محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

أصوات الأسماك Fish Sound

محمد شهاب

أحيانا قد يتم نقل السمك للمعلومات الخاصة بالوسط المحيط بها بواسطة المواد الكيميائية، والتى يتم استقبالها بواسطة أعضاء الشم بها Olfactory Organs، وهذه المواد وجدت في اللافقاريات و الحشرات، وربما تكون فقط جزء من شفرة النقل والتي تتحرر بواسطة المخاط الذي يغطى جسمها. يقول Franco De Carli    في كتابه (عالم السمك) The World of Fish  أن اليوريا Urine أيضا يمكنها توفير المعلومات عن الحالة الانفعالية Emotional State للسمك ، حيث يوجد في اليوريا مركبات يمكن الكشف عنها Detected ، والتي يمكن تفسيرها بواسطة تابعين للسمكة  Followers، حيث كشف عن مركبات تفرز في أوقات الخطر Danger ، وآخري في حالة الإصابة لأحد أفراد السرب أو المجموعة، وهذه المادة التي تفرز تسمى مادة الإنذار Alarm-Substance، ففي حالة وضع سمكة من نوع  Minnnow مصابة في حوض به مجموعة من سمك المنو Minnnow، فإن عدد منها من نفس النوع تصاب بحالة من التوتر Agitated  وتبقى هكذا لعدة ساعات، وهذا راجع لإفراز مادة كيميائية  من السمكة المصابة، تحفز الأسماك من نفس النوع لرد فعل قلق. في حالة وضع سمكة Minnow على أن تكون ميتة ، فلا يحدث رد فعل من الأسماك الأخرى، وذلك لعدم فرز المادة الخاصة بتلك الحالة، ونفس الشيء سيتكرر في حالة أسماك تم تدمير مناطق مستقبلات الشم بها.

ورد الفعل للمادة المنبهة(المنذرة) Alarm Substance تتقرر وراثيا وليس بالتعلم Learned ، وربما حدث لها تطور أثناء نمو السمكة في مراحل حياتها ، ولهذا السبب تكون السمكة في الشهر الأول من عمرها لا تتصف بالحساسية للنميمية(التغذي على نفس نوعها من السمك) Cannibalism ، لذا ليست كل الأسماك تحتوى على مادة الإنذار Alarm-Substance، فهي توجد في أنواع أسماك المياه العذبة Fresh Water Species    خاصة عائلة أسماك المبروك  Cyprinids  وأفراد عائلة  Characins . تكون وسيلة السمع فى الأسماك عامة جهاز سمعى يبدأ بجهاز فيبريان Weberian Apparatus ، والتى تتكون من زوج من العظام الدقيقة Ossicles والتي تجعل من اتصال المثانة الهوائية Swim-bladder في اتصال مع الأذن Ears ، فالتغير في الضغط ينقل Transmitted للمثانة الهوائية ويصل إلى منطقة الأذن الداخلية Labyrinth عن طريق عظام فيبريان Ossicles Weberian ، فتترجم الى نبضات ترسل للمخ .

وجد أن بعض الأسماك والحيوانات المائية تصدر أصوات مثل سمكة الخنزير  Gruntأو سمك حصان البحر Seahorse التي تصدر أصوات تعبر عن إشارات جنسية، حيث تستخدم نوعى الأسماك، عضلات قريبة للمثانة الهوائية Swim-bladder، فتحدث ذبذبات مشابهة للطبلة Drum، كما أن هناك الأسماك تحدث أصوات مميزة أثناء تناولها للغذاء أو العوم، وتختلف أصواتها حسب الفترة من اليوم عند الشروق أم عند الغروب.

بعض الأسماك عندما تتعرض لبعض التغيرات مثل تهيج من عدو، فإنها تقوم بعمل ضوضاء عند بدء تحركها، وعندما تصل إلى سرعة معينة فإن الصوت الصادر من السرب يصبح ذات إيقاع Rhythm شبه ثابت، ربما يكون راجع للحركة الميكانيكية للعوم. كما أن كل سرب من الأسماك School عندما يتحرك فإن له ترددات تختلف من نوع لآخر، أي أن تلك الترددات الصوتية صفة مميزة للنوع، ومن ثم تقوم مركب الصيد برصد تلك الترددات الصوتية، و عمقها من سطح الماء والتي توضح أيضا حجم السرب، حتى يتيسر لتلك المركب صيد النوع المطلوب وبكميات تستحق تحريك المركب و طاقمها و معداتها.

