القثاء من الخضروات التي تكمن قيمتها الغذائية فيما تحققه من شبع وارتواء لمن يتناولها ، ولا تمنح سوى سعرات حرارية منخفضة ، ويرجع ذلك الى أن 95 في المئة من محتوياتها عبارة عن ماء ، وتشكل النسبة المتبقية "ألياف السيليلوز" بجانب عناصر معدنية ، وأحماض أمينية ، وفيتامينات ، ومركبات مختلفة ، وقليل من البروتين والسكريات ، الأمر الذي جعلها تصنف ضمن الأغذية الوظيفية التي تساعد كبار السن في الوقاية من أمراض العصر المختلفة ، والتي تحافظ على خلايا الجسم وتحميها ، وتكسب البشرة النضارة والاشراق ، وهو ما يتضح في تحقيق "السياسة" التالي:
يقول د.عرفة أحمد عرفة أستاذ ورئيس قسم النبات الزراعي بكلية الزراعة جامعة المنصورة: القثاء من النباتات "اللبيه" وتعرف في الدول العربية بأسماء مختلفة منها" المقتى" ، و"القتى" ، و"القتة". وتحتوي على مواد ذات طعم مر ، وتستخدم ضمن مواد أخرى تستخرج من القرعيات, في صناعة الأدوية ، والملينات ، وتساعد في الحفاظ على خلايا الجسم وتقيها من الأورام الخبيثة ، كما يحتوى هذا النبات على أحماض أمينية ، غير بروتينية تعمل على بناء الأنسجة ، وتزيد من مرونة العضلات ، وبها نسبة عالية من الألياف والصبغات ، والفيتامينات مثل"حامض الاسكوربيك" أو فيتامين "ج" ، وتساعد تلك المواد مجتمعة على تجنب الكثير من أمراض العصر ومنها أمراض القلب ، والدم ، والجلطات ، والسرطانات ، والسكتات القلبية والدماغية المفاجأة.
ويقول د.مصطفى ثروت الأستاذ بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة عين شمس: نبات القثاء يدخل ضمن ما يسمى ب "الأغذية الوظيفية" وهي الأغذية التي تعالج مشكلات كبار السن ، حيث أنها تحقق لهم الاشباع من دون أن تمنحهم كمية عالية من الطاقة ، في حين أنها تمد أجسامهم بالكثير من العناصر والمركبات المهمة التي تحول دون اصابتهم بعدد من الأمراض التي يتعرضون لها مع تقدم العمر. ومن أخطر تلك الأمراض السكر ، وارتفاع ضغط الدم ، حيث أن نسبة السكريات المنخفضة بالقثاء ، تمنحها مذاقًا لذيذاً من دون أن تؤثر بحال من الأحوال على سكر الدم ، وهي بذلك تعمل على خفض الغلوكوز بالدم ونسبة الكولسترول ، والذي يؤدي بدوره لانخفاض ضغط الدم المرتفع ، وانتظام تلك القياسات يساعدهم على تجنب الاصابة بأمراض القلب والشرايين. وأن احتواء القثاء على نسبة كبيرة من الماء يجنب كبار السن الكثير من مشكلات سوء الهضم ، والتخمر ، ويعمل على تنظيف المعدة وتطهيرها ، ويسهل حركة الأمعاء ويمنع اضطراباتها ، ويقلل من المخاطر التي قد تتعرض لها الكلى في هذه المرحلة ، ويساعد على طرد حصواتها ، كما أن تناولها قبل الطعام ، أو اضافتها لأطباق السلطة يمد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة مثل البوتاسيوم ، والكالسيوم ، ويساعد الأخير في تقويه العظام ، وحمايتها من أمراض الهشاشة وترقق العظام. وتقول د.