئ على جدارية نظام تقمص العدالة المزعومة وادعى الطهر والنزاهة مستفيدا من سفسطائية الإعلام الذي يخفي عورة الحمقى والمتنفذين من ذوي الدماء المقدسة الذين كانوا ومازالوا يمارسون الخطيئة كهواية يستلذون بها غير آبهين بما يجري من تغيرات وكأنهم مفوضون بتفويض إلهي في ممارساتهم العبثية والتي لازالت متجسدة علي أرض الواقع ماداموا ينعمون بضمانات دولية ويتسيجون بسياج الحصانة المفروضة باتفاق المبادرة الخليجة التي أتاحت لهم الخروج بأمان من مأزق المحاكمة العادلة.
إننا ندرك جيدا أن الجرائم الوحشية التي حدثت على أياد الطغاة لايمكن السكوت عنها ولا التغاضي إزاءها فجراحات الشهداء هي جراح كل الذين ساهموا في صناعة التغيير ورفع الوعي السياسي وبناء دولة العدل والمساواة بيد أن ثمة من يسعى إلى إغفال هذا الجانب وإهمال القضايا الإنسانية ومقايضتها بشيء من الفتات
ولنا أن ندرك أن ممارسة السلوك العدواني دون قيود وضوابط يمهد لإحراق مدمر يعيق عملية الانطلاق والبناء ويكرس لسياسة التخلف والاجترار إلى الماضي بكل سلبياته
كما ندرك أن المتعود على الأعمال الإجرامية لايروق له الحياة الهادئة طالما وهو ينطلق من أدائه التكتيكي المتجانس مع كل أبجديات المراوغة والتمرد وهو مالاحظناه من أعمال إستثنائية يقوم بها البعض لاتزيد الأمر إلا سوءا فضلا إلى أنها تفقد الشارع روح السكينة العامة والهدوء. ومن هنا فإن العدالة مطلب ملح بالإضافة إلى كونها إحدى الركائز التي تقوم عليها نهضة الشعوب وتقدمها، وقد سأل الإسكندر حكماء الهند : أيهما أبلغ الشجاعة أم العدل
فقالوا: إذا استعلمنا العدل استغنينا عن الشجاعة ، والعدل لايتأتى إلا بتحقيق كافة أهداف الثورة المباركة وأهمها محاكمة المجرمين والفاسدين حتى لاتتراكم صور الظلم والاستبداد على أفق الحياة المستقبلية خاصة بعد أن فتحت الثورة الشبابية آفاقا مذهلة من تغيرات محمودة لم تكن سهلة في يوم من الأيام بعد أن تراكمت عشوائية النظام السابق ونصب في وجه الحياة الجديدة لبلادنا عوائقا تعزلها عنظروف العصر ومستجداته غير أنه يجب علينا الاعتراف بحالة الضعف التي استمرأناها لعقود خلت والتي نتجت عنها ثقافة أسيرة ظلت بأياد لم تستوعب حركة التاريخ ولم تفهم ظروف العصر