الأحياء المائية تستخدم الأضواء الملونة للاتصال والتودد والدفاع
اعداد/ محمد شهاب
تمتلئ مياه البحار والمحيطات بالمخلوقات البحرية التي ينبعث منها الضوء، والتي تتراوح من أحياء مائية مثل دودة فأر البحر المتعدد الأشواك المتلألئة، إلى السلاحف البحرية المتوهجة.
وأوضح العلماء أن قشريات صغيرة معروفة باسم ياقوت البحر، تعيش على عمق ألف قدم تحت سطح أمواج المحيط، ينبعث منها ألوان مضيئة في حركة دائرية راقصة، لكن القشريات المائية الصغيرة من نوع "كوبيبود" تصبح غير مرئية عندما تصعد إلى سطح الماء، للحصول على غذائها.
ووفقا لدراسة حديثة أجرتها العالمة الأمريكية " ليا أدادى" أستاذ علم الأحياء البنيوى في جامعة كاليفورنيا، تستمد قشريات ياقوت البحر لمعانها وبريقها من بلورات موجودة بصورة محكمة تحت قشرتها الخارجية، وتلك البلورات مكونة من مركب كيميائي يسمى "جوانين"، وهو المكون الرئيسي للحمض النووي، وتصطف هذه البلورات بالتناوب على شكل سداسي عاكس للضوء.
تقول ليا أدادي، رئيسة فريق الدراسة إن قشريات ياقوت البحر المجهرية من نوع الكيوبيدات تستخدم الأضواء الملونة على ما يبدو للإشارة والاتصال، موضحة أن ذكور ياقوت البحر فقط لديهم البلورات اللازمة لعكس الضوء الأزرق والأرجواني في الطول الموجي، وتتميز الإناث من ياقوت البحر الإناث بأنهن شفافات، على الرغم من قدرة عيونهن على الكشف عن الذكور و تحركاتهم السريعة الدائرية اللامعة.
وصور المستكشف ديفيد جروبر بمجلة ناشيونال جيوجرافيك السلاحف البحرية المضيئة، ويقول جروبر إن سلاحف البحر، من نوع هوكسبيل المهددة بالانقراض، تقوم بنوع جديد من الإضاءة الذاتية الحيوية ( البيوفلورست )، وهو أمر شائع في الشعب المرجانية وقناديل البحر والأسماك، ولكن لم يسبق له مثيل عند السلاحف البحرية.
وقال الباحث ستيفن هادوك، بمعهد خليج مونتيري للأبحاث في كاليفورنيا، يوجد نوع من الجمبري، وهو من نوع أكانثيفيرا بيربوريا، يقاتل تلك الأسماك المفترسة عن طريق إخراج سحابة متلألئة من الضوء الأزرق الجليدي في مواجهة أي شيء أن يقترب منه.
ساحة النقاش