بلد المنشأ :
أول براءة اختراع في بريطانيا
أمثلة لبعض المواد اللاصقة المستخدمة حديثا
وصف الاختراع :
تحتاج الكثير من الصناعات المواد اللاصقة بأشكالها المختلفة كجزء أساسي من عمليات التصنيع مثلما يوجد في الأثاث، والأحذية، والكتب، والمباني والسيارات. كما تستخدم المواد اللاصقة في الأنشطة الفنية والأشغال اليدوية. وهذه المواد اللاصقة هي عبارة عن بوليمرات لمواد قد تختلف من حيث الأصل و النشأة، فبعضها بوليمرات (مركبات تتكون من وحدات جزيئية مكررة) لمواد طبيعية مثل البروتينات الحيوانية ، و أخرى هي بوليمرات مخلقة من مواد كيميائية.
بدأت معرفة الإنسان بالمواد اللاصقة منذ زمن بعيد، عندما اكتشف علماء الآثار أثناء رحلات التنقيب أوان فخارية ترجع إلى 4000 سنة قبل الميلاد و قد وجدوا أن هذه الأواني قد تم إصلاحها باستخدام مواد لاصقة صنعت من عصارات الأشجار. كما استخدم المصريون القدماء تلك المواد اللاصقة في المقابر الأثرية و كذلك في صناعة ورق البردي.
اليونانيون القدماء استخدموا المواد اللاصقة في أعمال النجارة، و صنعوها من مكونات طبيعية مثل بياض البيض، والخضار، والحبوب، والدم ،والعظام، والحليب و الجبن. أما القطران و شمع العسل فقد استخدمهما الرومان في صناعة الصمغ. و تظهر المواد اللاصقة على نطاق واسع في الآثار اليونانية و الرومانية القديمة في الأرضيات الفسيفسائية و الجدران المزينة بالبلاط التي لا تزال على حالها منذ ألاف السنين.
وقد عرفت المجتمعات القديمة الصمغ عندما اكتشفوا أنه يمكن فصل و معالجة الكولاجين، وهو نوع من أنواع البروتين، الموجود في الأنسجة الضامة. ووجدوا أن هذا الكولاجين له خواص لزجة ومفيد في ربط الأشياء ببعضها. كما وجدوا أن مواد أخرى مثل بودرة الحليب وزلال الدم يمكن أن يستخدم في إنتاج الصمغ. يذكر انه في الفترة من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر استخدم كبار صانعي الأثاث المواد اللاصقة في أعمالهم و كانت تصنع من جلود الحيوانات و حوافرها بعد تحويلها إلى مادة جيلاتينية ثم تجفيفها ثم تحويلها إلى بودرة أو رقائق ثم تخلط بالماء ثم يتم تسخينها وبذلك ينتج الصمغ ذو اللون البني.
استخدمت النباتات أيضا في إنتاج المواد اللاصقة وتعرف باسم الصمغ النباتي وعادة ما تحتوى على النشا، التي توجد في الحبوب والخضروات. كما أمكن استخراج الصمغ من مكونات طبيعية أخرى مثل الآجار، المستخرج من الكائنات البحرية، والألجين من الطحالب، و الصمغ العربي المستخرج من أشجار "الأكاسيا" (accacia tree)، أما الصمغ البحري فهو يستخدم لسد الفجوات و يتكون من القطران.
تقريبا في عام 1700 أنشئ أول مصنع لصناعة المواد اللاصقة في هولندا من جلود الحيوانات بينما ظهرت أول براءة اختراع في صناعة المواد اللاصقة في بريطانيا عام 1750 و كانت عن صناعة الصمغ من السمك. وهو نوع من الصمغ يستخرج من رأس، عظام و جلود الأسماك. و يذكر أن هذا النوع من الصمغ كان الأول الذي استخدم في أفلام التصوير. وأيضا بالتجربة وجد أن المثانة الهوائية للأسماك تفرز مادة بيضاء لزجة يمكن استخدامها كصمغ وسميت هذه المادة " isinglass" ، و بعد ذلك توالت براءات الاختراع في صناعة الصمغ من مواد مثل المطاط الطبيعي، وعظام الحيوانات، والنشا و الحليب.
