تفترض أغلب نظريات علم النفس المعرفي أن كل إنسان لديه معتقدات محورية core beliefs تشكل بالنسبة له تصوراً داخلياً للطريقة التي يعمل بها العالم والناس من حوله، هذا التصور أو النموذج الداخلي للعالم هو البرنامج الذي به يفهم ويحكم على العالم والناس وعلى نفسه ومن خلاله يفسر الأحداث ويتوقع ردود الأفعال.
من المفترض أن هذا البرنامج يتم "تحديثه" أولاً بأول في ضوء الخبرات الجديدة التي ربما تكون مختلفة عن الخبرات السابقة. لكن للأسف بعض الناس لديهم نوع من الجمود أو البطء في تحديث هذا النموذج. على سبيل المثال، قد تصل إحدى النساء بسبب خبرات تعرضت لها، إلى قناعة داخلية أن كل الرجال لا يمكن الوثوق بهم، وأنهم لا يبحثون إلا عن الجنس مع كل امرأة. ثم تقابل هذه السيدة رجلاً لا يحاول ممارسة الجنس معها، فبدلاً من أن تراجع النظرية التي وضعتها عن الرجال، تفضل أن تلتزم بنظريتها، وتكون النتيجة أنها تخرج بافتراضات خاصة جداً لتفسير هذه الحالة مثل:
• ربما هذا الرجل مثلي (ينجذب للرجال) لأن الرجال يبحثون عن الجنس مع كل امرأة، وإن لم يكن يبحث عن الجنس معي فلا بد أنه يبحث عنه مع الرجال!
• أنا غير جذابة بالنسبة له، أو ربما بالنسبة للرجال عموماً. لأن كل الرجال يبحثون عن الجنس مع كل امرأة، وإن لم يكن يبحث عن الجنس معي، فهذا لأني قبيحة!
للأسف غالباً ما تصبح هذه النظريات الجامدة نبوات تحقق نفسها.
فعلى سبيل المثال، ربما تحاول هذه السيدة، بشكل لا واعي، أن تثبت نظريتها من خلال إغواء هذا الشخص بشتى الطرق حتى يتورط معها جنسياً، أو على الأقل يطلب منها ذلك، وهكذا تتأكد النظرية داخلها أكثر فأكثر.
هذه المعتقدات المحورية الجامدة تشوه رؤيتنا للواقع، وتدمر علاقاتنا بالآخرين، وتجعلنا أغلب الوقت نعيش مشاعر سلبية لا داعي لها.
بسبب وجود المعتقد المحوري السلبي يتم تفسير الأحداث العادية بطريقة سلبية تنتج أفكاراً تلقائية سلبية، وبالتالي حالة شعورية سلبية سنتكلم عنها في مقال آخر.
نشرت فى 31 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,795,186
ساحة النقاش