صرخات قادمة من هناك تصعق لوقعها المسامع ،الأرض غاب عنها تعجيل الجاذبية فبدت تهتز على غير عادتها وكأن زلزال متموج يجتاح سكونها بفعل أقدام الأسود الضواري ،
البلابل عزفت لحنا مشبعا بتغاريد عذبة فحواها نداءات تنبيه وتحذير لقراصنة الأرض وناهبيها 'لعل ضمائرهم تستجيب لعذاباتنا،
السواد الأعظم من أبناء المديرية يزحفون أسرابا وأرتالا صوب المجمع الحكومي للتنديد السلمي بموبقات وإنتهاكات الأباطرة والمتفيهقين .
هكذا تبدت لنا أوصاف الصورة الشاخصة بذات المكان 'لنجد أنفسنا في حضرة مشهد أسطوري آخر يجسده ثوار كعيدنه ،حينما هبوا للذود عن بلدتهم ورفعوا الأيدي معترضين على مفاسد الثلة العابثة بحياتهم وممتلكاتهم وأراضيهم ،
مشهد طغى على كل المشاهد الماضية وكشف عن الشعبية الحقيقية للثورة في كعيدنة وحمل رسائل لكل الألسن التي تهكمت من الثوار ووصفتهم بالقلة في مسيرات مضت وروجت للشائعات المختلقة عن الثورة من قبل أنصار إمام كعيدنه .
مسيرة اليوم الجمعة 2012/12/28مثلت ألسنة اللهب للثورة المتقدة في كعيدنة منذو زمن طويل ،
أطلت لتسمع من به صمم وتنبه من إستثمر الأوجاع وتاجر بصمت المستضعفين وتعاقب من إعتاد العزف بأوتار المكر والوقيعة على تأوهات البسطاء ،
أطلت لتقول هنا كعيدنة ;هنا أنشودة الصبح القادم لإزالة مخلفات العصر الحجري من صفحات كعيدنة القرن الواحدوالعشرين .
مسيرة اليوم ساقتها رياح القدر في خواتيم هذا العام الثوري لتمد مسيرة الكفاح السلمي بعمرجديد يمهد لإضمحلال ظاهرة الديكتاتورية في الحكم والفردية في صنع القرار والصفاقة في الإداره .
مسيرة اليوم جاءت لتؤكد يقينا بأن مصطلح الشيخ الجبار بات يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيوارى ثراه قريبا.
مسيرة اليوم كشفت للإمام وأنصاره ومطبليه حجم شعبيتهم وسلطانهم هذا إن كان فعلا مازالوا يمتلكون شعبية وسلطان كمايصور لهم زبانيتهم وأحبارهم ،
وعلى كل حال أؤكد للجميع بأن هذا الحجم الذي بدت فيه مسيرة الغضب اليوم ليس الحجم الكلي لقوام أنصار الثوره،فمازال هناك الكثير من الثوار ممن تعذر عليهم الخروج وحالت ظروفهم دون الإلتحاق بالمسيره،وبالرغم من ذلك فإنها وبمن حضر قد تكفلت بتحقيق الهدف وأوصلت رسالة قوية لكل اللاعبين السياسيين على مسرح الأحداث 'إبتداءا بطرف القضية والمتسبب فيها ومن وراءهم محافظ المحافظه وإنتهاءا برئاسة الجمهورية ومن خلفها حكومة الوفاق.
ونتمنى من أبناء كعيدنة بكل أطيافهم وإنتماءاتهم الثورية مواصلة نضالهم السلمي بهذا النهج الراقي حتى تنقشع سحب الدجى وتنزاح بوتقة النهب والإستئثار،
فالفجر لامحالة قادم ،
وركب المفسدين بالتأكيد سيسقط في وحل أفعاله ،
والكرة باتت في ملعب كولونيل المديرية وزمرته!!