جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الفاسقون فى القران الكريم
المعنى والصفات
=========
نسمع كثيرا عن كلمة فاسق وفاسقون كما نسمع هذه الكلمة كثيرا فى ايات الذكر الحكيم وبالبحث عن هذه الكلمة وجد انها تكررت فى كثير من الايات والسور فى القران الكريم فقد تكررت 54 مرة فى 54 اية فى 23 سورة من سور الذكر الحكيم وسوف نعرضها على حضراتكم كما هو منشور فى المعانى وسوف نبين معنى الفاسق وتعريفه وانواع الفسق وصفاته واحكامة كما ورد فى مقال لموقع موضوع ثم ننشر الايات المتضمنة لكمة الفاسقون فى القران الكريم . نتابع
تعريف الفاسق
يُمكن تعريف الفاسق بعدّة تعريفات لغويّة واصطلاحيّة، وفيما يأتي بيان ذلك: تعريف الفاسق لغةً: الفِسْق في اللغة هو العصيان وترك أمر الله سبحانه وتعالى، وهو الخروج عن طريق الحقّ، فيُقال: فَسَقَ، يَفسُقُ، فِسْقاً، والفُسوق: الخروج عن الدّين، والمَيْل إلى المعصية، ويُقال: فَسَق عن أمر ربّه؛ أي: جارَ ومالَ عن طاعته، والفِسْق: الخروج عن الأمر، ورجل فاسِق وفِسِّيق؛ أي: دائم الفُسُوق، والفَواسق من النّساء: الفواجر، والفاسق هو الشخص الفاجر المُبتعد عن طريق الصّلاح والتُّقى والحقّ، وتُجمَع فاسق على فَسَقة، أو فُسّاق، وتأنيثها فاسقة.
تعريف الفاسق اصطلاحاً:
خروج العبد عن الطّاعة، وتجاوزه الحدّ في ارتكاب المعاصي،
والفاسق عند الفقهاء:
هو العبد الذي يرتكب الكبائر، ويُصرُّ على الصّغائر، والفاسقون: هم التاركون لأوامر الله -سبحانه وتعالى- من الإيمان به، والقيام بأعمال صالحة.
حُكْم الفِسق:
حرّم الإسلام الفِسْق؛ لأنّ فيه خروجاً عن أحكام الله سبحانه وتعالى، ومخالفةً لأوامره، وعدم اجتنابٍ لنواهيه، وأمّا عقوبة الفاسق في الشّريعة الإسلاميّة التي نصّ عليها الفقهاء فهي إمّا أن تكون بالحدّ، وإمّا بالتعزير.
صِفات الفاسقين
ذكر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم صفات الفاسقين؛ حيث قال:
(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)،
قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) ﴾
( سورة المائدة )
اجعلوا بينكم وبينها هامش أمان، لا تجلس مع شارب خمر، لا تتعامل مع كل من يتعامل بالخمر، إذاً لِمَ أصرّ الأخ على أنه ليس في القرآن الكريم آيةٌ تحرم الخمر ؟ حتى يُغَطِّي انحرافه، فالقضية الدقيقة الآن هي حينما ينحرف الإنسان أمامه سبيلان لاستعادة توازنه ؛ سبيل الاستقامة والتوبة النصوح والصلح مع الله، وسبيل أن يعتقد عقيدةً زائغةً فاسدةً منحرفةً يتوهَّم بها أنها تغطِّي انحرافه، ولذلك لا يناقش المتلبِّس بشهوة، لا يناقش لأن منطقه منطق تسويغي تبريري وليس منطقاً حراً أبداً:
﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) ﴾
الآية العظيمة الدَّالة على عظمة الله لا يسخر منها إلا الفاسق، دقق في هذه الآيات:
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) ﴾
( سورة الماعون )
هو نفسه:
﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) ﴾
( سورة القصص )
الذي يتبع هواه من دون هدىً من الله عزَّ وجل هذا من أشد الناس ضلالاً يوم القيامة، هؤلاء الفاسقون ما صفاتهم ؟ هذا هو موضوع درسنا اليوم.
هؤلاء الفاسقون:
﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ (27) ﴾
لهذه الآية معانٍ كثيرة، بعض معانيها أن الله سبحانه وتعالى أخذ من بني آدم في عالم الذَرْ عهداً على أن يطيعوه حينما قال لهم:
﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى (172) ﴾
( سورة الأعراف: آية " 172 " )
هذا عهد، فالذي يأتي إلى الدنيا، ويتعرَّف إلى الله، ويستقيم على أمره هذا أوفى بما عاهد عليه الله، والذي يأتي إلى الدنيا، وتستهويه الشهوات، ويضع منهج الله وراء ظهره هذا نقض عهده مع الله، يقول سيدنا علي كلمة : " والله إني لأذكر ذلك العهد " هذا معنى من معانٍ كثيرة.
