أ.د/ هاني جرجس عياد

اْستاذ جامعي وكاتب صحفي

<!--

<!--<!--

القيادة هي القدرة على التأثير وتحفيز الأفراد للقيام بأمر ما يوصل لتحقيق الأهداف . وإن للقيادة أهمية يمكن الشعور بها من خلال :

1- إنها حلقة الوصل المتمثلة بالقوة التي تتدفق لتوجيه الطاقات بأسلوب متناسق.                     

2- السيطرة على مشكلات العمل ورسم الخطط اللازمة لحلها .  

3- مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المنظمة .

4- تدعيم السلوك الايجابي والتقليل من السلبيات . 

5- وضع إستراتيجية راشدة في عملية تحريك محفزة نحو هدف سام.

وللقيادة أنماط وخصائص عديدة ، فمنها :

1- القيادة الاتوقراطية :

 يتميز القائد الاتوقراطى بمحاولة تركيز كل السلطات والصلاحيات في يده ، فهو يتولى القيام بكل صغيرة وكبيرة ، فلا يشرك معه احد في مباشرة وظيفته ، فهو يتخذ من المركزية المطلقة أسلوبا في العمل ، فهو لا يفوض سلطاته حتى البسيطة منها .  بل يسعى دائما لتوسيع دائرة سلطاته وصلاحياته . وينفرد القائد في هذا النمط بوظيفة اتخاذ القرارات ووضع السياسات والخطط دون مشاركة من مرؤوسيه أو حتى استشارتهم في ذلك .

2- القيادة الديمقراطية :

تقوم فلسفة هذه القيادة على مبدأ المشاركة وتفويض السلطات ، فالقائد الديمقراطي يتفاعل مع أفراد الجماعة ويشركهم في عملية اتخاذ القرارات ويتوسع في تفويض السلطات والصلاحيات لمرؤوسيه . فهو يباشر مهامه من خلال جماعة التنظيم . ومن مزايا هذا الأسلوب : رفع معنويات المرؤوسين ، وخلق الثقة في نفوسهم ، وزيادة التعاون ، ومضاعفة الإنتاج . وفى هذا الأسلوب يشعر أفراد التنظيم بان القرار قرارهم ، فيتمسكون به ويعملون على تنفيذه التنفيذ السليم لارتباطهم العضوي به . 

3- القيادة الحرة :                                                 

 يختلف هذا الأسلوب في القيادة عن كل من الأسلوبين السابقين ، وتسمى أيضا بقيادة ( عدم التدخل ) . فالقائد الذي يستخدم هذا الأسلوب في القيادة لا يؤدى في حقيقة الأمر اى عمل يذكر ، فهو يقوم فقط بإخبار المرؤوسين بالهدف المطلوب تحقيقه ، ثم يتركهم يفعلون ما يشاءون دون التدخل فيهم سواء أتعاونوا أو لم يتعاونوا ، يعملون أو لا يعملون ، فهذا شان خاص بهم ولا يشترك القائد بموجب هذا الأسلوب في تنظيم شئون المرؤوسين أو التنسيق بينهم ولا يتدخل في اى أمر أو يوجه أو يفصل في اى شيء  . ويغلب على هذا النوع من القيادة عمومية التعليمات وعدم الاستقرار وإهمال معظم جوانب النشاط ، هذا بالإضافة إلى إضاعة الكثير من الوقت وازدواج الجهد وأيضا تضارب في الاْعمال .

3- القيادة الموقفية (الظرفية) :

يشير هذا الأسلوب من القيادة عندما يستوجب على مدير المنظمة ضبط أو تغيير أسلوبه ليتناسب مع مستوى التنمية لمن يحاول التأثير عليهم ، النمط والأسلوب قد يتغير لتستمر تلبية حاجات الآخرين في المنظمة استنادا الى الوضع اْو الحالة .

رغم أن القيادة الاقناعية تعد أكثر مناسبة من القيادة الارغامية ، إلا أن القائد الناجح الكفء هو الذي يعتمد في سياسته على خليط من الإقناع والإرغام والديمقراطية ويجمع بينهما ، فهو يشعر مرؤوسيه باْن مقترحاتهم يمكن أن يؤخذ بها ، ويجعلهم يشاركون في اقتراح الحلول المناسبة للمشاكل ويساهموا في تقويمها ، كما أن بعض سلطاته يمكنه أن يفوضها اليهم ، وهو يستطيع أن يقنع الأعضاء بقبول قراراته والأهداف التي يختارها ، ولكنه يحتفظ لنفسه بسلطة إصدار القرار النهائي ، وهو بقدرته وقوته يستطيع أن يرغم الأعضاء بسهولة على قبول قراراته التي يتخذها وأهدافه التي يحددها ، كما اْنه بذكائه وكفاءته يقنعهم ويجعلهم يتقبلونها ، باْن يتجنب استخدام القرارات التي تثير عداءا عاما ، والحقيقة اْنه لا يوجد نموذج قيادي محدد يعد هو الاْكفاْ ، ولكن الموقف القائم هو الذي يحدد أسس القيادة الناجحة لمواجهة موقف بذاته .

