موقع بسمة امل العائلى

موقع بسمة امل العائلى للاسرة والتنمية البشرية والتربية الخاصة

 

 المدرسة ودورها في تربية الأبناء

للمدرسة دور كبير وهام بالنسبة لتربية الطفل ، فالمدرسة كمؤسسة اجتماعية تربوية لها وظائف متعددة منها ما يخدم الأفراد والتلاميذ ومنها ما يخدم المجتمع .

ويمكن حصر وظيفة المدرسة في ثلاثة وظائف رئيسية :

1-      وظيفة المحافظة

ونعني بوظيفة المحافظة ، إن المدرسة تحاول نقل تراث الماضي إلى الجيل الحاضر بتبسيطه وانتقائه ، ولكنها تعتمد على نظام تربوي منفتح على التحديث والتقدم بمعنى أنها لا تنغلق في الماضي وتتقوقع داخله  ولهذا نجد المقررات المدرسية تظل دائما مع سير وإنتاجان السلف  ومشاكل إنتاجات الخلف ، ولكن بمقادير مختلفة ، إن هذه المقادير هي التي تمدد صدارة هذه الوظيفة أو تلك .

2-      وظيفة الإعلام والتكوين

فالمدرسة لا تقتصر على شحن التلميذ بالمعلومات بل تعطيها معنى ودلالة وشكلا يندرج في بنية تكوين الطفل ، إنها تحاول القضاء على الأمية عن طريق تعليم الكتابة والقراءة والتزويد بالمعارف ، وفي نفس الوقت تقوم بتأسيس العقلانية والموضوعية ، أي تشكيل الفكر العلمي ومن ثمة فهي تتراوح بين المعرفة  ( إعلام) والفعل (تكوين ) للتأثير بعمق على الطفل عبر المعلمين . وهكذا نخلص إلى القول عبر هذا الزوج  إعلام – تكوين – تتجسد طاقة المدرسة الدينامية والكامنة في جدلية المعرفة والفعل .

3-      وظيفة التطبيع الاجتماعي

من المعروف أن التربية المدرسية هي فعل كل شيء ،تنشئة اجتماعية وتطبيع اجتماعي ، لأنها تمرر الأعراف والقيم الاجتماعية الموضوعة ، ولتحقيق وظيفتها في تكوين الطفل تلجأ المدرسة إلى استعمال مفاهيم عدة ، حسب الظروف والمرافق ، كمفهوم التربية والتعليم ، والتدريس والمستمر ، والتوجيه والاختبار ... الخ.  وكلها في الواقع مفاهيم تحيلنا إلى هدف واحد هو التأثير العميق على المتعلم أو الطفل قصد تحقيق توافقه أو تطبيعه الاجتماعي وهي في ذلك تسلك مسلكين

<!--المسلك الأول : يقوم على حماية الطفل من شوائب المجتمع وعيوبه أي من البيئة الخارجية ، مما يؤثر في تطبيع التلميذ بطريقة  إيجابية ويساعده على تكوين شخصيته تكوينا ينسجم ومستجدات التربية الحديثة حتى يتسنى له التوافق مع مجتمعه بشكل سليم . إلا أن هذا المسلك في الواقع يبدو أنه يجعل من المتعلمين أفرادا غرباء عن مجتمعهم ، كما يجعل من المدرسة نفسها بيئة مختلفة وبعيدة عن الحياة الاجتماعية الواقعية بكل تناقضاتها .

<!--المسلك الثاني : فيرى فيه علماء الاجتماع أن المدرسة فهي مجرد مسرح لما يجري داخل المجتمع الكبير ، فهي تلعب دورا أساسيا يتجلى في تبعيتها وتأثرها بالنظام الاجتماعي والسياسي ، وهنا يمكن القول أن الأفراد ليسوا هم المعيار ، بل يجب الانطلاق من المجتمع . فهي تصقل هوية الطفل الذي سيصبح جزءا من الوسط وينتمي إلى عائلة أو جماعة أو مؤسسة أو دين أو وطن وبالتالي فهو جزء منها وله مكان فيها

إذن من المستحيل فصل المدرسة عن الأسرة والأسرة عن المدرسة ، فالمجتمع يتكون من أفراد لهم عاداتهم وتقاليدهم ، ونظم مشتركة ، والمدرسة تلقن أبناء هذه الأسر وتهيؤهم ليحتلوا مكانهم داخل المجتمع كأعضاء ومواطنين صالحين ، لكي يعيشوا فيه مع غيرهم ، فهي تعدهم بخلق بيئة لها من العادات والتقاليد والقوانين والنظم الاجتماعية ما لا يتنافى مع  العالم الخارجي ، ولهذا تنظر التربية الحديثة إلى أن المدرسة  ماهي إلا مجتمع صغير ، وعلى الطفل أن ينشط ويوجه عمله وتفكيره الوجهة الصحيحة في حياته وداخل أسرته ، وتتخذ المدرسة على عاتقها ومسؤوليتها تكوين المواطن ، لكن هذه الأسرة قد اعترفت بعجزها عن القيام بوظيفة التكوين وحدها ، ونظرت إلى المدرسة باعتبارها البيئة المخصصة  في عملية التربية وعامل مساعد واساسى في تحقيق النظام التربوي للأبناء .

=========

حسن عبدالمقصود على

المصدر: موقع بسمة امل العائلى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 132 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2020 بواسطة hassanrzk

ساحة النقاش

حسن عبدالمقصود على

hassanrzk
موقع اجتماعى عائلى يهتم بقضايا الاسرة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

434,223