كيف تصدر الأسماك الأصوات

تصدر الأسماك أنواعا من الأصوات بآليات مختلفة  Different Mechanisms و لأسباب مختلفة، فالصوت يصدر عن قصد، كوسيلة تحذير من الأعداء المفترسة أو من منافسين، أو  كوسيلة جذب من أجل التزاوج أو للتعبير عن الخوف. والصوت يصدر عن قصد Intentionally  في شكل غناء في مئات من الأسماك، و قد يصدر الصوت في الأسماك بدون قصد Unintentionally مثل صدوره عند تناول الغذاء أو عند السباحة أو عند التكاثر.

تصدر الأصوات في الأسماك بثلاث طرق:

1- الصرير Stridulation،  باحتكاك العظام  ببعضها Rubbing ، أو ضربها ببعضها، وهو ما يحدث عند تناول السمكة للغذاء، وذلك عندا تحتك الأسنان بالفكين ببعضها أو من البلعوم. وقد يصدر الصرير عن قصد نتيجة لحالة من الخوف. كما أن الصرير قد يصدر بشكل مرتبط بالمثانة الهوائية  Swim Bladder والتي تقوم بتكبير الصوت  Amplification.والترددات الناتجة عن الصرير تتراوح بين 1000-4000 هرتز ، أما الصرير الناتج عن المثانة الهوائية فيقل عن 1000 هرتز . ولقد وجد أن سمك مثل قراميط البحر Arius felis and Bagre marinus (Marine Catfish) فتصدر صريرا عن طريق عظام الزعنفة الصدرية  Spines Pectoral Fin ، وفية يحتك الظهر Dorsal Process بالطوق  الصدرى Pectoral Girdle . أسماك حصان البحر أيضا (Seahorse) Hippocampus hudsonius   من الأسماك التي تصدر الصرير Stridulation ، وفيها تحتك الحافة العظمية للجمجمة والتاج Coronet مما يحدث دقات صوتية Clicks.

2- قرع الطبول Drumming باستخدام عضلات صوتية Sonic Muscles مجاورة للمثانة الهوائية Swim Bladder. وهذا النوع من الأصوات لا يوجد في أسماك القرش، نظرا إلى عدم وجود المثانة الهوائية بها، وسمك الفللاوندر Floundersالشبيه بسمك موسى، فليست كل الأسماك تحتوى على تلك المثانة. وفى سمكة Grunts تكون وظيفة المثانة الهوائية اكتشاف الموجات الصوتية Resonator و تكبيرها Amplify. وفى سمك الكروكيت Croakers (Family Sciaenidae) لها عضلات صوتية متصلة أو قد تكون متصلة بالمثانة الهوائية ولكنها قريبة جدا منها، وهى أسرع عضلات في الفقاريات، والتي تسمح لها بالتمدد والانكماش بسرعة فائقة، مما يسمح بإصدار السمك للأصوات، وفى الأصوات الناتجة من المثانة الهوائية تكون تردداتها من 45 –60 هرتز كما فى اسماك  Goliath Grouper) ) أو كما هى فى (Black Drum) بالصورة المصاحبة. إلى 250 – 300 هرتز كما في Toadfish spp.، وقد تصل في بعض الأسماك إلى 1000 هرتز كما في سمك البرش الفضي Silver Perch. والأصوات الصادرة بطريقة قرع الطبول Drumming تستخدم لتمييز الأنواع السمكية نظرا إلى أن كل نوع له صوت مختلف عن الآخر.

