انتشر فى فترة الربيع الأخيرة حالات عديدة من الهربس العصبى، مما دفع الكثيرين للاستفسار عنه، فالهربس العصبى، كما يوضح دكتور محمد لطفى الساعى استشارى الأمراض الجلدية هو التهاب فيروسى حاد فى الجلد يظهر على هيئة حويصلات فى مسار عصب حسى معين.
ويتميز بوجود ألم شديد لذا يسمى ﺒ (الحزام النارى) حيث إنه يأخذ جزءا محددا من الجلد تبعا للعصب المصاب وكأنه حزام يفصل هذا الجزء الشديد الألم والأحمر اللون، كأنه نار، عن باقى الجسم. الفيروس المسبب له هوVaricella-Zoster Virus وهو نفس الفيروس الذى يسبب الإصابة بمرض الجديرى المائى، عند الإصابة للمرة الأولى بالجديرى فيظل الفيروس كامنا فى العقد العصبية لعدة سنوات، وعندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد فى صورة الهربس العصبى.
وعادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن (أكثر انتشارا فوق سن الخمسين)، ضعف المناعة لأى سبب، والتعرض لتوتر وانفعال شديد، ويظهر على صورة طفح جلدى على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار. بعد أسبوع إلى أسبوعين تجف هذه الحويصلات مكونة قشور، ثم تبدأ تلك القشور فى التساقط تدريجيا حتى تختفى تماما بعد ٢ إلى ٣ أسابيع.
ويتميز هذا الطفح الجلدى أنه فى جهة واحدة من الجسم وأكثر المناطق التى تصاب بالفيروس هى منطقة الصدر والجزع، وأحيانا تصاب منطقة الوجه والرقبة والتى قد تؤدى لحدوث مضاعفات فى الفم أو العين. وأحيانا يحدث شلل فى الوجه، فقدان السمع، فقدان التذوق فى جهة واحدة من اللسان. الألم شديد أو وخز نارى: يكون مصاحبا للطفح الجلدى أو يسبقه تضخم فى الغدد الليمفاوية التابعة للجزء المصاب.
وهناك أعراض أخرى قد تصاحب المرض: ارتفاع درجة الحرارة، إحساس بالضعف العام، صداع، ألم بالمفاصل، ألم بالبطن. يعتمد تشخيص الهربس العصبى على ظهور الطفح الجلدى المميز له فى شخص قد أصيب سابقا بالجديرى المائى.
أما عن المضاعفات فهى:
التهابات بكتيرية للجلد المصاب، فقدان حاسة التذوق، فقدان النظر، فقدان السمع، شلل فى الوجه وبعض الأحيان تكرار حدوث المرض لكن نادرا ما يحدث ذلك حيث إن ٩٩ % من الحالات لا يتكرر حدوث المرض بعد الشفاء منه.
العلاج:
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبى تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه وفقط يكون العلاج لأعراض المرض، مضاد للفيروسات: يساعد فى تقليل مدة المرض، الألم، وأيضا المضاعفات المحتمل حدوثها، كما يعتبر حماية للمريض إذا كان يعانى من نقص المناعة، ويفضل استخدامه خلال ٢٤ ساعة من ظهور الألم، ويكون فى صورة أقراص تؤخذ ٤-٥ مرات يوميا لمدة ١٠ أيام، وأحيانا يعطى حقنا بالوريد إذا كان المريض يعانى من نقص شديد فى المناعة.
مسكنات: لتهدئة الألم كما يساعد أيضا على تهدئة الألم عمل كمادات باردة على الجلد المصاب، مطهرات موضعية: مثل الكحول تركيز ٥٠ -٧٠ %، حيث يجب تطهير الجلد المصاب، ويجب تنبيه على المريض عدم إعادة استخدام الأدوات الشخصية له إلا بعد تطهيرها عن طريق الغسيل فى ماء مغلى.
الوقاية من المرض:
عدم ملامسة الأدوات الشخصية للمصاب إلا بعد الغسيل فى ماء مغلى. الابتعاد وعدم ملامسة جلد الشخص المصاب خاصة فترة تواجد الحويصلات لمنع انتقال العدوى (خاصة للسيدات الحوامل) وإعطاء لقاح الجديرى المائى للأطفال.
ساحة النقاش