كتبت فاطمة إمام
يوضح الدكتور عبد العزيز الشريف أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، أن كلمة الذبحة الصدرية أصبحت تشكل خوفًا ورعباً لدى الجميع يكاد يكون قاتلاً، وأصبحت مرض العصر الذى يتميز بالتوتر والقلق اللذين أصبحا عاملين من العوامل المهمة فى حدوثها وسببين لمضاعفتها.
ويبين أن الذبحة تعنى آلاماً بمنتصف الصدر أو خلف منطقة عظمة القفص تجىء مع المجهود الجسمانى وقد تمتد إلى الذراع اليسرى وتختفى بعد دقائق من التوقف عن المجهود.
ويمكن فصل الذبحة الصدرية عن بقية الآلام الصدرية التى لها أسباب عديدة مختلفة غير القلب، فقد تنشأ آلام الصدر من واحد من الأسباب الآتية:
1. آلام روماتزمية بعضلات القفص الصدرى.
2. التهاب حاد بالغشاء البللورى للرئتين.
3. التهاب فيروسى بأعصاب القفص الصدرى.
4. التهاب روماتزمى بالعمود الفقرى أو تآكل بغضاريفه.
ويشير إلى أننا لا يجب أن ننسى أن القلق النفسى والتوتر يسبب آلامًا فى الصدر كثيرًا ما تختلط مع آلام الذبحة الصدرية وقد يصعب على غير الطبيب المدقق الكشف عن ما هيتها.
كما يجب ألا نتجاهل أى آلام فى الصدر عند الإحساس بها بل يجب الإسراع بعرض الأمر على الممارس العام الذى قد يمكنه تشخيص سببها تشخيصاً صحيحاً أو إحالة المريض إلى الطبيب الأخصائى إذا استعصى عليه الكشف عنها أو الشك فى سببها.
وكثيرًا ما يسبب القلق والتوتر النفسى آلاماً فى الصدر يخشى المريض أن تكون الذبحة الصدرية ولكن تختلف هذة الآلام فى مكانها من الصدر وفى نوعيتها وفى مسبباتها فبينما تكون آلام الذبحة الصدرية فى منتصف الصدر أو تحت عظمة القفص تكون آلام التوتر النفسى بالصدر فى منطقة الثدى الأيسر أو تحته أو حوله وبينما تمثل آلام الذبحة الصدرية ألماً غير حاد أشبه ما يكون بالضغط أو الثقل على الصدر تكون آلام التوتر النفسى حادة وأشبه بالنغز وبينما تجىء آلام الذبحة الصدرية مع المجهود الجسمانى تجئ آلام التوتر النفسى مع الانفعالات والمضايقات النفسية وبينما تختفى آلام الذبحة الصدرية بعد دقائق من التوقف عن المجهود الجسمانى تستمر آلام التوتر العصبى ساعات وقد تطول إلى أيام.
ورغم كل هذا فقد تتشابك أو تتشابه هذه الأعراض فى كثير من الأحيان ويصعب على غير المختص الوصول إلى سببها الحقيقى إلا بعد فحوص كثيرة ومختلفة.
وقد أشارت البحوث إلى أن هناك عوامل خطورة للإصابة بالذبحة الصدرية وهى:
1. التدخين.
2. مريض البول السكرى.
3. مريض ضغط الدم المرتفع.
4. مريض دهنيات الدم والكولسترول المرتفع.
وتساعد هذه الأسباب على تصلب جدران شرايين القلب وعلى ضيقها مما يقلل من سريان الدم فيها فتنشأ الآلام عند المجهود الجسمانى الذى يتطلب زيادة فى تدفق الدم لتغذية عضلتة بالأكسجين اللازم وهو ما يعرف طبياً بالذبحة الصدرية أو إلى تجلط الدم فى الأجزاء الضيقة من الشرايين فيتوقف الدم تمامًا عن تغذية جزء من عضلة القلب فتموت وهو ما يعرف طبيًا باحتشاء عضلة القلب.
وتختلف أعراض احتشاء عضلة القلب عن أعراض الذبحة الصدرية وكثيرًا ما يسبب الاحتشاء أعراض الذبحة لمدة تطول أو تقصر أو يأتى الاحتشاء دون سابق أعراض وكثيرًا ما تحدث أعراضه أثناء النوم فيصحو المريض على آلام مبرحة بالصدر لا يخففها جلوس أو اضطجاع على جنب أو آخر ويصاحبها ميل للقىء أو عرق غزير وقد تتطور إلى هبوط بأداء القلب أو الدورة الدموية وقد تختفى هذه الأعراض بعد ساعات قليلة دون تدخل طبى فيظن المصاب بها أنها حالة عسر هضم لما صاحبها من غثيان أو تحسن بعد حدوث قىء.
ساحة النقاش