لقد اكتشفت أسلوباً جديداً للتعامل مع تجارب الشهوة اليومية لكي لا ترتد لتهاجمني في أحلامي. لقد لاحظت شيئاً كنت أفعله وهو أنني بدلاً من التنازل عن الشهوة، كنت أحياناً، أقوم خلال اليوم بدفع الشهوة بعيداً عن مرأى نظري عن طريق تغيير اتجاه نظري وذلك بإستخدام قوة الإرادة. وبعد أن أفعل ذلك كانت هناك أوقات تعود هذه الشهوة لتظهر على السطح في صورة أحلام شهوانية، أدرك فيها إنني أستطيع أن أنفعل جنسياً أثناء نومي دون حتى أن أقوم بلمس جسدي، وكنت أعلم أنه لدي الاختيار في ذلك!
يالقوة هذه التجارب!
كم هي مروعة! إنها تستطيع أن تجذب انتباهك!.
لقد جاءني قدراً كافياً من هذه النداءات فدفعني لكي أتخذ إجراءات وقائية.

فقبل أن أذهب للنوم مباشرة، كنت أتعمد أن أستعيد بعيني ذهني كل تجربة للشهوة علقت بي خلال اليوم، وأنظر إلى ذلك الشخص في وجهه بإمعان. إنني أحضر كل شخص للنور أمام الله سبحانه تعالى، حيث أُسلّم وأعترف بعجزي أمام الشهوة. وأقول لله
 "أنت تعرف قلبي يارب، كيف أنني أريد هذه الشهوة حقاً. ولكني أُبعدها عني لأسلمها لك. 
    يا الله تعالى وكن منتصراً في حياتي على الشهوة،
    فأنا لا أريد أياً منها سواء بعقلي الواعي أو غير الواعي.
    أريدك أن تصدَّ هذه الهجمات عني.
أرجوك احفظني من كل شهواتي في هذه الليلة".
عادة أضيف صلاة لأجل الشخص الذي كان موضع الشهوة في هذه التجربة، إنه منطلقٌ من مفهوم العطاء. هذه هي وسيلتي حتى أظل نقياً على مستوى عقلي الواعي. وهي أيضاً طريقتي للتعامل مع خوفي من السقوط أثناء النوم.
هناك طرق متنوعة أخرى للتغلب على الشهوة، وجميع الطرق تحتاج إلى تدريب متواصل، لكنها نافعة. فلقد كلفّني الأمر عدة سنوات لكي أصيغ برنامج حياتي بما يتناسب مع الشهوة؛ لذلك وجدت بأنني أحتاج إلى وقت لكي أكف عن الشهوة وأصيغ برنامجي الخاص الذي يتناسب مع حقيقتي الداخلية. 
عندما كنت أبدأ في ممارسة أحد هذه الوسائل، كانت تبدو مصطنعة وتحتاج الى جهد كبير. لم أكن أريد أن أقوم بها لانها لا تشعرني بالسرور، لكنني حاولت أن لا أثق مرة أخرى بهذه المشاعر المريضة التي جاءت بي إلى هنا.
لقد كان القيام ببعض هذه الإجراءات يشبه استئصالاً لجزء من كياني، وهذه الخطوات كانت عكس مشاعري وميولي الطبيعية.

إن حريتي من الشهوة كانت بإتخاذ مواقف قوية ضد طرقي القديمة في التفكير والسلوك. مواقف قوية مكّنتني بالقيام بالتصرف الصحيح. عليَّ أن أتذكر دائماً بأن المسبب الحقيقي للشهوة وعدم الراحة ليس هو الشخص الآخر الذي أشتهيه؛ ولكن أنا.
وهذا يظهر نقطة أخيرة. أن الشهوة التي أريد أن أعيش حراً منها هي شهوتي. أنا التي جعلتها هكذا. إنني مدمن شهوات. وبنفس المنهاج، إنني إنسان ممتلئ بالسخط وغضوب، أحكم على الناس وأدينهم، مخيف للآخرين. ليس هناك شفاء من كل هذه الأمور إذا أنكرتها، أو هربت من مواجهتها، أو إذا أخفيت عيوبي. "فإن حجم المرض يزداد بزيادة الأمور المخبئة داخلي".
من جانب آخر، يمكنني أن أحيا حراً من سلطة أي عيب يسيطر عليَ أو كل العيوب وذلك بالرجوع إلى الله سبحانه تعالى بدلاً من اللجوء إلى المشاعر السلبية.
ولذلك فأنا لدي وسيلة للإنقاذ كل يوم، بل كل ساعة من خطر الشهوة، أو أي شئ آخر، على أساس استمراري في اختيار إتجاه التفكير السليم. وهذه الاستمرارية تتحقق من خلال عملي في خطوات  الشفاء واتباعي للقوانين الخاصة بها.

إن الله تعالى لم يختر أن يبيد نفسي الخاطئة بعيوبها وأمراضها، لأنني بذلك سأتحول إلى إنسان آلي. لكنني أستطيع اليوم أن أقول بإنني "خاطئ" في ذاتي ولكنّ أستمد القوة التي لا أملكها من الله تعالى الذي يملك القوة المطلقة وذلك لأستطيع التغلب على خطاياي. وهذه هي "النصرة برغم العجز بواسطة نعمة الله تعالى".
فمن خلال عجزي، أستطيع أن أستقبل القوة والحب اللذان من فوق من عند الله تعالى، فالتعافي هو عمل يجري داخل النفس.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,770,220