يشعر الرجال فطريا بهذه الرغبة في الانسحاب، إنها ليست قرارا أو اختيارا، إنها تحدث فقط والأمر ليس خطؤه أو خطؤها، إنها دورة طبيعية. وتسيء النساء تفسير انسحاب الرجل لأن المرأة تنسحب عادة لأسباب مختلفة. إنها تنسحب عندما لا تثق به في فهم مشاعرها، وعندما تكون مجروحة ونخشى أن تجرح منه مرة أخرى، أو عندما يخيب ظنها ويكون عكس توقعاتها منه. وقد ينسحب الرجل لنفس الأسباب لكنه ينسحب أيضا حتى ولو لم ترتكب هي أي خطأ. ربما يحبها ويثق بها ثم يبدأ فجأة في الانسحاب، إنه يشبه الحزام المطاطي المشدود.
ينسحب الرجل لإشباع رغبته وحاجته للحرية أو الاستقلال، وعندما يبلغ مداه بالكامل، يرتد فورا بعد ذلك إلى الوراء، وعندما ينفصل بهذه الطريقة سيشعر فجأة بعد ذلك بحاجته إلى الحب الذي يحتاج إليه وعندما يعود لا يشعر بأي حاجة إلى فترة من الزمن لاسترداد إحساسه بالحب مثلما تحتاج المرأة.
لذلك كل ما تحتاج أن تعرفه المرأة عن الرجل هو فهم دورة المحبة الذكرية، إنه ينسحب لحاجته إلى الاستقلال والحرية وبعد فترة الانسحاب هذه يشعر فجأة بالرغبة و يكون ودودا مرة أخرى فالرجل يمر تلقائيا بين الحاجة للحب والحاجة إلى الاستقلال .
بدون فهم أن الرجال مثل الأحزمة المطاطية يكون من السهل على النساء أن يسئن تفسير ردود أفعال الرجال ويحدث اشتباك شائع عنمدا تقول له "دعنا نتحدث" وتجده يبتعد فتظن أنه يخفى عنها شيئا أو أنه فقد حبه لها أو ثقته فيها وتستنتج خطأً أنه لا يريد التحدث معها مطلقا.
والحقيقة المحيرة عن الرجل أنه بدرجة معينة يفقد ذاته عن طريق اتصاله بشريكته أو بإحساسه بمشاعرها، وحاجاتها ورغباتها وعواطفها وربما يفقد هو الصلة إحساسه بذاته، والانسحاب يمكِنه من إعادة ترسيخ حدوده الشخصية وإشباع حاجته إلى الشعور بالاستقلالية و إذا لم يحصل الرجل على الفرصة للانسحاب فإنه لن يرغب في الشعور بالاقتراب، وإذا أصرت المرأة على الاقتراب فإنه سيحاول أن يهرب و ينأى بنفسه. فبمجرد أن يبتعد بنفسه إلى أقصاه يبدو وكأنه لا يهتم بشريكته وغير راغب فيها.لكن أثناء انسحابه يصبح فجأة لا يستطيع العيش من دونها إنه الآن يشعر مرة أخرى بحاجته إلى الحب، لقد استعاد طاقته في إرسال واستقبال الحب.
