تشعر منى صالح بتعب متواصل مزمن وتقول "كنت اعتقد ان التعب الذي اشعر به هو بسبب اعبائي اليومية ولكن تعبي يستمر حتى بعد اخذ يوم كامل من الاستراحة".

فكثيرون هم الذين لا يستطيعون التمييز بين التعب الجيد والتعب السيئ وتقول اختصاصية العلاج الطبيعي جينا سكوت إن التعب الطبيعي يأتي كدعوة من الجسم إلى الراحة والاسترخاء بعد العمل المضني لإعادة تكوين قواه.

ولكن التعب غير الطبيعي الذي يستمر حتى بعد اخذ الاستراحة اللازمة يحتاج الى بحث استقصائي لمعرفة اسبابه "فالتعب قد يتطور ليبدو وكأنه مرض يستوجب تدخل الطبيب فيشعر الانسان بأنه تعب بعد الاستيقاظ من النوم ويشعر بالتعاسة ويفقد كل رغبة له في العمل ويفقده القدرة على التركيز والعمل والاحباط".

وتضيف "اذا شعر الانسان بأي من الأعراض التالية فهناك سبب مادي يجب البحث عنه لإنهاء التعب". فقد يكون السبب تعاطي نوع معين من الأدوية التي تسبب التعب كإحدى مضاعفاته الجانبية وتنصح سكوت أن يقوم المرء بقراءة نشرة الادوية جيدا لمعرفة إذا ما كان الدواء يناسبه. وتجب استشارة الطبيب باستمرار قبل تعاطي أي نوع من الدواء.

وقد يكون هذا التعب سببه نقص في الحديد ويمكن معرفة ذلك إذا ما رافق هذا الإحساس بالتعب صعوبة بالتنفس وصعوبة في التركيز ودوار، وقد يكون سببه خللا في الغدة الدرقية أو مرض السكري أو الاكتئاب أو حتى أزمة منتصف العمر.

وتضيف سكوت "وقد يكون التعب مؤشرا على الامراض فهو يأتي قبل الأنفلونزا، التهاب الرئتين، التهاب الكبد، الأمراض القلبية، عوارض الأوردة الدموية التي تكون إجمالا مصدر إرهاق شديد وللسرطان تعبه وإرهاقه. وبوجه عام ما من مرض إلا وسبقه أو يرافقه تعب شديد وإرهاق كبير. حتى الأمراض النفسية لها تعبها القاتل".

وتنصح سكوت أن يراجع كل من يشعر بهذا النوع من التعب الطبيب وان يجري تحاليل مخبرية عامة وذلك بغية التأكد أن نسب الكالسيوم والبوتاسيوم والسكريات في الجسم هي درجة طبيعية، إذ كل نقص فيها يسبب إرهاقا شديدا، وكذلك لفحص تحاليل الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض وفي حال سلبية هذه التحاليل يجب البحث عن الدوافع المرضية الفعلية، التي قد تكون نفسية.

وتقول سكوت أن علاج التعب يكون بالقضاء على المسبب وتضيف "هناك أدوية تنشط الجسم وتقضي على التعب والارهاق وتزود الجسم بالعناصر الغذائية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم". ولكن يجب الحذر لأن معظم هذه الادوية تسبب مضاعفات جانبية خطيرة ولا يجب تناولها إلا بإشراف الطبيب.

وتقول سكوت "يفضل دائما التوجه الى العلاج الطبيعي في كل شيء فمثلا من الأفضل تناول وجبة الصباح والتركيز فيها على المواد المغذية المقوية للجسم كالبيض، والأجبان والزبدة. وتجنب تناول الملينات لأنها تفقد الجسم العناصر الغذائية الضرورية وتقلل من نسبة الفيتامينات مثل A وD والمغنيسيوم والحوامض الأمينية من الجسم مما يسبب التعب والإرهاق وغيرها".

وتنصح سكوت من يتبعون ريجيما خاصة أن يختاروا أطعمة مغذية تحتوي على نسب من البروتينات بكثرة مع قليل من الدهنيات والسكريات والفيتامينات، وتجنب شرب المنبهات والمشروبات الغازية والكحول.

وجعل النشاط الرياضي جزءا من روتين الحياة عن طريق المحافظة على نشاط الجسم والمشي لأنه يساعد على تنقية الصدر وتعبئة الجسم بالهواء النقي ما يسرع من تخلص الجسم من التعب.

وتقول سكوت "يجب على المرء ألا يرهق الجسم فوق طاقته العملية، وأن يتحكم بالعمل اليومي وان يخطط لحياته اليومية بوضع قائمة الاعمال الضرورية مع اعتماد فترات راحة بين فترة وأخرى".