المعنى الثاني: أن عهد الله هو أمره ونهيه الذي جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ونَقْضُ هذا العهد عدم العمل به، فالذي لا يعمل بالقرآن والسنة يَنْقُضُ عهد الله، هؤلاء الفاسقون لماذا سموا فاسقين لأنهم:
﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ (27) ﴾
الفاسق ونقض العهد
عهد الله إلينا أن نأكل المال الحلال، عهد الله إلينا أن نَقْصُرُ طرفنا على زوجاتنا وعلى محارمنا، عَهْدَ الله إلينا أن نكون صادقين، عهد الله إلينا أن نكون أُمناء، عهد الله إلينا أن نؤدِّي الأمانات إلى أهلها، عهد الله إلينا ألا نظلم بني البشر، ألا نكذب، ألا نأخذ ما ليس لنا، أن نكون أمناء، لذلك بعث الله عزَّ وجل النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة ليقوِّم أخلاقها، وعَبَّر سيدنا جعفر للنجاشي عن الواقع الذي بين الجاهلية والإسلام حين قال: " أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله لنعبده، ونوحَّده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثانِ، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحُسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ".
إذاً نقض العهد عدم العمل بالكتاب والسنة، كل أمرٍ في القرآن هو عهدٌ عَهِدَ الله به إليك، كل أمرٍ في القرآن، وكل أمرٍ في سنة النبي العدنان هو عهدٌ عهد الله به إليك أن تُطَبِّقَهُ، فإن طبَّقته فقد وفَّيت بهذا العهد، وإن لم تطبقه فقد نقضت عهدك مع الله، أي أن كل إنسان يعصي الله نقض عهده مع الله، هذا المعنى الواضح والشائع والواسع والمقبول، نقض العهد مع الله عدم تطبيق أمره والوقوع في نهيه، هذا نقض العهد، فالفاسقون لماذا هم فاسقون ؟ لأنهم نقضوا عهدهم مع الله، وحينما يتوب الإنسان يعاهد الله على الطاعة، من السُّنة أن يقول الإنسان في بيت الله الحرام عند الحجر الأسعد: " بسم الله، الله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتِّباعاً لسنة نبيِّك، وعهداً على طاعتك "، فالذي عاهد الله عند الحجر الأسود أن يطيعه ثم عاد إلى بلده فعاد إلى ما كان عليه نقض عهد الله.
يقول الله عزَّ وجل :
﴿ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) ﴾
( سورة الأعراف )
ويقول الله عزَّ وجل:
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) ﴾
( سورة الأحزاب )
لاحظ نفسك، إذا تبت إلى الله توبةً نصوحاً، وعاهدته على الطاعة، وعاهدته على الإنصاف، وعاهدته على خدمة المسلمين، وعاهدته على الإنفاق في سبيله، لاحظ نفسك: هل تبدل هذا العهد مع مرور الأيام ؟ المنافق الفاسق ينقض عهده مع الله.
﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (27) ﴾
لهذه الآية معانٍ كثيرة، الأنبياء جميعاً دعوتهم واحدة، فالذي لا يفرِّق بين الأنبياء، يجعل كل الأنبياء مبعوثين من عند الله عزَّ وجل معهم كتاب الله، يعتقد بالأنبياء جميعاً اعتقاداً صحيحاً، هذا لم يقطع ما أمر الله به أن يوصل، هذا معنى، وهناك معنى آخر: كل إنسان يدعو إلى معصية يقطع الناس عن الله عزَّ وجل وقد أمروا أن يتصلوا بالله، أية بدعة، بدعة فيها اختلاط ـ عرس مختلط ـ هذا العرس المختلط بدعةٌ فيه دعوةٌ إلى القطيعة مع الله، حينما يُمَتِّعُ الإنسان بصره بمن لا تَحِلُّ له كانت هذه المتعة المحرَّمة حجاباً بينه وبين الله، ماذا فعل من دعاه إلى هذا الحفل ؟ قَطَّعَ علاقات الناس بالله عزَّ وجل.
والحمد لله رب العالمين
====
حسن رزق
المصدر: حسن رزق
ساحة النقاش