قرار قطع أي علاقة عاطفية قرار صعب، وبالنسبة لبعض الناس قرار مستحيل تقريباً. في كثير من الأحيان نجدهم يقدمون قدماُ ويؤخرون الأخرى أو يؤجلون المواجهة أو يقدمون على اتخاذ هذه الخطوة ولكنهم سريعاُ ما يتراجعون مراراً وتكراراً حتى أنك لا يمكن أن تدعو ذلك قطعاُ للعلاقة بالمرة.
إذا قررت أن تنهي علاقة مواعدة، كن واضحاُ وحاسماُ. أنت لست بحاجة أن تقاتل أو تتخذ موقف العداء ولكن لا تترك الشخص الآخر معطياُ إياه رسائل مشوشة.
يتناقش محبون كثيرون في إنهاء العلاقة لكنهم يتركون الأمر معلقاُ (ربما يمكن لنا أن يرى كل منا الآخر بعد فترة من الزمن، وعندئذ من يعرف؟).
لا تترك الأمور معلقة من باب اتخاذ الحيطة بدلاُ من إعلانك بوضوح عن موقفك حتى وإن كان يبدو قاسياً.
لا تترك مجالاُ لأي بادرة تردد حتى وإن كانت واهية بسبب أنك خائف من أن تضر الطرف الآخر أو لأنك أنت نفسك لا تستطيع تحمل الضرر.
كن واضحاُ. قرر ما تريد وما لا تريد. وإذا وجدت أن شريكك يتلاعب استخدم هذه الوصفة:
تعاطف مع ما يقوله بمعنى الاستماع له وعدم الازدراء لمشاعره ولكن أيضاً تمسك بأجندتك.
سيف: ولكن لماذا نقطع العلاقة نهائياُ؟ ليرى كل منا الآخر بين الحين والآخر وعندئذ يمكننا أن نفهم أين الخلل. دعينا نفعل ذلك.
عزة: يا سيف، أنا أفهم أن ذلك مؤلم وأنه ليس اختيارك الأول، ولكني صممت على أن هذا هو ما أريده. لا أعتقد أنه ينبغي أن يرى كل منا الآخر بالمرة، حتى كصديقين. على الأقل حتى نصبح متباعدين ونكف عن المواعدة. هذا ما أريده.
إذا قبلت اقتراح الطرف الآخر وتخليت عن خطتك، يستحسن أن يكون لديك سبب قوي لذلك، وإلا فإنك تؤجل نهاية رأيتها من قبل أنها حتمية. إذا أردت أن تغير رأيك، لا تفعل ذلك أثناء الحوار اذهب بعيداُ، وناقش الأمر وانتظر فترة حتى تهدأ الأمور حتى تتيح لنفسك متسعاُ من الوقت.
عزة: أنا لا أعرف إن كان بإمكانك أن نكون صديقين الآن ولكني لا أريد أن أقدم رداُ نهائياُ الآن، أنا لا أشعر إنني على استعداد أن اتخذ ذلك القرار في هذه اللحظة، سأتصل بك بعد أسابيع قليلة حتى أحصل على بعض الوقت للتفكير ملياُ في الأمر.
الناس يتورطون في مأزق عندما يغيرون خطتهم في التو واللحظة وليس كنتيجة لاستخدام عقولهم بالمشاركة مع أصدقائهم أو مع من يقدمون لهم الدعم.
فقد يغيرون خططهم باندفاع حتى لا يمضوا أجازاتهم في ملل أو في وحدة. وقد يشعر طرف بالوحدة القاتلة فيتصل بالطرف الآخر وتعود العلاقة من حيث بدأت.
لا تتخذ قرارات لتعديل قطع العلاقة عن طريق الاندفاع أو بسبب ما تشعر به. تذكر أن هناك أسباباً قد اخترتها لقطع العلاقة وإذا كانت تلك الأسباب لم تتغير، فما هو الحل؟ إذا كانت أسبابك خاطئة وتراجعت، فلا بأس إذاً من إعادة تقييم الأمر ولكن استخدم عقلك واستعن بمعاونيك لمساعدتك على اتخاذ القرار.
فلتجر الحوار الذي يوضح ما تفكر فيه بالفعل. تأكد من مناقشة كل الترتيبات والتفاصيل التي ستحدد العلاقة في المستقبل قبل انتهاء الحوار. ومهما حدث فأنت الفائز فإذا تقبل الطرف الآخر قيمك واحتياجاتك فقد صنعت مستقبلاُ أفضل لنفسك وإذا لم يتقبلها فسوف تكون أفضل حالاُ بمعرفة ذلك الآن وليس في وقت لاحق، عندما تكون المخاطر أكبر ويكون الألم أعظم.
ساحة النقاش