الدكتور حسن عثمان دهب
جامعة كوبنهاجن . الدنمارك
تحدث كثيرون بعضهم بواقع التشفي و اخرون بسبب الانفعال ،ولكن لم نر حتي الان حكما موضوعيا يخرج من ثنايا المجتمع لكي يقول قوله في فترة دامت اكثر من ثلاثين عاما. وقبل ان نري كيف تحاكم الشعوب المتحضره حكامها، فانني اريد ان اتعرج الي اجداد هذه الامة من فراعنة خاصة هؤلاء الذين بنوا وشيدوا اعمدة هذه الحضارة التي لازالنا نفتخر ونتباهة امام العالم بها، والعالم لا يجادلنا بل يوافق ويقول باعتزاز ان الحضارة الانسانية بدأت من هنا :انتم ياابناء وادي النيل حملتم مشاعل النور لضيئوا كهوف الظلام وتعبدوا للعلم الانساني والقيم الاخلاقية والعدالة تطرق المعرفة الانسانية
ماذا قال المصري القديم علي مقابرة طمعا فى العودة الابدية :
انا لم اوقف مجري ماء , او الحق ضررا بالزراعة, لم اضرب طفلا او امرأة, احترمت القانون وحققت العدالة وتروي الدكتورة نعمات احمد فؤاد عن فرعون قائلة: كان عند قرعون اي اليت العطيم : الرجل سيف اي دولة
الرجل قانون اي حضارة
الرجل بناء اي ثقافة
كتب الفراعنة انهم حكموا بالعدل ولم يعضبوا الالهة واحافظوا علي مياة النيل نقية طاهرة . هكذا كانت اغظم حضارت الارض نقاء, عادلة ,صديقة للبئية ومقدسة للالهة الذين حموا المصري من الشر وغدر الايام
العقد الاجتماعي
مع بداية عصر النهضة الاوروبي والمفكرين الاوروبيي امثال روسو, وجون لوك وهوبزعملوا فى وضع مبادئ للعلاقة بين الحاكم والمحكوم او ماسمي بالعقد الاجتماعي
تم تحديد والتزمات الفرد داخل الجماعة والتزام الحاكم تجاة المواطن من خلال علاقة منتخبة تحقظ حقوق الطرفين.ويري روسو ضرورة التزام الفرد بالقواقيين التي يشرعها المشرع ، بل اجباره علي الالتزام ، مقابل احترام الحاكم الممثل فى البرلمان علي حماية الحقوق الاساسية للمواطن من خلال علاقة تقوم علي حرية اختيار ممثل المواطن كما اوضح جون لوك في شكل اعضاء البرلمان
وهنا تجد ان اختيار الحاكم بمثابة تكليف من قبل الشعب من اجل حمايتهم وحماية مصالحهم ويحاسب الحاكم طبقا للقانون الذي حدده المشرع فى العلاقة بين الطرفين
الذمة المالية
تحدد الدساتير الاوروبية الذمة المالية للرئيس ويعاقب بشدة في حالة الاخلال بالذمة المالية او الحاق ضرر بحق المجتمع بما يشمل سوء استخدام السلطة لتحقيق مكاسب شخصية له اوعائلته اوشخص مقرب من الانتماء الحزبي. السجن يصل الي المؤبد ولكن فى حالة الخيانة لمصالح الوطن فى السجن والاشهار به كخائن
الانتخاب الحر
مع بداية القرن الثامن عشر بدأ روساء حكومات الدول الفربية يأتوا من خلال صناديق الافتراع ،ومع تراجع سلطة الملوك بحيث اصبحت شكلية، وتأخذ طابع التراث وحماية التقاليد ، ولكن لا شأن هؤلاء بالامور السياسية او كيف تدار البلاد
دول العالم الثالث
بدأ هذا المصطلح يظهر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية استقلال الدول التي كانت تحت سيطرة الدول الاوروبية في شكل مستعمرات. استخدمت شعوب هذه الدول وسائل مختلفة للحصول علي الاستقلام مثل الطرق السلمية قكما حدث فى الهند او الكفاح المسلح في جنوب افريقيا او بواسطه الانقلابات العسكرية
الانقلابات العسكرية سمة من سمات حكام العالم العربي حيث بدأ معظمهم برفع شعارات التحرر والنهضة الصناعية، ولكن انتهي بهم المطاف الي توريث السلطة الي ابنائهم او الرجوع الي ما قبل عصر التنوير في اوروبا او ما يعرف بالعصور الوسطي. وهنا نجد ان الدساتير تم احراقها ووضعها فى صناديق القمامة
محاسبة مبارك
قد يكون من العدل ان لا يحاسب مبارك علي تزرير الانتخابات علي اعتبار ان ظاهرة التزور كانت سائدة فى جميع الدول العربية والعديد من دول العالم الثالث
مبارك لم يكن وحده بل سبقة الاسد السوري وبومدين الجزائري والعقيد القذافي الذي لا يخجل وثقول انه ليس رئيسا وبالتالي لا يحاكم او تحاكم اسرته الخ
علي اي اساس نحاكم مبارك
اولا الخيانة العظمي فى تعريص مصالح الوطن من اجل تحقيق مصالح له او لعائلة او احد المقربين منه. وهنا نجد عدة قضايا واهمها قضية بيع الغاز لاسرائيل باقل من سعر التكلفة مقابل تحقيق ثراء شخصي له او عائلته
ثانيا الفساد والسماح لافراد عائلته من التكسب غير الشرعي بسبب استغلال وظيفته من خلال الحصول علي قروض ميسرة او تراخيص لا يحصل عليها المواطن العادي او الاعفاء من رسوم يقرها القانون علي جميع المواطنيين
ثالثا تخلف المجتمع المصري علميا بسبب تراجع التعليم وعدم المباله فى المنظومة التعليمية
رابعا انتشار الامراض الوبائة داخل المجتمع بسبب عدم المبالة وانتشار الفساد الصحي
خامسا زيادة معدل الهجرة للعقول المصرية التي دفع المجتمع ثروات في تنميتها من خلال التعليم والبعثات الخارجية ، وبدل ان ترجع لتطوير مصر ذهبت لدول اخري حيث انها، خرجت بسبب الاضهاد السياسي او عدم تواجد قرصة عمل ملاءمة لهم
ساحة النقاش