جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
وداعا رفيق الدروب الطوال
رفيق الصبا والشباب
زميل السنين
رفيق النضال
وداعا ...
فقلبي هنا مثقل
ودمعي غزير
وروحي بموج الأسى مشعل
وفوق الخواطر
ذكرى ابتهال
تموج على شاطئ
من شريط يعيد السؤال
وداعا ...
أيا روضة الحب
يا درة من ضياء الإخاء
ونور الهلال
ركبت مع الفجر في موكب
وفوق سماء الخلود علوت
وفي قمة المجد
جاء المآل
تركت الدفاتر فوق الرفوف
تركت البنين
ومن قمة للعلا قد سريت
على أهبة الارتحال
فلا زلت أذكر تلك الدروس
وألفة أرواحنا السارحات
ونشوى الجلوس
نناغي الإخاء
بنجوى الدلال
مشينا السفوح علونا الجبال
وعشنا مع الدهر في عزة
نسيح على بهجة للرياض
ونسقي الزروع
ونعلو التلال
فكم قد بسمنا مع الفجر طرا
وكم كتبنا
سطور المقال
مشينا سويا دروب العناء
وعشنا ائتلاف القلوب
حسونا المرارة في دربنا
كثيرا
وحينا شربنا الزلال
إذا ما قسا الدهر عشنا
بإيثارنا
نجود على بعضنا بالحلال
نعيش على خبزة
من بقايا الطعام
وكوب من الشاي
رغم الضنى
وإن ضاق حال قسمنا الريال
قضينا الزمالة في رحلة
تضيء بححب
وتشدو بصبر
نكابد في دربنا
الاحتمال
فلا أنسى أيامنا السالفات
وذكرى الدروب
وعمرا قضيناه في ألفة
نكابد بعد الطريق
وقسوة عيش الحياة المرير
وحر...الرمال
رحلت ودرب العلا مثقل
وطير يغني بحزن ثقيل
ودمع على الخد مثل السيول
وفوق الدجى رعشة
ومن حسرة القلب تبكي الزهور
وتأسى الظلال
ركبت على النعش فخرا
رحلت إلى عالم الغيب فجرا
وحييت فوق الردى أمة
أشرت بفخر إلى رحلة
إلى عالم من ضياء
يمور بحسن الجمال
خيول من الخلد تسعى هناك
إلى موكب من لآل
تشع عليه نجوم السلام
وتعلو به مزنة من سرور
تساقط بالسعد صوب الخصال
سلاما على الروح طوبى المقام
سلام الخلود
وعقبى المآل
تطير مع الفجر فوق السماء
وترقى إلى روضة
من كمال
تعيش مع الحور بين الجنان
وتشرب من كوثر الأمنيات
وتسبح في عالم
من جلال
وتسقى من الشهد كأسا دهاقا
ترفرف فوق القصور
وتسمو إلى عيشة من نعيم
بروض الظلال
وداعا ...
إلى الملتقى يا صديقي
فعيش الحياة قصير
وكل الورى للزوال
ففي مهجتي ثورة من لهيب
وفي خاطري ألف معنى مسجى
شعوري بنار الأسى مستقل
وجفني من الحزن مال
27/12/2012م
المصدر: إبراهيم القيسي شاعر الثورة