يقصد بالنمو الانفعالي كل ما يعبر عن الحاجات النفسية من سرور وارتياح وضحك وبكاء وخوف وغضب واسى وحزن وضيق والم وانفعال مستمر في حياة الفرد في جميع الاوقات والظروف والحالات.


ويتطور النمو الانفعالي عند الطفل من استجابات عامة مشوشة الى اخرى خاصة ، كما تأخذ انفعالاته في التنوع والتخصص.


ويمتاز الطفل الانفعالي بالتقلب الفجائي من ضحك الى بكاء والعكس بالعكس، ويتدرج هذا السلوك من الحزن والشدة الى الاعتدال والهدوء بازدياد نمو الاطفال العقلي، اذ يستغني عن كثير من الحركات والتعبيرات الحادة لانه يكتشف انها غير مفيدة ولا تلاقي استحسانا ممن حوله، كما ان سيطرته على اللغة تساعده على الاعتدال في التعبير عن انفعالاته فيستخدمها لتفسر عما يسعر به من ضيق او الم او غضب.


اما من حيث القلق والخوف فان هذه الانفعالات تبلغ اقصاها في نهاية السنة الثالثة ، وذلك لان الناس حول الطفل يحاولون الضغط عليه باستمرار لاكتساب معايير ومفاهيم المجتمع، فيحرمونه من اشياء يريدها او يؤجلوها فيشعر بالمرارة والخيبة، وهنا يتعلم الطفل ان الاشياء تظهر وتختفي وان طلباته تنفذ او ترفض، فليس كل ما يريده يحصل عليه.


اما مخاوف الطفل في هذه المرحلة فانها تنتقل من الاشياء الحسية الى الاشياء الوهمية كالأشباح والوحوش والظلام او يخافون من الاصوات العالية او الالم الجسدي او الحركات المفاجئة.


لذا يجب حماية الطفل من الانفعالات الشديدة وضرورة ابعاده عن كل ما يثير فيه الخوف او القلق ، وان يكف الاهل عن سرد القصص التي تثير الخوف كقصص الغولة والجن وغيرها، خاصة في هذه المرحلة بالذات.


عند دخول الطفل المدرسة يفتح امامه المجال واسعا للاهتمام بالعالم الخارجي وتكوين علاقات مع رفاقه مما يساعده على الشعور بالطمأنينة والتخلي عن شدة التعلق بوالديه. كما ان تقدمه في السن ونموه العقلي يساعده على تعلم انماط من السلوك للتوفيق بين رغباته ورغبات الاخرين فيؤدي ذلك الى الهدوء الانفعالي ، فقد يعبر الطفل في التاسعة عن غضبه باتخاذ موقف سلبي كأن يرفض تناول الطعام او ينزوي في غرفته ويتمتم ببعض الكلمات مع تغيير في تعبيرات وجهه.


ولكن مع اتصاف هذه المرحلة بالاتزان العاطفي فان الطفل يثور ويغضب ويخاف كما كان عليه في المرحلة السابقة، وانما الفرق بين المرحلتين في حدة الانفعال واسلوب الاستجابة ونوعها.


سلوك الطفل الانفعالي يتطور ويتكيف نتيجة عوامل منها عامل النضج وامكانيات الطفل العقلية والجسمية وحاجاته وميوله المختلفة، ومنها عامل التعليم والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل.



وحتى نؤمن للطفل نموا انفعاليا مناسبا يجب مراعاة النواحي التالية:


1- توفير الحاجات الضرورية للطفل واحاطته بحياة عائلية يسودها الشعور بالاطمئنان ، ذلك ان اتجاهات الوالدين واسلوب تعاملهما اثر كبير في مساعدة الطفل في السيطرة على انفعالاته.


2- حمايته من التوترات الانفعالية العالية التي تأتي من الصدمات القوية الحادة كعض الطلب للطفل او تعرضه للغرق بالماء، وهناك صدمات سيئة كتعرض الطفل في المنزل مشاجرات الوالدين المستمرة مما يفقده الشعور بالامان.