لكن بعض الرجال يصفوا هذا الانسحاب بطريقة مختلفة كأن يقول الرجل "أحتاج إلى قضاء بعض الوقت بمفردي" ولا يكن هو نفسه على دراية بحقيقة هذه الرغبة أو يعرف لها تفسيرا دقيقا بل وقد يشعر بالذنب تجاهها لكن لا يعرف أن لا يبتعد. فقد تكون دورة الحب عنده معاقة منذ الطفولة فربما يخاف الانسحاب لسخرية والدته من والده أثناء انسحابه وربما شاهد عقاب والدته لوالده بدنيا أو عاطفيا على ذلك، هذا الرجل رجل حساس جدا فهو يحاول بقوة أن يرضي حبيبته وأن يكون ودودا لكنه وهو يفعل ذلك يفقد جزءا من هويته ، لذلك إذا لم يعرف الرجل عن هذا الانسحاب وكان واعيا لأهميته بل وأنه شيئا طبيعيا ومن حقه فلن يعرف أيضا كيف يقترب .أما الرجل الحازم لا توجد لديه مشكلة في الانسحاب لكنه لا يستطيع الرجوع والانفتاح، وربما يخشى في أعماقه من عدم استحقاقه للحب. لذلك أي تشويه في الصورة الايجابية عن دورة الحب هذه عند الرجل تسبب هذه الحيرة والمشاكل بين الطرفين.
هذا الأمر محير جدا للنساء وسوف يتطلب الأمر منها وقتا لكي تصبح ودودة مرة ثانية. وإذا لم تفهم هي أن الرجال مختلفون في هذه الناحية فمن الممكن إساءة تفسير رغبته الفجائية وحبه المتدفق. والرجال أيضا يحتاجون أن يفهموا هذا الفرق. فعندما يرتد الرجل إلى الوراء ترغب المرأة وتحتاج إلى بعض الوقت والحديث لتعيد التواصل قبل أن تنفتح له مرة أخرى. هذا التحول يمكن أن يكون أكثر عذوبة لو فهم الرجل أن المرأة تحتاج إلى هذا الوقت لاستعادة نفس المستوى من المحبة- خاصة إذا شعرت بالجرح عندما انسحب. ومن دون هذا الفهم للفوارق يصبح الرجل قليل الصبر لأنه يحبط من رد فعلها العنيف أو الفاتر.
إنه فقط يحتاج أن يفهم ضرورة الإنصات ومدى أهمية أن يستمع إلى المرأة لكي يعرف أنه هو أيضا يمكنه أن يتكلم إليها. عبري له عن مشاعرك وعن ما بداخلك وبعد أن ينصت لفترة اذكري له في كلمات بسيطة أنك تقديرين جدا استماعه إليك وأنه شيئا أسعدك جدا أن يسمعك، وبذلك يتعلم هو أن يتكلم. فالرجل لا يعرف أن يتكلم من أجل المشاركة فقط، إنهم يحتاجون إلى سبب ما ليبادروا بالحديث، وعندما تبادر المرأة بالانفتاح ولو بالقليل يزول التهديد والضغط من عليه ويبدأ في الكلام تدريجيا
إنهم من المريخ، عالم مختلف لم يعرفوا فيه أهمية الاستماع أو الانفتاح، والنساء من الزهرة هذا الكوكب الذي يعرف أكثر عن كيفية الانفتاح والإصغاء.
ولا يدرك الرجال عموما تأثير انسحابهم المفاجئ ثم عودتهم فيما بعد على النساء، لكن بادراك هذا التأثير يستطيع الرجل أن يدرك أهمية الإنصات بصدق عندما تتحدث المرأة. فهو الآن يعرف ويفهم حاجتها إلى أن ُتطَمْأن بأنه راغب فيها وأنه يهتم بأمرها فعلا، وأن يدرك الرجل فترة عدم انسحابه ويقتنص الفرصة أثناء ذلك ليبادر هو بالحديث ويسأل شريكته عن حالها ومشاعرها. إنه يكبر ليفهم دوراته الخاصة ويطمئنها عندما ينسحب بأنه سيعود، يمكنه أن يقول "إني أحتاج إلى بعض الوقت لأكون بمفردي، ومن ثم سنأخذ وقتا خاصا فيما بعد". وعندما يعود ليتحدث معها ربما لا يجد ما يقوله ليفسر هذا الانسحاب وعليها (المرأة) عند ذلك أن لا تصر على الحصول على تفسير وتستقبله بحبها فقط.
نشرت فى 31 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,767,966
ساحة النقاش