أن انصراف الإنسان وتركيزه على كثرة الحديث وإشعار الناس بأنه عالم لا يعرف معنى الجهل ولا توجد معلومة لا يدرى عنها ولا يقول فيها رأيا أوحلا لأى مشكلة يجعله شخص غير فعال بالحديث وليس بالأفعال الحقيقية ويؤدى إلى إصابته بنوع من الحاجز النفسى عن المعرفة، ويصاب بنوع من الازدواجية والغصب النفسى من ذاته بسبب كذبه على نفسه.
أن كثرة الحديث يؤدى الى إحساس الإنسان بالتناقض الشديد، فهو يشعر بداخله وبينه وبين ذاته أنه إنسان ناقص جاهل لا يعلم علن هذا الأمر شيئا ولا يعرف لهذه المشكلات حلا، ولكنه يعاند نفسه ويكذب على ذاته ويقنعها بأنه يعلم ويقنعها بأن ترتضى الكذب لأنه سيخلق له صورة جيده فى عيون الناس، فيبرر لعقله ولكن لا يبرر لنفسيته التى تعانى من اضطراب شديد بسبب هذا التناقض الذى يعلمه هذا الإنسان جيدا ويتعامل معه ويزيده .
كما يعطل هذا الأسلوب فى التعامل الإنسان فى التخلص من مشكلاته النفسية وتغطيتها بكذبة أخرى ويقنع نفسه بها، ويشعر فيها الإنسان بأنه يحمل بداخله وجهين لشخصية واحدة يتعامل بوجه مع الناس ووجه مع ذاته، وهو ما يجعله يدخل فى دوامة الغضب من النفس والاضطرابات التى لا تنتهى.
ساحة النقاش