أما الصمغ المستخرج من بروتين الحليب فيعرف باسم صمغ الـ "كازين" (casein glue) واستخدم هذا النوع في ربط أوراق السجائر مع بعضها ، والنوع الأخر هو صمغ النشا التي تستخرج من العديد من النباتات مثل القمح، والأرز و الذرة. وعادة ما يستخدم هذا النوع في لصق الأوراق، الكتب، ورق الحائط و المنسوجات. وهناك نوع من المواد اللاصقة يعتمد على المطاط المذاب في مذيب عضوي ((rubber-based solvent cement ويعتمد على مزج نوع أو أكثر من أنواع المطاط أو اللدائن في مذيب عضوي ومعالجتها ببعض الإضافات لتحسين بعض الخواص مثل المسار، اللزوجة و المرونة. ويستخدم في لصق الأرضيات و المواد البلاستيكية.
ومع ظهور الثورة الصناعية حدثت طفرة علمية و تقنية أسفرت عن ظهور مواد جديدة أمكن استخدامها كمواد لاصقة، كان أولها مادة "نيتروسليلوز" (Nitrocellulose) وهى نوع من أنواع اللدائن (المواد التي تتحول إلى الصورة السائلة عند تسخينها وتصبح جامدة عند تبريدها) وتستخرج من سليلوز الأخشاب، و يستخدم في النوافذ وورق الحائط.
وفي عام 1930 و مع التقدم في الصناعات الكيميائية و البلاستيكية، ظهرت أنواع جديدة من المواد اللاصقة التي تعتمد على المركبات الكيميائية المصنعة. و كانت الحرب العالمية الثانية هي فترة ازدهار هذه الصناعة وإنتاج مركبات جديدة مثل، "النيوبرين" (Neoprene) و"الإيبوكسى" (Epoxy) على الرغم من أن هذه المركبات كانت فقط للاستخدامات العسكرية و ليست للأغراض التجارية حتى الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي ، وبعد ذلك بدأ التخصص في إنتاج و تطوير المواد اللاصقة لاستخدامها في أغراض متخصصة مثل صناعة مكوك الفضاء.
الصمغ الحار أو الصمغ الحراري: الصمغ الحار و المواد اللاصقة التي تذوب بالحرارة تستخدم ساخنة باستخدام مسدسات الصمغ ومن ثم تلصق عندما تبرد وعادة ما تستخدم هذه المواد في لصق المشغولات اليدوية و الفنية نظرا لقدرتها على لصق العديد من المواد.
الصمغ الصناعي ويعرف باسم (superglue or krazy glue) وهو يصنع من مادة تسمى "إكريلات السيانيد"(cyanoacrylate) والتي اكتشفها دكتور "هاري كوفر" (Harry Coover) عندما كان يعمل في معمل أبحاث "كودا"ك. و لكنه لم يفضل هذه المادة لأنها كانت لزجة جدا. ثم أعيد اكتشاف هذه المادة على يد "كوفر" و"فريد جوير" (Fred Joyer)عندما وضعا إكريلات الإيثيل فوق المناشير (جمع منشور) فوجدوا أنها لصقت مع بعضها. عندها أدركا أن هذه المادة مفيدة جدا و في عام 1958 طرحت شركة (Eastman chemical company) التي كان يشرف عليها "كوفر" هذا المنتج في الأسواق فيما عرف بعد ذلك باسم "سوبر جلو" (Super glue)
وكما يبدو أن المواد اللاصقة تلمس حياتنا بشكل يومي و في مجالات مختلفة على الرغم من أننا قد لا نشعر بكل هذه الأهمية.وعلى الرغم من أن الإنسان عرف المواد اللاصقة منذ آلاف السنين إلا أنها أخذت في التطور سريعا خلال المائة عام الأخيرة فقط .
الفترة الزمنية :
من قبل التاريخ حتى الآن
ساحة النقاش