محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

رحلة لكشف اسرار ثعبان البحر

 إعداد/محمد شهاب

ثعبان البحر في اوربا مخلوق غامض و اسطوري و مهدد بالإنقراض، الباحثون الأوروبيون يستخدمون الآن تقنية جديدة للكشف عن ألغاز هذا النوع من الأسماك وخاصة أسباب هجرتة و كيفية حمايته..نحن في فاراد، مدينة صغيرة غرب فرنسا تقع على ضفاف نهر لوار.لنكتشف نوعا من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة : انه ثعبان البحر.

يقول الصياد يانيك بيرو:

القارب لا يتحرك من مكانه فالتيار يجذب الأسماك لتقع في الشباك غنيمة الصيد تكون عادة هزيلة فبعد ثلاث ساعات من الإنتظار لا بد من اعادة المحاولة. ويضيف:“منذ سنتين او ثلاث لاحظنا انخفاضا في الثروة السمكية. فالفيضنات المفاجئة تحمل السمك بعيدا، اضافة الى ظاهرة الهجرة فلا يبقى شيء بعد ذلك.  الباحثون اكدوا تضاءل مخزون ثعبان البحر في أوروبا. هذه الفصيلة وجب اذن حمايتها لأنها مهددة بالإنقراض. مخزونها البحري انخفض الى النصف خلال السنوات الأخيرة.

يقول الباحث ايريك فرونتون:

انخفاض مخزون ثعبان البحريجعلني اقلق فعلا على مصير كوكبنا، هذا يشير الى أن الإنسان غير قادرعلى حسن التصرف في الموارد الطبيعية. ثعبان البحر مثلا كان متوفرا بكثرة في فرنسا الى حدود عام الف و تسعمائة و اربعة وثمانين و فكرنا وقتها انه يمثل خطرا على الأسماك الأخرى مثل السلمون . لذلك تحولنا من حالة الإنتاج الوفيرلهذا النوع الى حالة الإنخفاض الحاد ..لماذا؟

في اطار برنامج بحوث تابع للإتحاد الأوروبي يسعى الباحثون للإجابة على هذا السؤال عبر معرفة بيولوجيا هذا النوع من الأسماك و كشف اسباب هجرته. هنا يتم تحليل عضام ثعبان البحرالصغيرة لتحديد سن هجرته من الأنهار الأوروبية الى المحيط الأطلسي.

تقول الباحثة لورا فيراغ من فرنسا :

هذا ثعبان بحر اسباني هاجر في سن السادسة عشر..في شمال اوروبا لاحظنا انه يهاجر في سن متأخرة قد تصل الى ثلاثين سنة. يمكن تفسير ذلك اما بالتلوث الكبير لبعض الأنهار مما يسرع بهجرته او بدرجات حرارة المياه. نحن بصدد دراسة هذه الأمور.الباحثون لا يدخرون جهدا في الكشف عن كل ذلك عملهم يبدأ في الصباح الباكر مع الصيادين فالمهمة لا تبدو سهلة اذ عليهم اولا البحث عن ثعبان البحر المناسب لتجاربهم العلمية.

يقول الباحث ايريك فرونتون:

العلامات التي سنقوم بوضعها تكون عادة ثقيلة لذلك علينا الحصول على اسماك كبيرة تزن على الأقل كيلوغرامين ونصف لوضع العلامات الخارجية و كيلوغرام و نصف لوضع العلامات الداخلية و نقوم بمتابعتها عبر الأقمار الصناعية. نقوم بعملية الفرز مع الصيادين..ثعبان البحر هذا مثلا هو من أكبرالأحجام التي يمكن ان نجدها هنا في نهر لوار.يتم قياس الأسماك ووزنها ، عيناها وجلدها ستكون محل دراسة ايضا. خلال عملية الفرز يقوم الباحثون البيولوجيون بتسجيل بعض البيانات مثل عمق المياه و درجات حرارتها.

يقول كيم ارستروب من جامعة دنمارك:

“ هذه الآلية تمكن من فصل العلامة عن ثعبان البحر لتطفو على سطح المحيط ثم يجرفها التيار الى الشاطىء.. لا ننسى ان نضع ملصقة عليها تحتوي على عنواننا ورسالة لمن يجدها تقول : اذا قمت بإرجاع هذه العلامة ستحصل على مكافأة و هكذا نتمكن من جمع البيانات.” هنا يتم تخديرها ثم تبدا العملية الجراحية، يقول كيم ارستروب:نقوم اولا بحقنها تحت الجلد نضع هذا السلك في الثقب ثم نصله بالعلامة. يضيف:نقوم بعدها بشد العلامة مع السلك جيدا، هذه العلامة ستبقى لمدة شهرين ثم ستطفو على السطح لنتمكن من استردادها لكشف نتائج التجربة..العلامات التي وضعت في ايرلندا و اسبانيا و السويد اثبتت ان ثعبان البحر يمكنه قطع مسافة خمسة و اربعين كيلومترا يوميا في عمق الف و مائتي متر عند هجرته الى مياه المحيط الأطلسي.لكن بعض البيانات لا تزال تمثل لغزا بالنسبة للباحثين ..

يقول ديفيد منسق مشروع ايلياد:

ما لاحظناه هو ان ثعبان البحر يمكنه التحرك في المياه الباردة و العميقة نهارا و في المياه الدافئة و الأقل عمقا ليلا. هذه الحركات العمودية قد تكون لها علاقة بدرجات حرارة المياه. تحركاته العمودية قد تمكنه من تحديد مكانه و تحسس العالم من حوله. و يضيف:حركة الصعود و النزول قد تمكنه من تقدير طلوع الفجر و قد تكون وسيلته للكشف عن الضوء في عمق ثلاثمائة متر. لأن أعماق البحارتكون مظلمة باستمرار. لا نفهم لماذا يقوم ثعبان البحر بعملية الصعود و النزول خلال هجرته.. و لكن من الواضح انها سلوك ملازم لها. و لفهم تصرفات ثعبان البحرهذه علينا أولا تقييم تأثير التلوث و الطفيليات على حركته .قد تكون هذه العوامل هي التي تضعفها كما قد تتطلب منه الحركة العمودية طاقة كبيرة .

ثعبان البحر مستعد الآن لبدا رحلته و قطع مسافة خمسة آلاف كيلومتر

الباحثون يأملون ان توفر لهم هذه الرحلته الكثير من البيانات المفيدة لمستقبل هذا النوع من الأسماك وأيضا لسوقه الإستهلاكية . و الأهم من ذلك للنظم البيئية.

يقول الباحث ايريك فرونتون:ثعبان البحر هو أكثر الأسماك هجرة.. اذا وجدناه يعيش في الأنهار الكبيرة مثل نهرلوار فذلك يعني أنه قادر على التأقلم معها.وعند غيابه منها نعرف ان شيئا ما سيئا يحدث..ثعبان البحر هو شاهد على الحرية في العالم و خاصة في عالم البحر .

المصدر: يورونيوز
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 170 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,853,852