مواجهة النوبات الانفعالية لدى الاطفال


في الوقت الذي تريد فيه الام ان تلزم ابنها بالقواعد السلوكية المرغوبة يحاول الطفل ان يعزز استقلاله عن امه والتحرر من الخضوع لها.ومن هنا يحدث الاصطدام بين الام والطفل وهذا امر حتمي لا يمكن تجنبه، واول علامات الاصطدام قول الطفل كلمة لا عندما يطلب منه امر. وقد يتحول احتجاجه هذا الى نوبات من الصراخ، او ان يرمي نفسه على الارض ويطبق اسنانه على بعضها، ويركل ويدق الارض بقبضته، وقد يحبس انفاسه، وذلك لشعوره بانه مركز الكون وان امه مسخرة لتحقيق مصالحه، وفي نفس الوقت يريد الاستقلال عنها وعدم الاعتماد عليه، ومع ذلك فان امه تمنعه من اشياء كثير يحبها، ولا يستطيع ان يجبرها على تلبية ما يريد فيلجأ الى الغضب والصراخ والبكاء.



وعلى الام ان تعتبر ذلك طبيعيا وهي مرحلة من مراحل نموه، وعليها بداية ان تقلل من حدوث هذه الانفجارات وذلك باتباع ما يلي:


1- عندما تطلب منه عمل شيء ينبغي ان تخاطبه بصوت رخيم ودي وهذب وتصوغ طلبها على شكل دعوة منها له، كأن تقول له ( من فضلك)( لو سمحت)( يا بني يا حبيبي) في بداية الطلب ( شكرا)(الله يجزيك الخير) عندما يستجيب لها، وتمدحه على كل سلوك مهذب يبديه.


2- ان تخفف من ضغوطها فلا تفرض عليه اوامر لا يستطيع الالتزام بها او تنفيذها، وقد لا يستطيع فهمها.


3- ينبغي ان لا تفرط الام في ردة فعلها عندما يقول لها الطفل كلمة(لا) لانه يقولها بشكل آلي دون تفكير بها او قصد لمعناها، فاذا ما رفض طلبها فلا توقع عليه عقابا فوريا، بل تبقى هادئة وتكرر طلبها بطريقة الامر. أي اذا كانت طلبت منه في البداية الامر بطريقة مهذبة كأن قالت له ( من فضلك اغلق الباب) تكرر الطلب ثانية بطريقة الامر لا مجرد طلب( اغلق الباب) دون تعليق ودون سؤال... وسيأتي الحديث عن الاوامر الفعالة.


4- ينبغي ان تختار الام معركتها مع طفلها بعناية، وان لا تدفعه الى الانفجار، فاذا رفض الاستجابة لها في امر غير هام تغض الطرف عنه، اما اذا رفض الاستجابة لها في امر مهم فعليها ان تجبره على طاعتها.


5- يجب الا تتيح الاختيار لطفلها اذا لم يسمح الموقف بالاختيار، فاذا ابدى الطفل رغبته في البقاء في الشارع خارج المنزل او رفض الذهاب الى النوم حين حان موعده، او رفض الذهاب الى الحمام وهو بحاجة له فهذه امور غير قابلة للتفاوض. وهو لا يستحق أي مكافأة اذا تعاون معها، لان تقديم مكافأة له حتى يستجيب لها في مثل هذه الحالات تعزيز لعناده.


6- ينبغي للام ان تتيح لطفلها اختيارات محدودة اذا كان ذلك ممكنا مثل ان تتيح له ان يلبس الملابس التي يختارها، او يختار اللعبة التي يرغب بها، وان هذا الاختيار يعني اسقلاله الذاتي ويزيد من اتستجابته لامه.


7- ان تجنب طفلها أي موقف يثير غضبه، فاذا كانت تعرف ان طفلها يستثار في السوق او في مكان عام فلا تصحبه معها وتبقيه في البيت، وتخرج دون ان يراها.


8- تكافئ الام أي سلوك جيد يقوم به طفلها وتزيد من اهتمامها به وتمدحه.


9- اذا ما حدث الانفجار العاطفي رغم كل وسائل الوقاية فعليها استخدام الاقصاء معه بان تعزله في مكان ما لفترة قصيرة من الزمن، وسيأتي الحديث عن ذلك. واذا حدث الانفجار في الشارع فعليها ان تبقى هادئة فلا تضربه ولا تصرخ عليه لانه سيتمادى في انفعاله وصراخه، وعليها ان تأخذه الى مكان بعيد عن الحاضرين، وتعمل على تهدئته باحتضانه ومخاطبته بصوت هادئ والاستفسار عما يغضبه



hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 1 يناير 2012 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,769,405