شوقية عبد الحليم استشاري مساعد بالمعهد القومي للتغذية: هذا النبات يعد من الخضروات القريبة جدًا في محتوياتها من الخيار ، فلهما نفس القيمة الغذائية ، الا أن الأولى أخف كثيرًا من الخيار على المعدة ، وأسرع منه في الهضم والامتصاص. وتعتبر من الخضروات ذات المحتوى الحراري المنخفض ، حيث توجد بها كمية كبيرة من الماء تصل الى "95 في المئة" الى جانب نسبة قليلة من البروتينات والسكريات. أما بالنسبة للعناصر والأملاح المعدنية فهي غنية بها ، حيث توجد بها نسبة مرتفعة من "البوتاسيوم" ، الذي يعمل على خفض الضغط ، ويحد من مخاطر الاصابة بأمراض الدم. ويتوافر بها "الزنك" الذي يزيد من مقاومة الجهاز المناعي بالجسم ، ومن قدرته على تخليق البروتين. وأيضا يحتوي على المنغنيز المفيد لنمو العظام ، وللمخ والأعصاب ، وللتفاعلات الانزيمية بالجسم. كما يوجد بالقثاء عنصر الحديد ، وهو مهم جدًا لانتاج هيموجلوبين الدم بالاضافة الى عنصر النحاس الضروري لامتصاص عنصري الحديد والزنك ، ولانتاج الانزيمات المضادة للأكسدة ، كما أنه يحافظ على سلامة الشعيرات الدموية ، والمفاصل ، ويحسن من وظائف الكبد.علاوة على أنها ونتيجة لخواصها السابقة فهي تساعد على الارتواء ، وتجنب الشعور بالعطش ، وتخفض من درجة حرارة الجسم المرتفعة. لاحتوائها على نسبة عالية من الماء ، وهو ما يساعد مع ألياف " السيليلوز " الغذائية على تنظيم عملية الهضم ، ويحول دون الاضطرابات التي قد تنتج عدم التوازن الحامضي القاعدي في الجسم, كما تعالج الامساك, وتحد من امتصاص الدهون, وأملاح الصفراء. وتشير بعض الدراسات الحديثة الى احتوائها على أنزيم "التريبسين" الذي يساعد على هضم المواد البروتينية. ما يزيد من فاعليته ، وفائدته لمن يتبعون أنظمة غذائية للتخفيف, فمن السهل تناول كمية منه خلال التنظيم الغذائي لتملأ المعدة, وهو ما يمد الجسم بسعرات حرارية منخفضة في الوقت الذي تحقق فيه للفرد الشعور بالشبع. وتنصح د.شوقية مرضى البول السكري بالاكثار من تناول القثاء ، حيث تساعد الألياف الغذائية الموجودة بها على تنظيم نسبة السكر في الدم ، كما أنها تعمل كمدر جيد للبول ، وهو ما يفيد في علاج المصابين بالاضطرابات البولية ، ويصنع من بذورها بعض الوصفات والمشروبات التي تفيد في علاج الالتهابات ، وحرقان البول ، والسعال ، وأمراض الصدر. وبجانب ذلك فقد أكد بعض خبراء التجميل أن للقثاء مفعول الخيار ، من حيث الحفاظ على نضارة البشرة ، وصحتها ، فمن أهم العناصر التي تحتوى عليها " الكبريت" الذي يحتفظ للجلد بليونته ، وملمسه الناعم. وتوجد بها مركبات "كلوسايدس السكرية" وهي غذاء أساسي لعضلات الوجه يساعد على انسيابيتها ، ومرونتها. ويطهر البشرة ويلطفها ، ويقلل من مخاطر أشعة الشمس عليها. ويساعد في التخلص من البقع الجلدية الناتجة عنها أو عن الولادة ، كما تعالج القثاء انتفاخ الأجفان ، واحتقان الوجه.
ويؤكد د.حسن حشمت استشاري التغذية وعلاج أمراض السمنة والنحافة: أن استخدام القثاء ضمن الخضروات كعنصر أساسي في كل الوجبات ، يساعد في الحد من كمية الطعام الغذاء التي يتناولها الانسان ، وهو ما يساعد المصابين بالسمنة على انقاص أوزانهم.
المصدر: http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/142755/reftab/92/Default.aspx
نشرت فى 30 يوليو 2011
بواسطة hesmostafa
أ.د. مصطفى ثروت
هدف إنشاء الصفحة .. التواصل مع السادة الزملاء ومناقشة كافة الموضوعات التي تخص تطوير الأداء الجامعي »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
132,964