<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
الأسرة هي وحدة التكوين الأولى للمجتمع ، وبتماسك هذه الوحدة يتحقق تماسك المجتمع ،فطالما كانت الأسرة على قدر كبير من التماسك والاستقامة صلحت شؤون المجتمع واستقامت أموره ،ويتحقق التماسك في الأسرة إذا ما ساد الوفاق بين الزوجين ،وامتد ظله على باقي أعضاء الأسرة ، فأصبح جو الطمأنينة والاستقرار هو السائد في الأسرة بما يحقق الراحة النفسية لأفرادها ، ويحميهم من مؤثرات الانحراف ،ويدعم تماسك الأسرة وقوة صلابتها .
ويعرف التماسك الأسري بأنه زيادة العلاقات الموجبة التي تدور في المحيط الداخلي للجماعة،فكلما ازدادت العلاقات ازداد تماسك الجماعة ،وكلما تشتت هذه العلاقات،واتجهت نحو الجماعة الخارجية ضعف التماسك الداخلي .
ويتحقق التماسك الأسري عبر خمسة مقومات أساسية :
المقوم البنائــي: ويتطلب وجود أسرة متكاملة من أب وأم وأبناء وغيرهم إن وجد .
المقوم الديـني : وهو أهم المقومات التي تؤدي إلى زيادة التماسك والوحدة بين أعضاء الأسرة،ويزيد من تماسك الأسرة فكرياً ومعنوياً ويقيها من التفكك والانحراف .
المقوم العاطفـي : ويعتمد على ما يسود الأسرة من عواطف إيجابية تربط بين جميع أعضائها،تتجلى في الحب والتقدير والاحترام المتبادل .
المقوم الاقتصادي:ويتمثل في قدرة الأسرة على إشباع الحاجات المادية لأفرادها المنتمين إليها،بحيث يشعر الفرد بالأمن والسعادة لانتمائه إلى هذه الأسرة .
المقوم الصحي : ويقوم على مدى خلو الأسرة من الأمراض المختلفة ،وخلوها من الأمراض الوراثية على وجه الخصوص، ومدى قدرة أفرادها على الترابط والتماسك ومواجهة أزمات المرض وما تخلفه من تبعات .
وبناء على ما سبق فإن أي خلل أو قصور في أحد هذه المقومات يمكن أن يدفع بالأسرة إلى التفكك،ويوتر العلاقات داخلها ويثمر مشكلات أسرية مختلفة.وقد يأخذ هذا التوتر مستويات مختلفة :
أ-مستوى عدم التوافق الأسري المزمن:يتمثل في غياب المقوم العاطفي اللازم لتحقيق التماسك الأسري،وذلك عندما تصاب العلاقات الأسرية بقدر ملحوظ ومستمر من الفتور والاختلاف في التوجهات،والفقر العاطفي،مع قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الطرف الآخر ،والقيام بما عليه من واجبات، يستمـر في ضوئه البنيان الأسري قائماً ،في جو من الفتور العاطفي وضعف التواصل ،ومن شأن ذلك أن يخرج أفراداً يعانون من الحرمان العاطفي ، أو آخرين متمركزين حول ذواتهم .
ب- مستوى التفكك الأسري المعنوي:تتمثل في غياب أكثر من مقوم من مقومات التماسك الأسري،أبرزها المقوم الديني والعاطفي والاقتصادي ،وقد يتأثر بذلك المقوم الصحي .
فغياب الوعي والثقافة الدينية من شأنها أن تظهر مشكلات سلوكية عدة ،والحرمان العاطفي_كما سبق وأشرنا_ يؤدي إلى عدم التوافق ،وغياب المقوم الاقتصادي أو ضعفه يجعل الأسرة عاجزة عن تحقيق احتياجات أفرادها،وفي ظل هذه المشكلات الأسرية المختلفة ينشأ التوتر ضمن علاقات الأسرة ،ولكن تظل الأسرة باقية _ولو بشكل صوري_ ضمن المقوم البنائي .
ج- مستوى التفكك المعنوي والمادي : تنهار هنا جميع مقومات التماسك الأسري بما فيها المقوم البنيوي بانفصام العلاقة الزوجية ،ونقض الميثاق الغليظ وحدوث الطلاق وحرمان الأبناء من أحد الوالدين أو كليهما.
وجميع المستويات السابقة للتفكك تشكل وضع أسري متأزم يطلق عليه مشكلات .
ساحة النقاش