فكل موقف قيادي تتفاعل فيه ثلاثة مؤشرات أساسية هي التي تحدد نمط القيادة ونموذجها الواجب التطبيق ، وهى ( القائد من حيث أبعاد شخصيته واتجاهاته وسلوكه ، والتابعون في ضوء احتياجاتهم ودوافعهم واتجاهاتهم ومشاعرهم وخصائصهم ، والظروف التي تحيط بالموقف من ناحية طبيعة المشكلة القائمة وظروفها وأبعادها والوقت المتاح لاتخاذ القرار فيها ) .

وبوجه عام القائد الناجح هو القادر على تحديد نوع النموذج القيادي الأنسب لمواجهة موقف معين وذلك في ضوء تقديره وتصوره ، وهو بوجه عام يتخذ أسلوب القيادة الاقناعية أساسا لسياسته ، وهو يملك أيضا القوة التي تمكنه من إرغام مرؤوسيه على قبول قراراته عند اللزوم ، فيتبعه المرؤوسون اقتناعا وثقة وحبا وتقديرا .  

وهناك بعض الاعتبارات الهامة التي تجعل من القائد صالحا لعملية القيادة ، هي :  

1- الاقتناع بأهداف المنظمة : 

 من أهم السمات التي يتصف بها القائد ، القدرة على وضع الخطط المناسبة ، بمعنى رسم السياسة الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة والغايات المأمولة . والقائد أذا لم يكن مؤمنا ومقتنعا بأهداف المنظمة فانه لا يستطيع أن يقنع الآخرين . فبالاقتناع بالأهداف وإمكانية تحقيقها سوف يبعث على الحماس والتفاني لدى أفراد المنظمة . فالقائد المؤمن بالهدف المقتنع بإمكانية تحقيقه سوف يملا نفوس مرؤوسيه بالحماس ويرفع من روحهم المعنوية ويجدد طاقاتهم ويدفعهم للمزيد من البذل والعطاء .

  2- التطلع إلى الأمام : 

تتطلب القيادة الناجحة الطموح وعدم الركون للجمود ، فالقيادة تتطلب العمل المتواصل لإحداث التغيير وتحقيق التطوير ، ذلك إن التجديد والابتكار والإبداع سمات يجب أن يتحلى بها القائد ليجعل من يوم المنظمة أفضل من أمسها وغدها أفضل من يومها .

3- فهم العوامل البيئية :

إن المنظمات على اختلاف أنماطها وأحجامها ووظائفها وأدوارها لا تعيش في فراغ ، بل تعمل في إطار بيئات تحكمها ، سياسية \ اقتصادية \ اجتماعية . ومسئولية القائد تفرض عليه أن يراعى تلك الظروف المختلفة وتأثيراتها المحتملة على أعمال المنظمة ونشاطاتها .                                   

4- التصرف على مستوى المسئولية :

إن القيادة مسئولية والتزام ،  القيادة الناجحة ترتبط بالإقدام وليس بالإحجام . والقائد المسئول هو الذي يرتفع بشخصيته وبوظيفته إلى مستوى المسئولية . وتتجلى مسئولية القائد عندما تسوء الأمور . وهنا تتطلع المنظمة إلى تصرف القائد ومعالجته للأمور وهو الاختبار الحقيقي للقائد  ،  فان الشدائد تصنع الرجال . والقائد الناجح هو الذي يتصف بالشجاعة وقوة الإرادة  ،  وهو الذي يدرك أن هناك أساليب عديدة لمواجهة الموقف الواحد .

5- مراعاة المصلحة العامة :

 القائد الناجح هو الذي ينتمي إلى الجماعة ويؤثر المصلحة العامة على مصلحته الشخصية ويشجب كل مظاهر الموالاة والتحيز ، ويعمل على انجاز الأعمال في منظمته بكفاءة وفاعلية تقوم على العلاقات الإنسانية السليمة .

إن القادة هم ثروة يمتلكها المجتمع ، لذلك اهتم الباحثون في استثمار هذه الثروة ودراسة  جميع المؤثرات  التي  تحافظ عليها ، وما  يتعلق  بها  من  أبعاد  وجوانب مختلفة ، والتعرف على الخصائص المميزة لها ، واستكشاف محدداتها الأساسية ، وبما يعين  على  التوظيف  الكفء  للمعلومات التي تترتب على هذه الجهود العلمية ، والإفادة منها في مواقف اكتشاف  العناصرالقيادية وتنمية مهاراتهم وتقليل الفاقد .

 

 

 


 

 

                                                                                                          

                                                                                        

 

                                                                                       

 

 

                                                                               

 

 

 

 

 

 

 

 

       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                    

                                                           

 

                                                                        

 

 

 

 

المصدر: منشور بجريدة الجزائر الجديدة – الجزائر – بتاريخ 1-7-2013م
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2015 بواسطة hany2015

ساحة النقاش

أ.د/ هاني جرجس عياد

hany2015
اْستاذ جامعي وكاتب صحفي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,623