كثيرًا ما نرى أسرة من زوج وزوجة وأبناء، أيًا كان عددهم، يجمعهم بيت واحد، ولكن تسود أركانه موجة من البرود والجفاء والجمود، وحين نتساءل ما الذى أدى بهم إلى هذا الحال بشكل أو بآخر، نجد التباعد الثقافى بين الزوجين من الدعائم الأساسية التى تؤدى إلى هذه الحالة"، ويضيف "التباعد الثقافى كمفهوم إجرائى، يعنى أن يكون للرجل ثقافة وأفكار وممارسات وطقوس ووجهات نظر تختلف اختلافًا كبيرًا مع المرأة قد يصل إلى درجة التصادم بينهما أكثر من مرة، ولا أحد من المتخصصين بالعلوم النفسية ينكر أو يغفل أن للرجل والمرأة ثقافة مختلفة، قد يتفقان وقد يختلفان ولكن إن وصل الأمر إلى التصادم فهنا تكمن المشكلة".
  "قد يكون للتباعد الثقافى أسباب كثيرة، منها على سبيل المثال أن الزوج ينتمى إلى طبقة اجتماعية مختلفة عن طبقة الزوجة، فمستوى التعليم والثقافة العامة قد يكون أقل أو أكثر والأهم من هذا وذاك مرونة الرجل، فالعديد من الرجال لا يتقن فن التعامل مع المرأة، فإن هذا الفن يحتاج إلى أدوات يغفل عنها الكثيرون من بنى جنسى، من ناحية أخرى قد يكون للتباعد الثقافى بين الزوجين تبعات أخرى أكثر حده وفظاظة من الممكن أن تؤدى إلى نتائج لا نحمد عقباها منها على أقل تقدير أن تتخذ المرأة من زوجها عدوا لها وكأن تتمنى لو لم يُخلق من الأساس وتدور كل أحلام وكوابيس المرأة عن أى الطرق التى قد تكون السبيل وطريق الخلاص من هذا الرجل".

أن هذا التباعد والتنافر بشكل أو بآخر يوجد بيننا ولكنه يتزين ويتجمل، ولكن دعونا نتلمس بصيص من الأمل وهذا من الممكن إنجازه وتحقيقه أولاً بالصبر فهذه المشكلة ليس لها عقار يخلصنا منها ولكنها علاقات اجتماعية وإنسانية وجدانية وسلوكية لا تُحل إلا بإعادة ترجمة وفك طلاسم هذه العلاقات المرتبكة، وبعد الصبر يأتى الحوار المحدد والهبوط من أعلى إلى أسفل بمعنى آخر أن ينزل الأكثر عقلاً وثقافة إلى الأقل ولا يشعره بأنه أقل منه على المستوى الثقافى، وخصوصاً لو كان الأقل هو الرجل ويبدأ الحديث من المنطقة التى يقف عندها الرجل ونرتقى إلى أعلى".