بقلم الدكتور خسن عثمان دهب Hassan Osman Dahab
قد يتسأل البعض هل السودان سوف يسير مثل بقية الدول العربية المحيطة والمؤثرة فى تاريخه مثل مصر وتحدث الثورة الشعبية التي تطيح بالنظام العسكري الحالي وتأتي بنظام ديمقراطي يحترم ويحمي الحريات ويسمح بالمشاركة فى الحكم. علي ما يبدو لي انها احلام العديد من القوي المثففة السودانية ، ولكن السؤال هل تغيير النظام الحالي فى صالح الشعب السوداني ام ان تغييره يؤدي الي كارثة ويزيد من النشاط الانفصالي وربما ينتهي بالسودان الي دويلات صغيرة تتحارب فيما بينها وتتصارع علي الثروات الطبيعية الي ماشاء الله؟
هناك عدة سناريوهات تواجة السودان فى المرحلة القادمة
اولا سيناريو الثورة: فى العاصمة الخرطوم وبعض المدن الاخري مثل واد مدني وعطبرة و بورسودان وحينما اشير الي هذه المدن علي اعتبار ان اغلبية سكانها من الشماليين الذين لديهم القسط الاكبر من التعليم والوعي السياسي. وهنا قد يتدخل
الجيش لحسم الامر لصالح النخبة الحالية او يحدث انقلاب عسكري جديد.
ثانيا سيناريو الانفصال : هناك احتمال كبير ان تستغل المنظمات المسلحة الاوضاع السيئة خاصة التدهور الاقتصادي والصارع السياسي الحالي بين الشمال والجنوب وانشغال الجيش فى الاحتفاظ بمنطقة ابيي وتقوم بالسيطرة علي ولاية كردفان مع دعم امريكي واسرائيلي.
ثالثا سيناريو الأنهيار: مع افلاس اقتصادي للسلطة الحالية وبالتالي حدوث فوضي كاملة . ان هذه الفوضي لا قدر الله هي اسوء ما يمكن ان يحدث للسودان وشعبه خاصة خاصية التنوع العرقى والمتماسك حاليا قد يتحول الي نقمة من خلال صراعات عرقية في اغلبية المدن السودانية ا
لاتوجد رؤية محددة لحل شافي للازمة السودانية ، خاصة شبح الفوضى وانهيار المنظومة الامنية الا من خلال توافق شعبي علي اتخاذ خطواتجرئية او مايحب البعض بان يطلق عليها قرارات شجاعة تتمثل فى الاتي:
ما هو الحل ؟
اولا السعي نحو الوحدة مع مصر خاصة الوحدة الاقتصادية وترجمة قرارت هجرة الفلاحين المصريين بصورة تدريجية الي مناطق التوتر وبالتالي انعاش اهالي هذه المناطق باوضاع اقتصادية جيدة مما يؤدي الي
تقليل حدة التوتر والاستمتاع بالفائدة الاقتصادية
ثانيا الوحدة تعني دعم الامن السوداني بسبب دخول مصر كقوة عسكرية ضاربة تمنع الانفصال وحركات التمرد التي تعتمد علي ضعف الدولة وانشغالها بصراعات الداخلية.
الوحدة تعني دولة ديمقراطية في السودان علي اعتبار ان الشطر الشمالي المتمثل فى مصر اصبح ديمقراطيا، بالتالي الشطر الجنوبي.
قد يتخوف بعض السودانيين من السيطرة الهجرة المصرية ، ولكن ينبغي ان لايكون هذا الامر مدعي للخوف بل علي العكس للاستقرار، فعلي سبيل المثال يقيم فى مصر الان ما يقرب الي خمسة مليون سوداني مقابل حوالي مليون ونصف مصري فى السودان ولم يمثل هؤلاء خطرا علي البلدين. أن هذا الخوف لا مكان له فى هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ الشعبين. اننا نري ان السودان اكثر الدول العربية ملائمة للاستثمار المصري والتفاعل السياسي والاقتصادي ، وربما تحدث المعجزة فى انضام ليبيا الثورة الي هذا التكامل لكي تجعل الوحدة متكاملة.
انني ادعو الي المشاركة فى النقاش بين المصريين والسودانيين فى حوار يتسم بالجدية أنطلاقا من المصلحة العامة للطرفين .
والله الموفق
د.حسن عثمان دهب
استاذ فى جامعة كوبهاحن سابقا وعمل فى كل من جامعتي صنعاء وقاريونس بنغازي ليبيا
ساحة النقاش