أظهر بحث أجراه علماء أمريكيون فى تركيبة مخلفات الإنسان الجافة المأخوذة من المواقع الأثرية أن نمط الحياة الحديثة الذى يتجه أكثر فأكثر إلى التحضر والعالمية أدى إلى تغيرات جذرية فى الفلورا (البكتريا) المعوية فى الإنسان.
حلل رول تيتو وزملاؤه من جامعة أوكلاهوما التركيب الجرثومى لعينات المخلفات المتحجرة (التى جرى جمعها من مواقع أثرية) من ثلاثة مواقع فى الأمريكتين.
وقع الاختيار على هذه المواقع كونها توفر تشكيلة شاسعة من الظروف البيئية.
وكانت العينات التى أخذت من "كهف هيندز" فى جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية هى الأقدم حيث يبلغ عمرها نحو ثمانية آلاف عام، بينما تلك التى انتشلت من ريو زيب بشمال المسكيك يبلغ عمرها 1400 عام.
أما العينات التى أخذت من مومياوات حفظت بشكل طبيعى فى كازيرونس بشمال تشيلى فيبلغ عمرها 1600 عام.
وبفضل فحص الحامض النووى (دى إن ايه ) تبين أن التركيب البكتيرى لعينات ريو زيب تتشابه مع تلك التى أخذت من أطفال يعيشون فى قرية فى ريف أفريقيا، حسبما قال الباحثون فى صحيفة (بلوس وان) الإلكترونية العلمية.
ولم تظهر فحوص العينات التى أخذت من الموقعين الآخرين أى تشابه مع تركيب البكتريا المعوية للأمريكى العادى البالغ.
كما قارن الباحثون النتائج مع بيانات البكتريا المعوية من أوتزى، مومياء لرجل ما قبل التاريخ وجدت على قمة جبل بأوروبا، وكذلك بتلك الخاصة بجثمان جندى نمساوى مجمد فى نهر جليدى قبل نحو قرن.
وخلص العلماء إلى أن تلك النتائج تحمل أقرب تشابه للبكتريا المعوية للأطفال الريفيين.
وأوضحت الكاتبة الرئيسية للمقالة سيسيل لويس : "تشير تلك النتائج إلى أن نمط حياتنا العصرى والعالمى غير بشكل مثير البكتريا المعوية فى الإنسان".
كما يقول الباحثون إن الاستخدام الحالى للمضادات الحيوية سبب الكثير من المشاكل للصحة ومحتوى البكتريا المعوية لتزيد القابلية لأمراض المناعة الذاتية وأمراض أخرى.
ساحة النقاش