3- الديناميكا المائية Hydrodynamics بالتغيير السريع لسرعتها واتجاه السباحة، وتكون الترددات فيه منخفضة low frequency وغير متوافقNonharmonic ، وهى من الموجات التحت صوتية Level Subsonic، وهى غالبا لا تستخدم كوسيلة اجتماعية للتخاطب Social Communication، ولكنها قد تستخدم كمعلومة بواسطة المفترسات للافتراس، خاصة أنها تصدر عن سرب من الأسماك، فيسهل التعرف على كم ونوع السرب فيسهل صيده أو افتراسه.

 ومما هو جدير بالتنويه هو أن السمك ليس له أوتار صوتية Vocal Chord، كما أن التردد Frequency الصادر من صوت الأسماك من نوع التردد المنخفض Low Frequency (أقل من 1000 هرتز) في معظم الأسماك.

و بهذا الخصوص كتب د. محمد المخزنجي التالي في مجلة العربي بهذا الخصوص عن أسماك تغنى ضد الحرب يقول (اشتعل جنون الحرب العالمية ليحرق العالم، وسنَّ المشاركون في هذه الحرب كل أسنانهم العسكرية ليلتهم كل منهم الآخر ، طائرات تلقي القنابل على المدن ، ومدافع تقصف البشر والشجر، ومدرعات تخرِّب الدروب وتهرس العشب، وغواصات تقصف الساحل والأعماق، ودماء ملايين الناس تسيل هدرا. ولأن الغواصات كانت سلاحا جديدا فتاكا في هذه الحرب، يختفي تحت الماء ويسدد ضرباته القاصمة للسفن وما عليها ، فقد بذل علماء الحرب أقصى جهودهم لكشفها وقصفها، ولأجل هذا الغرض صنعوا مسامع مائية (هيدروفونات) وخبئوها في مياه خليج (تشيسابك) الذي تقع العاصمة الأمريكية واشنطن قريبة منه، وهذه الهيدروفونات تم اختراعها في الحرب العالمية الأولى ، وتم تطويرها في الحرب العالمية الثانية ، لتلتقط ضوضاء محركات الغواصات المختفية تحت الماء ، وتحذر القوات البحرية عند اقترابها، ويُسهِّل القضاء عليها عند الضرورة.

مضت أيام طويلة من أيام الحرب دون أن تلتقط الهيدروفونات أي صوت لضوضاء الغواصات المعادية، لكن في أحد أيام الربيع، وبعد أن غابت الشمس في الأفق البعيد، التقطت الهيدروفونات أصواتا مريبة، أشبه بضربات مطارق معدنية وقرقعة عدد كبير من المثاقب. وعلى الفور انطلقت إشارات الإنذار، وتأهبت المدافع البرية والبحرية لإطلاق قذائفها على (العدو)، لكن هذا (العدو) لم يظهر . وتكررت هذه الظاهرة، ضوضاء مطارق ومثاقب تحت الماء، وإشارات إنذار، ومدافع تتأهب، ولا يظهر العدو. وقرر القادة العسكريون ألا ينتظروا ظهور (العدو)، بل يباغتوه بمجرد أن تلتقط الهيدروفونات هذه الضوضاء، لكن الهجوم المباغت لم يؤد للقبض على أي غواصات حربية معادية، وكانت المفاجأة هي اكتشاف أن مصدر هذه الضوضاء لم يكن إلا أسرابًا هائلة من ملايين الأسماك الطبالة Drumfish تتجمع سابحة في سلام بالقرب من خليج (تشيسابك)، دون أن تعرف بأمر الحرب المشتعلة بين البشر.

وقامت البحرية الأمريكية بالقبض على بعض هذه الأسماك، لاستجوابها ، حتى تتأكد أنها المسئولة حقا عن الضوضاء التي التقطتها الهيدروفونات. تم إيداع الأسماك الطبالة في أحواض زجاجية مخصصة لدراسة الكائنات البحرية، وجرى تسجيل وتحليل الأصوات التي تصدرها هذه الأسماك، وكانت نتيجة الدراسة تؤكد أن الأصوات التي التقطتها المسامع المائية الحربية، لم تكن غير أصوات هذه الأسماك عندما تغنى وتلعب .

المصدر: من كتاب سلوكيات الأسماك - تأليف محمد شهاب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1704 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2016 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

688,487