الزواج هو عهد

يتطلب الزواج جهداً شاقاً. لا تدع أحداً يخدعك ويقنعك أن الزواج هو عبارة عن عواطف ورومنسية وابتسامات لا نهاية لها. تبدأ العلاقة عادة بهذه المقوّمات السطحية ولكن الزواج أعمق من ذلك بكثير. الزواج هو عهد.

ما هو العهد؟ يعتقد الكثيرون أن العهد شبيه بالعقد وهذه صحيح جزئياً. إن العقود في سوق العمل هذه الأيام لا تمثل سوى أوراق يمكن تعديلها والتحايل عليها بل وفكّها مع أقل نسبة عواقب. هذا لا يتفق مع تعريف العهد. العهد هو وعد مهيب بين فردين غير القابل للإلغاء يلتزمان وفقه بمتطلبات الإتفاقية. إنه غير قابل للتعديل ويترتب وفقه عواقب للطرف الذي يقرر أن يكسر العهد. إن الله هو خالق العهد. لقد اختار إبراهيم ليكون " أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ". ولكن هذه الخطة كان فيها مشكلة صغيرة. لم يكن لإبراهيم أولاد وكان هو وزوجته سارة متقدمان في السن. ومع ذلك فقد وعده الله بأن أبناءه سيكثرون كعدد النجوم في السماء. قطع الله وعداً، عهداً مع إبراهيم. وقد حقق الله وعده لإبراهيم. كانت سارة في التسعين من عمرها عندما ولدت الإبن الموعود إسحق وجميعنا يعلم باقي القصة.

ما علاقة كل هذا بالزواج؟ إن الزواج هو عهد، وعد بتحقيق العهود بغض النظر عن صعوبة أو استحالة الظروف المحيطة بالعلاقة. إنه وعد بالحب والتقدير، في الغنى والفقر، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، حتى يفرّق بيننا الأجل (الموت). إنه عهد وليس عقداً رخيصاً يمكن تعديله والتحايل عليه أو فسخه. نحتاج أن نستعيد جوهر الإستمرارية المنسوج والمتأصل في عهد الزواج الذي صنعه الله. إذا كان مقدّرا ً للزواج الديمومة فكيف نتعامل مع الذين قد كسروا هذه العهد المقدس بالطلاق؟ بنفس الطريقة التي يتعامل بها الله معهم: النعمة. إن كل من سبق وأن اختبر كسر عهد الزواج من خلال الطلاق فقد عانى من النتائج. هذه النتائج تختلف من زواج لآخر ولكنها كلها تشمل جراحاً عاطفية وعقلية وروحية. لا يمكن لأحد أن يحنث بوعد (يكسر وعداً) دون أن يواجه النتائج. لا يمكن. إن قلبي يتألم لأولئك الذين قد واجهوا ألماً كهذا. ولكن هناك أمل لأن الله أمين ليحقق وعده بالرغم من عدم أمانتنا.

 

لم يكن إبراهيم رجلاً مثالياً. لقد ضحك على وعد الله بأن يعطي إبناً لرجل مُسِنّ مثله. وقد انضمّت سارة أيضاً إلى الخطة وعرضت المساعدة بأن قدّمت خادمتها لإبراهيم كي تحبل بالصبي. ولدت خادمة سارة إبناً لإبراهيم وكان هذا مصدراً للعديد من الصدامات والنتائج على مدى أجيال تالية حتى يومنا هذا. على الرغم من حماقة إبراهيم بقي الله أميناً في وعده. تعامل الله مع إبراهيم بالنعمة، وبتلك النعمة نفسها يتعامل اليوم مع الذين كسروا عهد زواجهم، أياً كان السبب.

هل يواجه زواجك مشاكل صعبة؟ لا تفكر بأمور تقودك بعيداً عن العهد الذي تبادلته مع شريكة حياتك. أياً كانت الأخطاء أو الفشل سواء من جهتك أو من جهتها هي فإن الله قادر أن يعطيك القوة لتبدأ من جديد وتحافظ على زواجك وتكون أميناً لشريكة حياتك. من المستحيل أن يقود الله زوجين للطلاق لأن ذلك يتناقض مع طبيعته بأنه يحفظ العهد. ولكن الله يُقنِع ويتحدّى ويشفي حتى الزواج الذي يبدو مستحيلاً ولا أمل منه. تذكر أن إلهنا هو إله المستحيلات.

هل كسرتَ عهد زواجك بالطلاق؟ اقبل نعمة الله اللامحدودة، النعمة التي ترفعك في ألمك فوق النتائج وتعطيك الفرصة للإستمرار. لا تدع عار ظروفك يمنعك من أن تطلب وجه الله وتبدأ من جديد في اتكالك عليه. جدد التزامك بالسير في خطى مع حافظ العهد ولا تدع نفسك تتورط في وعود لست تنوي إتمامها. إن الله ليس غاضباً منك ولكنه يريد أن يشفي قلبك ويجدد الأمل لديك. هل تعتقد أن الزواج جدير بالعمل الشاق؟ إذا تبنيت موقف حافظ العهد فإن العمل الشاق يصبح مصدر فرح عالماً بأن احتمالك هذا سيجني حصاداً من البر والسلام الذي يدوم إلى الأبد. في المقابل، إذا تبنيت موقفاً ترا فيه زواجك مزوداً بباب خلفي يمكنك من خلاله الهرب إذا كثرت التحديات فإنك ستظل تعاني من القلق وعدم الرضى مع إغراء الأفكار التي تقول لك بأنك ستجد شخصاً أفضل قريباً.

عهد الزواج يزيل كافة الخيارات ويسهّل عليك، بطريقة ما، اتخاذ القرارات حول كيفية مواجهة التحديات الصعبة في علاقتك بزوجتك. عندما تلغي "الباب الخلفي" تلاحظ بأن عليك طلب المساعدة من الله والحفاظ على وعدك حتى عندما يبدو الأمر غير منطقي.

"...وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ." تكوين 21 : 1ب-2

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,755,555