الكتاب : الجندر  ( المنشأ – المدلول – الاثر )

المؤلف : كاميليا حلمي – مثنى الكردستاني

في ظل الهجمة الشرسة على مؤسسة الاسرة واستهدافها ومحاولة اخراجها باعتبارها وحدة اساس من وحدات المجتمع المدني ...كان هذا الكتاب الذي قدم كأحد الابحاث في مؤتمر ( الاسرة في ظل العولمة ) الذي نظمته جمعية العفاف الخيرية .

يعد هذا الكتاب الاول من نوعه من حيث الموضوع وطريقة البحث , حيث يتناول الكثير من القضايا الهامة ويعرضها للقارئ والباحث ليكونا على بينة لخطورة ما يجري من استهداف للاسرة والقيم , ليست الاسلامية منها فحسب بل والانسانية ايضا .

-         ان المراة انسان , ومكافئة للرجل , ولها كل ما للرجل من حقوق ولا بد ان تكون حرة في جميع اختياراتها , وان انوثتها لا تمنعها عن أي شيء يمكن ان يفعله الرجل .

بمثل هذه الافكار الهدامة يستعرض الكاتب فصله الاول الذي جاء تحت عنوان ( منشأ مصطلح الجندر – الحركة الانثوية ) , ويسلط الضوء على تاريخ الحركات الانثوية التي ارتبط المصطلح بها , وبيان المراحل التي مرت بها تلك الحركات منذ بداية ظهورها الى المسرح السياسي والاجتماعي والثقافي , حتى وصولها الى شكلها الحالي بمطالباتها المعروفة , وكيفية تطور اطاريحها , وتاثرها بالمفاهيم التي سادت في تلك المراحل .

-         يمثل مصطلح الجندر ( Gender  ) " المصطلح المنظومة " الذي تدور حوله معظم مصطلحات الامم المتحدة , وهو مصطلح مضلل ظهر لاول مرة في وثيقة مؤتمر القاهرة للسكان سنة 1994 في ( 51 ) موضعا , منها ما جاء في الفقرة التاسعة عشرة من المادة الرابعة من نص الاعلان الذي يدعو الى تحطيم كل التفرقة الجندرية .ولم يثر المصطلح احدا , لانه ترجم بالعربية الى ( الذكر / الانثى ) , ومن ثم لم ينتبه اليه .

يتحدث الكاتب في الفصل الثاني عن ( الجندر في وثائق الامم المتحدة الدولية ) , ويكشف عن الوثائق والتعريفات والنصوص التي احاطت بهذا المصطلح , ويقدم نماذج لنصوص المنحرفين عن القيم الانسانية الذين يرفضون الخطاب الديني ويريدون الخطاب النسوي الابداعي الجديد !!!

-         لا بد من فصل شؤون المراة عن المواضيع الدينية , فموضوع المراة اجتماعي خاضع لتطور الزمان والمكان , ويجب ان يفهم ويعالج على هذا الاساس .

بهذه التصريحات الغربية  يدور الفصل الثالث في طرحه ( اثر الحركة الانثوية على العالم العربي وانتقال مصطلح الجندر الى التطبيق في العالم العربي ) . يتناول الكاتب في هذا الفصل المراحل التي مرت بها الحركة النسوية العربية , ثم ينتقل الى طرح اهم الافكار والمطالب التي سوقت باسم حقوق المراة العربية وجاء منها :

( التشكيك في صحة الدين عن طريق بث الشبهات , الاجتهاد بدون مجتهدين , المساواة المطلقة ,ملكية المراة لجسدها ).

-         ان لجنة المراة في الامم المتحدة شكلتها امراة اسكندنافية , كانت تؤمن بالزواج المفتوح ورفض الاسرة , وكانت تعتبر الزواج قيدا , وان الحرية الشخصية لا بد ان تكون مطلقة .

بالعولمة والفوقية وادعاء الحرية يدخل الكاتب الى فصله الرابع تحت عنوان ( عولمة الفكر النسوي الجديد ) , ويتحدث الكاتب عن الاليات المستخدمة لعولمة الفكر النسوي الجديد ومنها : المؤتمرات والاتفاقيات الدولية , والمنظمات الاهلية , والتمويل الاجنبي , والاعلام ) , ويشرح هذه الاليات ومن ورائها من العابثين في القيم والاخلاق الانسانية , ويحذر خاصة من الية الاعلام التي تعتبر شريك العولمة ووجهها الاخر .

وفي قراءة عاجلة في بعض الوثائق الدولية للمراة يختم الكاتب فصله الاخير  بعرض نصوص المؤتمرات والاتفاقيات الدولية التي تعمل على هدم الاسرة المسلمة وتبيح كل ما حرم الشرع , وتثير الدعوة الى الحرية الجنسية والاباحية للمراهقين والمراهقات , وتفرض مفهوم المساواة الشكلي المطلق , والتماثل التام بين الرجل والمراة في كل شيئ بما في ذلك الواجبات : كالعمل , وحضانة الاطفال , والاعمال المنزلية , وفي الحقوق : كالميراث