اكتشاف بؤر يتفشى فيها سرطان معد ونادر لدى بلح البحر
إعداد/محمد شهاب
نوع معد من عدوى سرطان بلح البحر قد تنتقل إلى كائنات حية أخرى.وجدت دراسة جديدة أن الموانئ البحرية تشكل مرتعاً يتسبب في انتشار عالمي لنوع نادر من سرطان معد يصيب نوعاً من الحيوانات الرخوية المائية ذات الصدفتين هو بلح البحر mussels، وينتقل على غرار الطفيليات بين كائنات هذا النوع الحي.
ومعلوم أنه في غالبية الحالات يعزا السرطان إلى طفرات وراثية تشوب "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين" أو الـ "دي أن أي"DNA لدى كائنات حية تسفر عن نمو عشوائي للخلايا فيها، غير أنه لا ينتقل في العادة على شكل عدوى من كائن حي إلى آخر.ولكن مع ذلك وجد الباحثون في بعض الحيوانات أنواعاً سرطانية نادرة ومعدية من بينها أورام سرطانية في الوجه لدى الحيوانات البرية "شياطين تسمانيا"، وبعض أنواع السرطان لدى الكلاب، إضافة إلى عدوى شبيهة بسرطان الدم (اللوكيميا) لدى أنواع حية من ذوات الصدفتين، من قبيل بلح البحر والمحار الملزمي (الزلقيات) والقواقع. ويقول العلماء إن لدى هذه السرطانات المعدية القدرة على الانتقال المحتمل إلى مزيد من الكائنات الحية الأخرى، وأنها تشكل تهديداً محتملاً للنظام الإيكولوجي الذي تنتشر فيه.
وفي حين تنتشر هذه الأشكال من السرطان بين الأفراد من النوع الحي نفسه عادة، وثقت دراسات سابقة أيضاً حالات قليلة من انتقال هذه العدوى بين أكثر من نوع من الحيوانات البحرية ذات الصدفتين. ويشتبه العلماء في أن تدخل الإنسان ربما يكون مسؤولاً عن إدخال هذه السرطانات إلى مجموعات وأنواع حية أخرى لديها القابلية للإصابة بهذه الأمراض. ومعروف أن أحد أنواع السرطان المعدي "أم تي آر بي تي أن 2" (MtrBTN2)، كما يسمى، يصيب بلح البحر وخصوصاً المجموعات التي تتشارك قاع البحر نفسه، وتعيش في الموانئ ووسائل النقل البحرية عينها. ويعتقد أن حركة الشحن تمثل التفسير الأكثر ترجيحاً لانتشار هذا السرطان في مختلف أنحاء العالم.
والآن، بعد دراسة 76 تجمعاً من الحيوان الصدفي بلح البحر موزعة على طول ساحل جنوب بريتاني وفيندي، وجد الباحثون أن معدل الإصابة بالسرطان المعدي أكبر بأشواط لدى المجموعات التي تعيش في الموانئ البحرية. وكتب العلماء، "أظهرت نتائجنا أن الموانئ تسجل معدل انتشار أعلى من سرطان "أم تي آر بي تي أن 2" مع العثور على بؤرة إصابات في أحد الأرصفة البحرية حيث ترسو السفن". ويشتبه الباحثون في أن الترسبات الحيوية (تسمى "الحشف الحيوي" أيضاً) [تراكم ونمو غير مرغوب فيه من الكائنات الدقيقة والنباتات والحيوانات والطحالب على الأسطح المغمورة في مياه البحر] حيث يلتصق بلح البحر بهياكل السفن، ربما يكون السبب وراء الانتشار الأكبر للمرض في الموانئ البحرية.
ويفيد الباحثون أن الموانئ البحرية ربما توفر أيضاً ظروفاً مؤاتية لانتقال عدوى رطان "أم تي آر بي تي أن 2" [بين أفراد النوع الواحد وبين الأنواع الحية]، "ومن بينها مثلاً ارتفاع كثافة أعداد بلح البحر أو الشواطئ المحمية المحصورة أو درجات الحرارة المخزنة".
"وتشير النتائج التي خلصنا إليها إلى أن الموانئ البحرية ربما تكون بمثابة مراتع وبائية، إذ توافر الطرقات البحرية بوابات صناعية لانتشار سرطان ’أم تي آر بي تي أن 2‘"، ختم الباحثون.يبقى أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى وضع سياسات أفضل ترمي إلى التخفيف من حجم "الحشف الحيوي"، وذلك بغية وقف انتشار المرض والحفاظ على سلامة النظم الإيكولوجية الساحلية.
ساحة النقاش