هذا الموضوع نال الاهتمام الكبير من كتاب الغرب، وصدرت مئات الكتب تتحدث عنه، بل إن هناك إصدارات سنوية تتعرض لهذا الموضوع، وبعض الكتب بيع منها الملايين وتعاد طباعتها سنويا مرات عديدة مثل كتاب (لا تهتم بصغائر الأمور) الذي نال شهرة واسعة، ويطبع منه سنويا ملايين النسخ بلغات مختلفة. وقد قيل إن السبب في كثرة كتب الغرب في هذا الموضوع هو القلق الذي يعيش فيه المجتمع والطموحات التي يرغب كل إنسان أن يصل إليها.
وتمتلئ المكتبة العربية بعشرات الكتب المترجمة من لغات أجنبية إلى اللغة العربية، إلا إن هذا الكتاب يعتبر من الكتب العربية القليلة التي تبحث في هذا الموضوع.
تميز خاص:
هذا الكتاب يتميز بخصائص ثلاث:
1- أنه من تأليف شخصية عربية ملتزمة، معروف عنها الدعوة إلى الفضيلة والعمل من أجل نشرها. لذا فان ما يقدمه هو امتداد للالتزام السابق، أي أن خط السعادة الذي يبحث عنه هذا المؤلف هو خط الفضيلة، أي كيف يمكن الحصول على السعادة من خلال الفضيلة.
2- أن الكاتب استعان بآيات من القران الكريم ليقدم آراءه وأفكاره، أي أنه استمد وبرهن على أفكاره من قول كريم. كما أن المؤلف قدم أفكاره بأسلوب سلس وميسر وعلى جرعات صغيرة، بحيث يمكن لكل إنسان أن يتناول موضوعا أو موضوعين كل ليلة.
3- أنه نتاج البيئة العربية والمجتمع العربي المعاصر، فالأحداث والأمثال والأهداف هي من واقع العصر، ولا تتحدث عن مجتمع خيالي يبحث عن السعادة حيث لا توجد ولا يوجد.
4- تم إخراج الكتاب بطباعة وإخراج جميل يساعد على قراءة موضوعاته الشيقة، والتي زادت عن 350 موضوعا.
وصفات السعادة:
عنوان الكتاب هو لا تحزن، وعندما يختفي الحزن تحل السعادة محله، لذا فإن قراءة هذا الكتاب لا تبعد الحزن فقط، بل تقدم وصفات السعادة لكل إنسان، وسيجد أنها قريبة ويمكن الحصول عليها بيسر.
· لا تنتظر شكرا من أحد:
يقول الكاتب: "اعمل الخير لوجه الله؛ لانك الفائز على كل حال، ثم لا يضرك غمط من غمطك، ولا جحود من جحدك، واحمد الله لأنك المحسن، وهو المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )".
ويقول أيضا حول هذا الموضوع: "إن هذا الخطاب لا يدعوك لترك الجميل، وعدم الإحسان للغير، وإنما يوطنك على انتظار الجحود، والتنكر لهذا الجميل والإحسان، (فلا تبتئس بما كانوا يصنعون)".
· لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك
"نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري، يحترقون مع الأحداث، يغضبون من غلاء الأسعار، يثورون لتأخر الأمطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزعاج دائم ، وقلب واصب( يحسبون كل صيحة عليهم)
ونصيحتي لك أن لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك، إن البعض عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف، ينزعج للتوافه، يهتز للواردات، ويضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه، وأن يهدم كيان حامله."
· لا تكن إمعة:
لا تتقمص شخصية غيرك، ولا تذب في الآخرين، إن هذا هو العذاب الدائم، وكثيرون هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم وكلامهم ومواهبهم، وظروفهم لينصهروا في شخصيات الآخرين، فإذا التكلف والصلف، والاحتراق والإعدام للكيان وللذات.
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثيل، ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه.
انطبق على هيئتك وسجيتك(قد علم كل أناس مشربهم) (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)، عش كما خلقت لا تغير صوتك، لا تبدل نبرتك، لا تخالف مشيتك...
إن الناس بطبائعهم أشبه بعالم الأشجار، حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزا. إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا من آيات الباري فلا تجحد آياته.
لان الحزن يقبض له القلب، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل
لا تـــحــــزن
لان الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ، ويغيِّر عليك الحقائق
لا تـــحــــزن
لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة
لا تـــحــــزن
لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تـــحــــزن
لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً
لا تـــحــــزن
فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع
لا تـــحــــزن
إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ، وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد
لا تـــحــــزن
إن اذنبت فتب ، وإن اسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والتوبة مقبولة
لا تـــحــــزن
لانك تُقلق أعصابك ، وتهزُّ كيانك وتتعب قلبك وتُسهر ليلك
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ
لا تـــحــــزن
لان القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والاقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر
لا تـــحــــزن
على ما فاتك ، فإنه عندك نعماً كثيره ، فكِّر في نعم الله الجليلة ، وفي أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ، " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
لا تـــحــــزن
وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً "
لا تـــحــــزن
فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني
لا تـــحــــزن
ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً ،، وقديماً قيل : من راقب الناس مات همَّاً
لا تـــحــــزن
ما دمت تُحسن إلى الناس ، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة
لا تـــحــــزن
فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثِلها
لا تـــحــــزن
فإنت من روَّاد التوحيد ، وحملة الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري
لا تـــحــــزن
فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن اصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له "
لا تـــحــــزن
فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب
من ذلك :
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
2- رؤية المصابين من حولك .
3- إن المصيبة أسهل من غيرها .
4- أنها ليست في دين العبد .
5- إن الخيره لله رب العالمين " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .... "
لا تـــحــــزن
وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر
لا تـــحــــزن
ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطاله ولكن صَل وسبِّح وأقرأ وأكتب وأعمل وأستقبل وتأمَّل
لا تـــحــــزن
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والعاصفة كيف تهدأ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء الله
لا تـــحــــزن
ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وأنتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : يا الله ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل : يــا الله
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :يــا الله ..
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل : يــا الله ..
إذا اوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل :
يـــالله
إليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين " الله لطيف بعباده "
الله
أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات " هل تعلم له سميَّا "
الله
فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرةُ والتمكين
الله
فإذا اللطف والعناية والغوثُ والمدد والودُ والإحسان " وما بكم من نعمة فمن الله "
الله
الجلال والعظمة والهيبة والجبروت
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً ،،،،، قدسيةً تشدو بها الأرواحُ
فلأنت أعظمُ والمعاني كُلها ،،،،،، يـا ربُّ عند جلالكم تنداحُ
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً .. اللهم آمين
يـــــــــــارب
الق على العيون الساهرة نعاساً أمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً
يـــــــــــارب
إهدى حيارى البصائر إلى نورك ، وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك ، اللهم أذهب عنّا الحزن ، وأزل عنّا الهم وأطرد من نفوسنا القلق
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك ولأستعانة إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير.
***
**
*
كل الشكر والتقدير أخي الباراشوت علي التذكير بهذا الكتاب والذى ليس أنا من يقيمة أو يزكية
ولكنه كتاب يستحق كل منا ان يقنية وهو بحق كتاب لا تمل قرائته..
جزالله الكاتب كل خير وجزاك عنا كل خير.
<!-- / message --><!-- sig -->__________________
<!-- / message --><!-- BEGIN TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- END TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- sig -->
ساحة النقاش