عمق الاتصال
الطبيعة التي خلق بها الإنسان تجعله في احتياج أن يرتبط بشخص من الجنس الآخر، وهذا الاحتياج وإن كان دافعه جنسي لكنه ليس فقط احتياج جنسي بل أيضا اجتماعي ونفسي وداخلي عميق، خلقه الله في الإنسان.
خطة الله في خلق الإنسان أن يستمر تواصل الجنس البشري لذا خلق في الإنسان هذا الاحتياج المتعدد الروابط
والارتباط الزوجي هو أقوي وأقرب ارتباط في العلاقات الإنسانية ... وتستمر العلاقة بعد الارتباط طول الحياة (الحالة الصحيحة للإرتباط)
الزواج تداخل كياني عميق ... نفسي وفكري واجتماعي للزوجين معاً، يتم بناؤه بالتدريج ولفترة طويلة، لدرجة أنهما في أوقات الابتعاد مكانياً تجد أنه هناك ارتباط داخلي غير ملموس يربطهما معاً، لأن كل منهما قد دخل في عهد دائم مع الشريك وألزم نفسه بهذا العهد كل أيام حياته.
أما عندما يدخل رجل وامرأة غير متزوجين في علاقة جنسية فإن الذي بينهما هو العلاقة الجسدية دون الدخول في عهد أو التزام دائم، لذا فهي علاقة هشة ليس ارتباط حقيقي بل تحَوُل بحكم العادة اتصال جسدي يحتاج دائما إلى تكرار دون التزام شخصي أو اجتماعي أو قانوني بالشخص الآخر، ولهذا بعد فترة تطول أو تقل تجد أحدهما أو كليهما يدخل في علاقات مع آخرين.
وعندما نعود للبداية نجد أن الله عندما خلق الإنسان "... مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى "(مت 19: 4). بمعنى ذكراً واحداً وأنثى واحدة، وهذا يضمن استمرار العلاقة ودوامها، وهو ما تعبر عنه كلمة التصاق "يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا " (تك 2: 24) وكلمة "يلتصق" هنا تعني كما تلتصق ورقتان بمادة الغراء، بحيث لا يمكن أن ينفصلا إلا بتمزيق كل منهما، وأبلغ وصف هو ما عَبـَّر به أبو البشرية عن زوجته "هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي ..." ( تك2: 23).
ساحة النقاش