تنتج الغدة الصنوبرية، هرمونا رائعاً يدعى "ميلاتونين" الذي يعمل على المساعدة على النوم، كما أنه مانع تأكسد فعّال، ومقوي منيع، ومسؤول عن بيولوجية التقدم في العمر. تقول الدكتورةَ جيرالدين ميتون في كتيبها مقاومة الشيخوخة. "يتم انتاج هذا الهرمون في الظلام بينما نحن نيام. فإذا استيقظت أثناء الليلِ فجاءة، واشعلت ضوء ساطعاً , فسيتوقف انتاج الميلاتونين." وترتبط مستويات الميلاتونين المنخفضة بالشيخوخة المبكرة. تقول ميتون، كلنا نعرف بأن النوم مدة سبعة ساعات في غرفة مظلمة يحارب الشيخوخة، بينما الأرق وقلة النوم تسبب الشيخوخة المبكرة.
ملحق الميلاتونين:
تقول رسالة هارفارد الصحية بأن حبة الميلاتونين تعتبر حبة منوم طبيعية تقوم بتحويل ساعة الجسم إلى الإتجاه المطلوب. وعندما تتناولها ما بين الساعة الثالثة، والسادسة مساءا يخدع الميلاتونين الجسم بالاعتقاد بأن الغسق قريباً وهكذا يشعر الشخص بالنعاس، وهكذا يمكن للمصابين بالأرق أن يناموا قرابة الساعة العاشرة ليلا بدلا من التقلب في الفراش طوال الليل.
وتدعم الكثير من الدراسات استعمال الميلاتونين كمساعدة للنوم. في دراسة أجريت من قبل الدكتور ريتشارد جي ورتمان، أستاذ علم الأعصاب في معهد ماساشوسيتس التكنولوجي، تم أعطاء 20 شابا لا يعانون من اضطرابات النومِ جرعات مختلفة من الميلاتونين، بالاضافة الى علاج مموّه، ووضعوا في غرفة مظلمة في منتصف النهار، وطلب منهم أغلاق عيونهم لمدة30 دقيقة. فوجدوا بأن الرجال الذين تناولوا علاجا مموها استغرقوا 25 دقيقة للنوم، بينما استغرق الأشخاص الذين اخذوا الميلاتونين خمسة إلى ستّ دقائق فقط.
وفي دراسة أخرى بنفس المعهد اجريت عام (2001)، تناول 30 شخص تفوق اعمارهم الخمسون عاما جرعة من الميلاتونين تقدر بحوالي 0.3 ملليغرامات لمدة إسبوع واحد قبل النوم. فكانت النتيجة أن ساعد الميلاتونين الاشخاص المصابين بالأرق على استعادة النمط الطبيعي للنوم.
كذلك في دراسة أخرى، على 12 شخصا كبيرا في السن يعانون من نقص افراز الميلاتونين، والارق لفترات طويلة، تم استعمال جرعة 2 ملليغرامات قبل ساعتين من وقت النوم، فكانت النتيجة أن تحسنت كفاءةَ النوم (نسبة وقت نوم من وقت البقاء في السرير)، ونقصت مرات الاستيقاظ الليلي. ولم يؤثر الميلاتونين على خفض نسبة النوم، أو زيادة اجمالي النوم (وقت النوم الفعلي).
وفي دراسة أخيرة من نيوزيلندا وجد الباحثون بأن جرعة من 5 ملليغرامات لم تحسن نوعية النوم لعشرين شخصا كبيرا في السن يعانون من اضطرابات النوم المتعلقة بالشيخوخة.
تأثيره على المسافرين؟
هناك فرصة جيدة بأن يعمل الميلاتونين على تخفيف إرهاق السفر عن طريق الإسراع في إعادة تزامنِ ساعة الجسم. واستنتج الباحثون بأن الجرعات الليلية من 0.5 إلى 5 ملليغرامات من الميلاتونين خفضت أعراض اضطرابات النوم لدى المسافرين جوا الذين يعبرون خمسة مناطق توقيت مختلفة أو أكثر، خصوصاً المسافرين شرقاً.
دواء مضاد للشيخوخة ؟
اظهرت تجربة بارزة قام بها الأستاذ والتر بيير باولي عام 1990 بأن الفئران الكبيرة في السن، التي حصلت على غدة صنوبرية من فئران أصغر سنا، بدت وتَصرفت مثل الفئران الصغيرة في السن، في حين أظهرت الفئران الصغيرة علامات تقدم في السن سريعة. في حين أن التجربة الأخرى التي تضمنت ملاحق الميلاتونين مدّدت حياة الفئرانِ بنسبة 20 بالمائة.
وعلى العموم، لا تستجيب الجرذان بالضرورة إلى الهرمونات البشرية بذات الطريقة. لذا لا يوجد دليلا على ان الميلاتونين يمكن أن يجعلَك تبدو أصغر سنا أو أكثر حيويا. على سبيل المثال يشير الميلاتونين للقوارض بأن تصبح أكثر نشاطاً في الليل - وهو التأثير المعاكس لَه عند البشر. لذا عندما تأثرت الجرذان الكبيرة في السن بالميلاتونين، استعادة شبابها فهذا لا يعني بأن حياتك ستطول أو تصبح أكثر نشاطا إذا تناولت ملحقات الميلاتونين.
المزيد من الإدعاءات:
تتضمن إدّعاءات الآخرين بأن هرمون الميلاتونين يمكن أن يخفض خطر السرطان، وضغط الدم المرتفع، ومرض النسيان، والأيدز، ومرض القلب التاجي أيضاً ويحسن الحيوية الجنسية.
ولعل فصل اساطير الميلاتونين عن الحقيقة امر صعب. تقول شيريل كرافت، رئيسة قسم الخلية وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، لنأخذ مثلاً تأثيره على الحيوية الجنسية، قد لا يتعدى الأمر ذات التأثير الذي يعمله اخذ حمام بماء بارد. حيث يتم فحص تأثير الجرعات الكبيرة في أوروبا لاستعمالها كمانع للحمل لأن الهرمون يعمل على إيقاف الاباضة، كما قلص حجم خصيات جرذانِ الهامستر في دراسة كانت قد اجرتها.
ويحذر الدكتور تشارلز كيزلر بأنّ الدراسات لم تظهر بعد إذا كانت الملاحقِ آمنة للاستعمال. شيريل كرافت، والمحققون الآخرون قلقون بشأن الدعاية، حيث أن الهرمون قد يسبب الاذى أكثر من الفائدة.
هذا وأظهرت دراسة حيوانية، بأن الميلانوتين يمكن أن يضيق الأوعية الدموية في القلب والرئتين، خصوصاً عندما يكون هناك مرض القلب أو الربو. وإذا تبين صدق هذه الادعاءات فقد يكون الاشخاص الاكبر سنا في خطر حقيقي.
وعلى اية حال، فقد قامت الجالية العلمية بتلخيص رأيها بشأن موضوع الميلاتونين في البيانِ الأخير الذي صدر عنها في مجتمع الغدة الصنوبرية الأوروبي: "استعمال الميلاتونين مفيد، عندما يتم توقيت استعمال بشكل صحيح، عند استعماله على أشخاص يعانون من اضطرابات معينة تسبب مشاكل النوم. ولا يوجد هناك دليل علمي كاف لأيّ إستعمالات علاجّية أخرى في البشر لحد الآن. لا يوجد هناك معلومات عن الآثار الجانبية الضارة طويلة الأمد المحتملة. الميلاتونين قد يكون خطر إذا تم توقيته بشكل خاطئ، ولا يجب أن يأخذ بدون إشراف طبي."
ويحذر الأطباء المصابين بأمراض الكبد أو الكلى من أخذ ملحقات الميلاتونين، كذلك المصابين سابقا بالسكتة القلبية، أو الكآبة، أو الاضطرابات العصبية. وتمنع النساء اللواتي يرغبن في الانجاب من تناول هذا الملحق بتاتاً. <!-- البحث عن مواضيع لنفس العضو -->
نشرت فى 23 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,796,018
ساحة النقاش